الوطن
المواجهات تعود إلى غرداية من جديد
اشتباكات وتراشق بين الإباضيين والمالكين ولا خسائر بشرية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 جانفي 2015
- الدرك الوطني يتدخل... وهدوء حذر يخيم على المدينة
عادت المواجهات إلى مدينة غرداية بعد هدوء لأسابيع ومصالحة اقل ما يقال عنها انها هشة، حيث شهدت المدينة في اليومين الأخيرين مواجهات عنيفة بمنطقة "الحفرة" ذات الاغلبية (الاباضية)، امام مسجد خالد ابن الوليد (المالكي)، اذ شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة استعمل الطرفان فيها الحجارة والزجاجات الحارقة وبعض المقذوفات، التي ادت إلى اصابة العديد من الاشخاص في صفوف الطرفين بإصابات خفيفة، دون تسجيل اي حالة وفاة، لتنتهي المشادات فيما بعد تدخل الدرك الوطني، الذي وجد صعوبات كبيرة في فض الاشتباك. وبحسب مصادر موثوقة من داخل ولاية غرداية فإن سبب تجدد الاشتباك بين الاباضيين والمالكيين في منطقة "الحفرة" يعود إلى يوم الجمعة الماضي، عند توافد حشود غفيرة من المالكيين لصلاة الجمعة في مسجد خالد ابن الوليد (المالكي)، والمتواجد بالمنطقة المذكورة، وذلك بعد شعورهم ان شيئا ما يدبر لهم، وهو ما لم يعجب الاباضيين الذين اعتبروا توافد كل هذه الحشود لأداء صلاة الجمعة استفزازا لهم، لتندلع بعد الصلاة مواجهات عنيفة استخدم فيها الطرفان الحجارة والزجاجات الحارقة وبعض المقذوفات الاخرى، التي نجم عنها العديد من الاصابات في صفوف الطرفين، كما ادت المواجهات إلى حرق بعض السيارات التي كانت متوقفة على جانب الطريق وتعرض بعضها للكسر، لتتدخل بعدها قوات مكافحة الشغب (درك وطني) في احياء كل من الحفرة وبابا ساعد وعين لبو التي انتقلت اليها المواجهات، من اجل فك الاشتباك والسيطرة على الوضع، حيث أكدت مصالح الامن "لوكالة الأنباء الجزائرية"، أن خمسة عناصر من الدرك الوطني اصيبوا بجروح مختلفة جراء رمي الحجارة والزجاجات الحارقة التي كان تقذف من سطوح المنازل خلال هذه المناوشات التي لم تخلف لحسن الحظ أي خسارة بشرية، خلافا للإشاعات التي رددتها شبكات التواصل الاجتماعي. وأشارت نفس المصادر انه قد تم اعادة نشر وحدات التدخل السريع للدرك الوطني لتعزيز الجهاز الامني الذي وضعته السلطات العمومية منذ بداية أحداث غرداية للمحافظة على امن الاشخاص والممتلكات الخاصة والعمومية. يشار إلى ان أعمال العنف التي نشبت بالمنطقة مؤخرا بحسب ما افاد به احد اعيان المالكية لوكالة الانباء الجزئرية، اتت بعدما قررت مجموعة من الشباب من الإباضيين منع آخرين مالكيين من الالتحاق بمسجد واقع بحي الحفرة، ويسود حاليا هدوء في مختلف أحياء غرداية بفضل تجنيد إمداد هام مشترك لقوات حفظ النظام (الدرك الوطني والشرطة) لتفادي اي تجاوز محتمل.
يذكر ان الفترة الماضية عرفت بعضا من الهدوء والاستقرار في مدينة غرداية، قبل ان تعود أعمال العنف هذه لتطال مجددا المدينة، حيث يؤججها أشخاص مجهولون بإطلاق إدعاءات لا أساس لها من الصحة على غرار حرق مسجد المالكية وتحطيم وتكسير مختلف مساكن المالكيين الواقعة عبر الأحياء ذات الكثافة السكانية الإباضية او العكس.
مراد.ب