الوطن
الجنوب ينتفض ضد استغلال الغاز الصخري
وقفات ومسيرات جابت شوارع أدرار.. ورقلة.. المنيعة والأغواط
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 جانفي 2015
- "عين صالح 2015 هي رقان 65" أبرز الشعارات المرفوعة
شهدت امس جل ولايات ومدن الجنوب الجزائري العديد من الفعاليات والمسيرات جابت شوارع المدن الكبرى وساحاتها، وذلك تنديدا بقرار الحكومة القاضي ببدء استغلال الغاز الصخري بمدينة عين صالح، حيث عبر المتظاهرون عن دعمهم وتضامنهم مع المحتجين من سكان مدينة عين صالح، مؤكدين ان هذا المشروع لن يمر، كما اعتبروه قرارا لقتل السكان الموجودين في المنطقةن ولن يقبلوا بتنفيذه في اي ولاية من ولايات الجنوب، مشددين على ضرورة تراجع الحكومة عنه وإعادة دراسته دراسة سليمة، وذلك لما يحتويه من اخطار بيئية وإنسانية كارثية.
وقام صباح امس سكان مدينة أدرار بحركة احتجاجية تضامنا مع الحراك الذي يقوم به منذ أكثر من أسبوعين سكان دائـرة عين صالح ضد استخراج الغاز الصخري بالصحراء الجزائرية، حيث جاب اكثر من 600 شخص مختلف الشوارع الرئيسية للمدينة حاملين لافتات كتب عليها "لا لعودة التجارب النووية الفرنسية"، بالإضافة إلى حمل جل المشاركين للفتات كثيرة كتب عليها " الغاز الصخري كنز مسموم" و" الغاز الصخري وباء ليس له دواء" و"اغيثوا عين صالح" و"الغاز الصخري ينتشر وعين صالح تحتضر". كما رفع المحتجون شعار "ارحموا عين صالح يكفينا قسوة الطبيعة" و"الغاز الصخري بلاء عظيم". كما شبهوا استخراج الغاز الصخري بالتجارب النووية الفرنسية في رقان سنة 1965، وبحسب مصادر خاصة من مدينة ادرار فقد سارت التظاهرة في ظروف جيدة، حيث اتسمت بالسلمية والتنظيم المحكم وهم ما حال دون اي تدخل امني. اما عن المدن الاخرى التي جرت بها فعاليات تضامنية مع عين صالح فقد كان الامر مشابها، حيث عرفت تظاهرات سلمية انتهت كما بدأت دون اي مناوشات او خروج عن النص، حيث اكدت تضامنها المطلق مع عين صالح وشددت على رفضها هذا المشروع المهدد للبيئة والإنسان.
دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر آخر الأسبوع
من جهة اخرى وفي سياق ذي صلة دعا العديد من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مواصلة الحراك إلى غاية تحقيق مطلب اهل عين صالح، حيث اطلقت دعوات عديدة على بعض الصفحات على الفيسبوك، من اجل تظاهرات جديدة يوم غد بأدرار ويوم الخميس بورقلة، وهو ما يؤكد ان اهل الجنوب مسعدون إلى الذهاب بعيدا في حال اصرار الحكومة على تجسيد مشروعها الذي اصبح يمثل هاجسا لهم.
الجزائر ليست جاهزة لاستغلال الغاز الصخري أصلا.. فلماذا التسرع؟؟
وفي نفس السياق اجمع المختصون على ان الجزائر حاليا ليست جاهزة لاستغلال الغاز الصخري لعدة اعتبارات، منها انعدام كفاءات متخصصة في المجال، ناهيك عن انعدام أحدث التقنيات التي تسمح في التحكم في هذه الطاقات، إلى جانب غياب قاعدة صناعية تسمح باستغلاله، حيث أن كل الدراسات أكدت على المخاطر الاقتصادية والبيئية التي يخلفها استغلال الغاز الصخري، كونه يهدد بتلويث الثروة المائية، بسبب صعوبة التحكم في الغاز المتسرب، بسبب نقص التقنيات اللازمة، لاسيما وأن أزيد من 250 نوع من المواد الكيمائية تستخدم لتفجير الصخور واستخراجه، الأمر الذي سيؤدي حتما لوقوع أمراض وأوبئة تهدد حياة المواطن بولايات الجنوب، وهو الامر الذي قال عنه المحتجون ان الحكومة مادامت لا تملك التقنية ولا تتحكم فيها 100 بالمائة فلما المجازفة بأرواح الناس وبيئتهم؟؟
لا فوائد اقتصادية تذكر بسبب تكاليف استخراجه.. فلما الإصرار عليه؟؟
وبحسب خبراء مختصين دائما فإن الغاز الصخري لن يحقق أي فوائد اقتصادية، بسبب التكاليف الباهظة لاستخراجه"، وهو ما يوجب تحويل الأغلفة المالية المخصصة له لتمويل مشاريع أخرى، تمكن من الحصول على منافع اكبر وبأقل التكاليف، وذلك لما يسببه من أخطار جمة، نتيجة اختلاط المواد السامة التي تستخدم لاستخراجه مع المياه الجوفية، بالإضافة إلى برمجة لقاءات ومنتديات، وفتح نقاش وطني، يجمع خلاله كافة الخبراء، وبحث المنافع التي ستتحقق، والمفاسد التي تترتب عنه.
مراد.ب