الوطن

فرنسا تستيقظ على مجزرة"شارلي إيبدو" المسيئة للإسلام

الجالية الجزائرية والمسلمة في فرنسا متخوفة.. استنفار أمني وحكومي وتنديد دولي

 

  • مقتل 12 شخصا وجرح العشرات في هجوم إرهابي على مقر الجريدة
استنفار أمني وحكومي ايقظ فرنسا صبيحة امس من سباتها على وقع حادث هجوم مسلح على مقر صحيفة "شارلى ايبدو" المعروفة بسخريتها من الاسلام ومن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو الحادث الذي سينتهزه اليمين الفرنسي المتطرف لشن حرب على الجالية المسلمة. 
وقال وزير الداخلية الفرنسي ان ثلاث أشخاص قاموا بالهجوم مستعملين الأسلحة الرشاشة من نوع "كلاشنكوف" وقاذفات صواريخ ثم تمكنا من الفرار وهو الأمر الذي نجم عنه مقتل 12 شخصا وجرح عدد آخر وخسائر كبيرة في مقر الصحيفة. 
وأظهر شريط فيديو نشر على موقع فيسبوك، شخصين ملثمين اثنين يخرجان من مكاتب الصحيفة ويطلقان الرصاص على شرطي، قبل أن يستقلا سيارة سوداء اللون ويلوذان بالفرار. في حين أعلنت الشرطة الفرنسية أن قوات الأمن تلاحق مسلحين أقدما، الأربعاء، على قتل أكثر من 12 شخصا في هجوم على مكاتب صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة في باريس. 
وكان الرئيس الفرنسي قد زار موقع الهجوم في وسط باريس وندد "بالاعتداء الإرهابي"، في حين أعلن مسؤولون أن مستوى الإنذار الوطني رفع إلى "إنذار بوقوع هجمات". هذا في وقت أعلنت رئاسة الحكومة استخدام "كل الوسائل" من أجل "كشف واعتقال" المهاجمين، مشيرة إلى أنها وضعت وسائل الإعلام والمحلات التجارية الكبرى ووسائل النقل تحت "حماية مشددة". وتباينت الآراء حول الحادث بين شهود عيان حيث نقلت صحيفة "لومانتي" الفرنسية عن شاهدة عيان، أن المهاجمين ينتميان إلى تنظيم القاعدة وليس إلى داعش. 
ونقلت الصحيفة عن الرسامة الكاريكاتورية كوكو، التي تتعاون مع الصحيفة المستهدفة، أنها نجت من الهجوم بعد مغادرتها قبل حصوله بدقائق لاصطحاب ابنتها من المدرسة، وبعد عودتها فوجئت بالمهاجمين الملثمين يقتحمان المكان، وقالت "أجبراني على فتح الباب عن طريق الرقم السري، وبمجرد دخولهما، أطلقا النار على الرسامين الآخرين فأردوهما فوراً" وأضافت كوكو:" كانا يتحدثان فرنسية ممتازة وقالا لي قبل الهروب، هذا من أجل القاعدة". 
ويعد هذا التصريح بمثابة تأكيد لوزير الداخلية الفرنسي الذي تحدث عن وجود نحو 900 فرنسي يقاتلون في صفوف تنظيمات مسلحة الامر الذي يؤكد ان باريس بدأت تدفع ثمن ما نسجته في ليبيا او العراق وسوريا عبر تدخلاتها العسكرية. 
وتسبب الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له الصحيفة، في عاصفة دولية من التصريحات المنددة والمؤيدة لفرنسا، في محنتها القاسية، بعد سقوط ما لا يقل عن 12 قتيلاً من بينهم عدد من كبار رسامي الكاريكاتور في فرنسا، وأشهرهم مثل كابو. ويأتي ذلك بعد ان نشرت صحيفة "شارلي ايبدو" قبل قرابة 15 دقيقة من وقوع عملية إطلاق النار داخل مقرها في العاصمة الفرنسية باريس رسماً ساخراً للخليفة المزعوم لتنظيم داعش أبو بكر البغدادي. وكتب على رسم لصورة البغدادي، الذي نشر على حساب الصحيفة في موقع توتير "أطيب التهاني للبغدادي" ويرد الأخير بالقول "وخصوصاً بالصحة"، في إشارة إلى الحملة التي يخوضها التحالف الدولي من أجل القضاء عليه وعلى تنظيمه. 
رابطة مسلمي فرنسا قدمت شكوى ضدها عام 2013
وكانت رابطة مسلمي فرنسا قد قدمت شكوى ضد الصحيفة الهزلية الفرنسية "شارلي إبدو"؛ بسبب نشرها رسومًا كاريكاتورية مسيئة للإسلام عام 2013. 
وأكدت الرابطة أنه سيتم رفع حدثين أمام محكمتين جنائيتين، مؤكدًا أن الصحيفة تستخدم التمييز والحقد والعنف تجاه مجموعة من الأشخاص بسبب أصلهم أو انتمائهم أو دينهم، وهذه يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة سنة أو دفع غرامة قدرها 45 ألف أورو. ورأى محلّلون سياسيون، أن الهجوم الذي استهدف مقر الصحيفة الفرنسية التي اشتهرت بكتاباتها ورسومها المسيئة للإسلام والمسلمين، سيكون له تداعيات وآثار سلبية على أوضاع الجالية الإسلامية في فرنسا، والتي أكّد رؤساء منظماتها ومجالسها إدانتهم للعمل الذي وصفوه بـ "الإجرامي"، كما أكّدوا أنه لا يمت للإسلام بأي صلة. 
كما توقّع مراقبون أن تشكّل الإجراءات التي ستتخذها باريس نقلة أمنية نوعية وقد تستهدف بشكل مباشر أبناء الجالية المسلمة في البلاد، لا سيّما في ظل صعود أصوات توجه أصابع الاتهام إلى المسلمين بالمسؤولية عن هذا العمل، وتلميح احتمال تصعيد هذه الاتهامات وترجمتها إلى مواقف أشد عدائية ضد المسلمين. 
الغرب يعتبره "بربرية"
وأدان البيت الأبيض، الاربعاء "بأشد العبارات" الهجوم على مكاتب الصحيفة الفرنسية الأسبوعية شارلي ايبدو، وقال المتحدث باسم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لشبكة ام اس ان بي سي، إن "كل البيت الابيض يتضامن مع عائلات الذين قتلوا أو جرحوا في هذا الهجوم". ونددت ألمانيا بالهجوم، وقالت المستشارة أنغلا ميركل، إن الهجوم "ليس هجوماً على مواطنين فرنسيين، فحسب وإنما على حرية الصحافة والتعبير أيضاً" قائلة، إن هذا الهجوم" الوحشي الذي لا يمكن وصفه". وقال رئيس الحكومة البريطانية من جهته، إن الهجوم القاتل في باريس "يبعث على الغثيان" وأكد وقوف بريطانيا إلى جانب الفرنسيين "في كفاحهم ضد الإرهاب ومن أجل حماية حرية الإعلام". كما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه لذوي وأقارب ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر صحيفة "تشارلي إيبدو" في باريس وأسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة آخرين. 
 كرونولجيا الهجوم على "شارلي إيبدو" بعد اساءتها للإسلام
 في 2012، أثارت الصحيفة غضب الجالية المسلمة، إثر نشرها رسوما مسيئة للإسلام وللنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، الأمر الذي دفع السلطات لتشديد الحراسة على مقر "شارلي إيبدو". مكاتب الصحيفة تعرضت في 2011 لحريق متعمد، بعد نشرها لعدد حمل عنوان "شريعة أيبدو" يحمل سخرية لاذعة للإسلام. وكانت الصحيفة الساخرة أثارت للمرة الأولى موجة احتجاجات عنيفة في عام 2006، حين نشرت الرسوم الكاريكاتورية الدنمركية المسيئة للنبي محمد. 
عريبي للرائد: العمل انفرادي وكان يجب معاقبة المسيئين وفقا للأعراف الدولية
وقال حسن عريبي النائب عن جبهة العدالة والتنمية في رده على سؤال "الرائد" حول انعكاسات الحادث على الجالية الجزائرية والمسلمة عموما قائلا "ان أي عمل اجرامي ارهابي يستهدف الابرياء مرفوض وهناك بعض التصريحات الصادرة عن الصحيفة وكان يجب معاقبة المتهمين في نشر الاساءات للمقدسات الاسلامية وفقا للأعراف والقوانين الدولية" مبينا ان "العمل انفرادي" ولا يمكن للجالية الجزائرية والمسلمة في فرنسا ان تتحمل اساءات الاخرين فمنهم من يمتلك الجنسية الفرنسية ومندمج في البيئة الفرنسية واعتقد ان الجالية المسلمة اول من سيدين العمل. 
محمد. أ

من نفس القسم الوطن