الوطن

مؤتمر المركزية النقابية بلا رهانات

ميزه خطاب شعبوي وتأكيد انخراطه في أجندة السلطة

 

 

خرج المؤتمر الـ 12 للمركزية النقابية الذي عقد أمس بفندق الأوراسي بالعاصمة، بلا رهانات تذكر للطبقة الشغيلة عدا تلك التي سبق وأن أعلنت عنها الحكومة في المواعيد السياسية والاجتماعية الكبرى التي حافظت على مخطط عمل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال عهدته الرئاسية الرابعة، فلا مواقف سياسية ولا اقتصادية ولا اجتماعية جديدة توج بها المندوبون أشغال المؤتمر الثاني عشر للاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي جاء في ظروف جدّ حرجة تمرّ بها الجزائر أفرزتها الخارطة الاقتصادية العالمية بسبب البترول. وقد شكل الخطاب الشعبوي محور غالبية المتدخلين بداية من ممثل المندوبين الذي أدار جلسة المؤتمر في يومها الأول، وصولا بالأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين مرورا بممثل أرباب العمل، بينما كان الحضور الكثيف للحكومة بداية من الوزير الأول وصولا إلى رؤساء الأحزاب المحسوبة على الموالاة التي حضرت بكثرة ما جعل عرس "دار الشعب"، يبدو وكأنه عرس السلطة أو أحد المؤسسات التي تخدم أجندة عملها، وهذا ما ركزت عليه خطابات هؤلاء خاصة وأن التحديات التي تقبل عليها الجزائر في الوقت الراهن تستدعي على حدّ تعبيرهم "تكاتف الجميع"، وبالرغم من عودة هؤلاء إلى السنوات الأولى التي أسس فيها الاتحاد إلا أنه ظهر جليا أن المركزية النقابية في العشرية الأخيرة تكون قد حادّة بشكل كبير عن الدور المنوط بها، وحتى وإن حاولت الحفاظ أو افتكاك امتيازات شكلية للعمال الجزائريين والطبقة الشغيلة والنقابيين إلا أن ذلك لم يكن بعيدا عن أعين ومباركة السلطة أو أطراف الحكومة.

ولعل أبرز ما ميز أشغال المؤتمر هو الحضور القوي لمندوبي الولايات الذين قدر عددهم بـ 800 شخص تم انتخابهم منذ أسابيع، قيل بأنهم جميعا من تيار سيدي السعيد، بينما شكل التواجد الكثيف لقيادات الحزب العتيد، العمال، الأرندي التأكيد على أنّ الاتحاد العام للعمال الجزائريين مساهمة السلطة وحلفائها في انتقاء القيادة التي يمكنها أن تتواجد على رأس المركزية النقابية وتبارك أجندة الحكومة وتساند مخططات عملها دون قيد أو شرط وهو ما سينعكس مستقبلا على الإطار العام لهذه الهيئة التي تحسب على الطبقة الشغيلة وتكافح من أجل افتكاك مطالب صعبة المنال.

وقد أعطى حضور الجهاز التنفيذي وقائده الوزير الأول عبد المالك سلال الانطباع بأن السلطة تدعم وتبارك تواجد عبد المجيد سيدي السعيد على رأس الاتحاد لعهدة رئاسية رابعة، بالرغم من الحراك الذي يقوم به خصومه الآخرين داخل الهيئة والذين لم يشاركوا في أشغال المؤتمر لكنهم تجمهروا عند المداخل الرئيسية للفندق الذي عقدت به أشغال اللقاء. الذي تأكد لدى المراقبين في اليوم الأول من المؤتمر الذي زكى الأمين العام السابق لعهدة جديدة حافظ فيها على منصبه على رأس المركزية النقابية، هو أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين يكون قد حادّ عن دوره وعن أهدافه ورهاناته سواء تلك التي تتعلق بالجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي بعد أن تبنى القائمون على الهيئة مباركة ودعم أجندة رئيس الجمهورية الذين كان طيفه حاضرا بقوة في أشغال اللقاء سواء من خلال التذكير بخطابه السابق أمام هؤلاء في 2006 أو من خلال الإشادة بآخر القرارات التي اتخذها في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد قبل نهاية السنة الفارطة معتبرين أن تلك القرارات التي جاءت في إطار سياسة تقشفية هي الحل الأمثل والصائب للخروج بالجزائر من أزمتها المالية التي فرضتها أسعار النفط في الأسواق الدولية.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن