الوطن

دبلوماسي مغربي يصف الجزائر بـ"الخصوم" مفتعلي الأزمة

تقارب القاهرة مع الجزائر "يغضب" المخزن

 

 

نشبت مشادات سياسية وإعلامية حادة بين المغرب ومصر على خلفية تغير جذري في الموقف الرسمي في الرباط من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وصفته بقائد الانقلاب في وقت ما فتئت اوساط دبلوماسية مغربية في اقحام الجزائر في الازمة المندلعة مع بداية العام 2015.

وقال دبلوماسي مغربي رفيع المستوى، إن التقريرين اللذين بثهما التلفزيون المغربي الرسمي، مساء أمس(الجمعة)، ووصفا الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بـ"قائد الانقلاب"، يمثلان "رد فعل مغربي على ممارسات إعلامية مصرية متراكمة أساءت للرباط، وآن لها أن تنتهي" على حد تعبيره. ونسبت وكالة "الأناضول" إلى الدبلوماسي المغربي ـ الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه ـ أن "هناك سلسلة من التقارير الإعلامية المصرية التي أساءت للرباط ومشاعر الشعب المغربي، وذلك لم يحدث مرة واحدة، بل مرات متكررة كان آخرها حادث نال من العاهل المغربي، وانتقد زيارته الأخيرة لأسطنبول". ومضى قائلاً إن "التغطية الإعلامية المغربية حادث وانتهى، ويجب على كل الأطراف الإعلامية ألا تقترب من مشاعر المغاربة، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته إزاء البلدين، لاسيما وأن هناك خصوم (لم يسمهم) للبلدين يحاولون إحداث وقيعة بينهما". ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك علاقة بين التقارب المصري - الجزائري، وبين اتخاذ الإعلام المغربي هذا التوجه الجديد، علق الدبلوماسي الرفيع بقوله: "هناك خصوم للبلدين يريدون لمصر أن تبقى معزولة، وبالنسبة للجزائر فالبطبع هي تريد للمغرب أن تنعزل دبلوماسيًا، وتوتر العلاقات المغربية - المصرية قد يريحها حتى وإن لم تسعى إليه". ومتحفظا في الرد، تابع قائلاً: "لا أستطيع أن أؤكد أو أنفى إن كان للجزائر دخل في ذلك التوتر (بين القاهرة والرباط)، وهو الأمر الذي سيتضح مع الأيام.. لكننا نعرف في الوقت نفسه أن هناك مساعي جزائرية لإقامة علاقة قوية مع مصر على حساب الرباط".

ولا يبدو ان الامر كذلك خصوصا وان العاهل المغربي، محمد السادس، كان من اول من هنأ السيسي بعد إعلانه فائزًا بالانتخابات الرئاسية في يوم 3 جوان 2014، قائلا: "أغتنم هذه المناسبة التاريخية لأشيد بالثقة التي حظيتم بها من لدن الشعب المصري الشقيق في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه الحديث، لقيادته إلى تحقيق ما يصبو إليه من ترسيخ لروح الوئام والطمأنينة، وتقدم وازدهار، في ظل الأمن والاستقرار".

 

حزب بن كيران يحتفي بتغير الخطاب الإعلامي المغربي

ومساء الخميس ولأول مرة منذ الثالث من جويلية، تتحدث القناتان المغربيتان الرسميتان الأولى والثانية، بشكل مباشر، بأن ما وقع في مصر يعد انقلابا عسكريا، وقالت القناة الأولى في تحقيقها إن "الجيش قام بانقلاب عسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وعطل العمل بالدستور، وصدرت أوامر باعتقال المئات من المعارضين".

وأضافت القناة "منذ إعلان بيان الانقلاب، خرجت العديد من المظاهرات في أنحاء مختلفة من مصر وأصيب العشرات في اشتباكات بمحافظة الشرقية مسقط رأس مرسي… وقد أجهض الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي مسلسل الانتقال الديمقراطي الذي دخلت فيه مصر، هذا الانقلاب وضع حدا لمطامح الشعب المصري، حيث أنهى عهدة الرئيس المنتخب محمد مرسي…هي عملية اعتبرت ردة على خيارات الشعب المصري…".

القناة الثانية بثت تحقيقا لمدة 4 دقائق و7 ثوان عن تراجع السياحة بمصر، وقالت إن الأزمة بدأت منذ الثورة على الرئيس حسني مبارك في 2011، وتوالت ما بعد الإطاحة بالشرعية الانتخابية المتمثلة في محمد مرسي من طرف الجيش، حيث وصل المشير عبد الفتاح السيسي إلى منصب الرئاسة في انتخابات محسومة النتائج مسبقاً.

ولاحظ المراقبون احتفاء الموقع الإلكتروني لحزب "العدالة والتنمية" (الإسلامي) المغربي، الذي يقود الحكومة برئاسة عبد الإله بنكيران، الجمعة، بانتقاد القناتين المغربيتين للأوضاع الداخلية في مصر، معتبرا ذلك "انقلابا إعلاميا" على النظام.

ومع تضارب محاولات التوضيح من جانب المسؤولين المغربيين إزاء التغيير المفاجئ في سياسة القناتين الأولى والثانية المغربيّتين، اللتين وصفتا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقائد الانقلاب، أمس، ازداد الموقف ارتباكاً... فالسفير المغربي في القاهرة سعد العلمي، قال، لوسائل إعلام مصرية إن ما حدث "يقف وراءه شخص غير معروف، وهدف ذلك هو الوقيعة بين البلدين". ويرى مراقبون ان توجه القاهرة نحو اعتراف مصري مرتقب، باستقلال الصحراء الغربية، سبب "غضبة" الرباط.

 محمد.ا

من نفس القسم الوطن