الوطن

بين النضـــــال و مقاربة خدمة النظــــام

الاتحاد العام للعمـــال الجزائريين

 

  •  صراع الأحزاب السياسية والنقابات يلقي بظلاله على المؤتمر الـ 12 للمركزية النقابية

 

يعقد اليوم، الاتحاد العام للعمال الجزائريين، مؤتمره الثاني عشر وسط تجاذبات عديدة ألقت بضلالها على المؤتمرين، خاصة وأن خصوم الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد، يتهمونه بالتواجد في وضعية غير قانونية، لا تؤهله للتحضير لهذا المؤتمر، ولم يتوقف هؤلاء عند هذا الحدّ فقط بل تقدموا نهاية الأسبوع الفارط إلى القضاء من أجل افتكاك فرصة تأجيل أشغال عقد الدورة حتى وقت آخر، وفي الوقت الذي ينتظر فيه هؤلاء اليوم حكم القضاء، يتجه أنصار سيدي السعيد نحو فندق الأوراسي من أجل المشاركة في أشغال المؤتمر الذي يريد من خلاله الأمين العام افتكاك عهدة جديدة رابعة، تؤهله لأن يدخل التاريخ من بابه الواسع ويكون بذلك أول نقابي يقبع في هذا المنصب لمدّة فاقت الـ 17 سنة، وتشير كل التوقعات إلى أن عبد المجيد سيدي السعيد سيخلف نفسه في ختام أشغال المؤتمر على رأس المركزية النقابية إن لم يكن للقضاء دور في حراك خصومه، وبالمقابل تسعى أحزاب في مصاف التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني وحزب العمال إلى لعب الدور المحوري في أحداث هذا المؤتمر، شأنهم في ذلك شأن باقي النقابات المنخرطة في الاتحاد ولكن هذا الدور يبقى مرهونا بمسألة تعزيز دور الرجل الأول في المركزية النقابية لمواصلة تربعه على عرشها لعهدة جديدة وليس التنافس على منصبه والعمل على خلافته، لكون الظروف التي يتم فيها التحضير لهذا الحدث تأتي في وقت يواصل فيه الاتحاد العمل على خدمة النظام والحياد عن الدور الرئيسي المنوط بهذه الهيئة وهو النضال. ويؤكد العارفون بخبايا الاتحاد العام للعمال الجزائريين بأن هذه الهيئة تكون قد حادت في السنوات العشرة الماضية عن الدور الرئيسي لهذه الهيئة، حيث أصبحت أداة من أدوات السلطة تمارس من خلالها اللعب على وتر العمال وحراك الشارع وانتفاضة الطبقة الشغيلة، وربط هؤلاء هذه الوضعية الجديدة التي بدأت تشكل ملامح المركزية النقابية في عهد عبد المجيد سيدي السعيد بعد الزيارة التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لهذه الهيئة التي تعرف بـ"دار الشعب"، في 2006 أين ألقى خطابا هناك غير من خلاله مجرى الأحداث داخل هياكل هذه المؤسسة النقابية وتحول بعدها النقابي عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام الذي بدأ سنواته الأولى على رأس الهيئة بعد وفاة الأمين العام السابق عبد الحق بن حمودة، من معارض شرس لمخططات الحكومة إلى أكثر الشخصيات دفاعا من برنامجها وأجندة عملها، وهو ما تأكد بعد ذلك بسنوات خاصة خلال الفترة الماضية التي سبقت رئاسيات أفريل 2014 التي جرت في الجزائر وتقدم فيها الرئيس بوتفليقة إلى البحث عن ولاية رئاسية جديدة، حيث استنفرت المركزية النقابية قواعدها للتصويت على بوتفليقة وقبل ذلك لتنظيم حملته الانتخابية التي غاب عنها، هذا الخط الجديد في سياسة الاتحاد العام للعمال الجزائريين أفرز حراكا غير مسبوق عند أطراف أخرى لا تزال تؤمن بأن العمل النقابي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون في خدمة النظام أو طرف من أطراف السلطة، بل إن تواجده طوال هذه السنوات كان ولا يزال قائما فقط من أجل خدمة العمال والدفاع عن حقوقهم وهو الأمر الغائب عن الهيئة في الوقت الراهن على حدّ تعبير خصوم القيادة الحالية.

 خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن