الوطن

بن غبريط... الوزيرة المغضوب عليها!

التوتر يعود لقطاع التربية بسبب قرارات استفزازية وغير مدروسة

 

المقتصدون والوصاية في طريق مسدود ونقابات تتضامن مع زملائها في نداء للكرامة 

 

يعيش قطاع التربية هذه الفترة حالة من المد والجزر بين نقابات القطاع والوصاية أزمتها تبادل التهم بين الطرفين، فأغلب نقابات القطاع أصبحت على حد قولها لا تثق بقرار ات الوزيرة وتطالب برحيلها في حين لا تزال بن غبريط تضيف الملح على الجرح وتخرج بقرار ات وتصريحات استفزازية تزيد من التوتر وتأجج غضب العمال.

ولا يزال قطاع التربية كما عهدناه الموسم الفارط إضرابات احتجاجات وتوتر لدي الفئات العمالية يقابله ضغط وعدم مبالاة من طرف الوصاية فلم يتغير شيء بتنصيب الوزيرة نورية بن غبريط على رأس القطاع رغم أن المؤشرات الأولية كانت توحي بتحكم نورية بالأوضاع إلا أن الفترة الاخيرة أثبتت العكس وفشل هذه الأخيرة بنظر الشركاء الاجتماعيين في تسيير الأوضاع خاصة في ظل إضراب موظفو المصالح الاقتصادية وهي الأزمة التي لا تزال قائمة بعد حوالي 3 شهور من الإضراب ضف إلى ذلك ملف البكالوريا والذي لم تغير فيه بن غبريط شيء وبقي تسيير هذا الأخير بنفس طريقة الوزير السابق بابا أحمد رغم أن الوزيرة تعهدت من قبل بإجراء تغييرات وتعديلات من شأنها تحسيين مستوى هذا الامتحان المصيري وإعطائه مزيدا من المصداقية، ليرفع عمال القطاع شعار بن غبريط ديقاج لهذه الاسباب وكذا بسبب تعنتها في فتح أبوال الحوار مع موظفو المصالح الاقتصادية وأكثر من ذلك اتخاذها قرارات الخصم والفصل في حق المضربين، وهو ما لم يقبله لا العمال ولا النقابات، بن غبريط التي دعت في العديد من المناسبات منذ توليها زمام قطاع التربية إلى اتباع نظام للحكامة على جميع مستويات قطاعها من خلال "تسيير تشاركي" يهدف إلى تحسين نوعية النتائج المدرسية لكل الأطوار التعليمية في ظل ميثاق للأخلاق. مؤكدة أن كل أهداف ونوايا تحسين المنظومة التربوية "لا يمكن تحقيقها في غياب نظام تسييري محكم"، وأن الحل يكمن في وضع سياسة للاتصال تكفل الحوار والتشاور الدائمين مع الشركاء الاجتماعيين، اكتفت بلقاءات دورية روتينية مع النقابات ووعود على ورق وإعلان قرارات ثم التراجع عنها وهو ما جعل شركائها الاجتماعيين يصفون قراراتها بغير الموثوثقة، خاصة فيما تعلق بملف المقتصدين حيث هدد الأونباف بـ"تصعيد الاحتجاجات عبر الوطن من أجل تحقيق مطالب رفعها في وقت سابق". وقالت نقابة الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين إن وزيرة التربية نورية بن غبريط "أغلقت أبواب الحوار" في وجه المقتصدين المضربين منذ ثلاثة أشهر. واتهم ـ"الأونباف"، وزيرة التربية "بتجاهل مطالب المحتجين" وأضاف إنها "أغلقت أبواب الحوار الذي يتوخى منها فتحه لتطويق الأزمة والوصول إلى اتفاق مرضي للجميع"، وقال الاتحاد إن "الإضراب دخل شهره الثالث، والتلاميذ بدون كتب مدرسية، ما يعني أن تواجدهم في الأقسام صار غير مجد، لأن الكتاب يساهم بـ 50 بالمائة في إنجاح العملية التربوية"، ليس الاونباف وحده تحرك لنصرة المقتصدين بل كل نقابات القطاع حيث تحولت المسألة إلى مسأله كرامة خاصة بعد قضية وفاة مقتصدة في وهران بعد إعلامها بقرار فضلها حيث دعا الأسنتيو هو الاخر اليوم إلى التوقف عن العمل لساعتين للتنديدي بممارسات بن غبريط في نداء حمل نداء الكرامة وهو ما يوحي ن الأمر أخذ أبعاد خطيرة، والأخطر من ذلك أنه ليس الأساتذة والمقتصدين من ينشطون هذه الفترة ففئة الاسلاك المشتركة والعمال المهنيين هي الاخرى دخلت على الخط أين طالبت مؤخرا وزيرة التربية، نورية بن غبريط، إلى تجسيد ما اتفق عليه بين الطرفين حول تمكين فئة الأسلاك المُشتركة من التعويضات المالية مقابل الخدمات التي يُقدمونها خلال الامتحانات الوطنية كشهادة البكالوريا والتعليم المتوسط، وانتقدت النقابة رفض مديري التربية تجسيد هذا الالتزام بالرغم من تأكيد "رئيس ديوان الوزارة أنه سُيضيف ميزانية خاصة حتى تتمكن هذه الفئة من الحصول على حقوقها المادية"، متسائلة ما إذا كان هذا التماطل من الوزارة يهدف إلى دفع العمال للعودة إلى الاحتجاجات، والأدهى والأمرّ أن كل هذا التوتر ينعكس سلبا على التلميذ الذي من المؤكد أنه لن يبقي في موقع المتفرج لمدة طويلة كما حدث في الموسم الماضي أين شن التلاميذ سلسة من الإضرابات تلت إضرابات الأساتذة ولعل ما يؤكد هذا الاحتمال هو ما يتم تداوله هذه الفترة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أين عمد تلاميذ إلى فتح صفحات تطالب بطرد بن غبريط من القطاع ساعيين لجمع مليون توقيع من أجل تحقيق هذا الغرض فهل ستتحرك بن غبريط من أجل تصحيح الوضع أم أن سياسة البريكولاج والترقيع والحقن المهدئة ستبقي تحكم قطاع التربية كما تعودنا منذ أكثر من 15 سنة. 

سارة زموش

من نفس القسم الوطن