الوطن

الشيخ ياسين كان مشروعا للتغيير الذي يطمح إليه الشعب المغربي المغلوب على أمره

خلال إحيائها للذكرى الثانية لرحيله، العدل والإحسان المغربية تؤكد:

 

• أستاذ الدراسات القرآنية عبد العلي مسؤول: الشيخ ياسين أسس لنظرية متكاملة في التغيير 

أحيت جماعة العدل والإحسان المغربية بمقرها بمدينة سلا أمس، فعاليات الذكرى الثانية لرحيل الإمام عبد السلام ياسين (رحمه الله)، بحضور ضيوف من الوجوه الدعوية والسياسية والفكرية والحقوقية من المغرب وخارجه على مقر الجماعة بسلا حيث ستعقد الندوة. وأجمع المشاركون في الندوة الفكرية المنظمة بالمناسبة، على غزارة علم الشيخ ونظريته في التغيير الحقيقي وفقا للمنهج الدعوي الرصين المستقى من القرآن الكريم.  وقالت جماعة العدل والإحسان المغربية في الذكرى الثانية لرحيل الإمام ياسين، " لقد بات شعار التغيير هو المطلب الأول للأمة المغلوبة على أمرها، والمبتغى الأكثر إلحاحا على الإنسانية التائهة الشقية بمن يقودها إلى مزيد من الخراب والدمار. فمن أي مدخل يكون التغيير؟ وبأية إرادة ينطلق؟ وإلى أية غاية يمضي؟، ثم اضافت في كلمة بمناسبة الذكرى، إن للإمام المرشد رحمه الله أجوبة واجتهادات غنية مبثوثة في مشروعه الكبير، والذي يعتبر فيه التغيير محورا أساسيا في الجهاز المفاهيمي الذي أسسه، فلا يكاد يخلو حديث من أحاديثه أو مخطوط من مخطوطاته من تناول التغيير، آفاقه ومقوماته ووسائله وثمراته، تصريحا أو تلميحا، إجمالا أو تفصيلا، بدءا وأساسا بتغيير الإنسان. فإذا كانت الثورات تهدف إلى" تغيير بنيات المجتمع، وبناء اقتصاده، وإصلاح نظامه السياسي. ثم لا شيء بعد ذلك إلا هذه الثقافةُ الثوريةُ، والفنُّ الثوريُّ"، فإن القرآن الكريم يشير أيضا إلى "تغيير المجتمع، بنياتِه واقتصادِه وسياستِه، ويُشَرِّعُ لذلك شرائع، ويرسُم له منهاجا، لكن ذلك التغيير لا يدور حول نفسه، ولا ينتهي عند مقدماته، بل يدور حول الإنسان، ويخدُم غاية تحرير الإنسان من كل عبودية، ليدخل في العبودية لله عز وجل"، وفي ذات الكلمة، قالت الجماعة، " تطل علينا في هذه الأيام الذكرى الثانية لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله (13 ديسمبر) والأمة الإسلامية تعيش أزمات خانقة واضطرابات متصاعدة تراكمت على مدى تاريخها منذ انتقاض عروة الحكم، وترسخت جراء هيمنة الاستبداد، واستفحلت بسبب التدخل الخارجي والتآمر الداخلي. " وترى الجماعة أن وفاة الشيخ الإمام المرشد رحمه الله تعالى عدا عكسيا لامتداد مشروعه في الزمان والمكان، بل كانت، على العكس من ذلك، حدثا كبيرا أثار الانتباه إلى ما بذله على مدى عقود طويلة من جهود علمية وفكرية وتربوية ودعوية وسياسية، ونبراسا كشف الطريق أمام رواد التغيير برصيده الفكري الرصين، وبجهاده الميداني البناء، وبمثاله الذي سيبقى حيا يقتدى. وحسب الموقع الالكتروني الرسمي للجماعة أمس، فقد تضمن برنامج الذكرى في يومه الأول، المخصص لندوة فكرية تحت عنوان "التغيير في فكر الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله"، واستهلت بكلمة ترحيبية للأستاذ محمد عبادي، الأمين العام للجماعة، تلتها محاضرة افتتاحية للدكتور عبد الواحد متوكلّ، رئيس الدائرة السياسية، تعقبها ندوة علمية في محورين؛ المحور الأول بتسيير الأستاذة خديجة مستحسان وهو تحت عنوان: "التغيير. . قضايا نظرية"، يتناول "مفهوم التغيير ومرجعياته" للدكتور أحمد الزقاقي، و"موضوع التغيير ومقاصده"، للدكتور عبد العلي المسؤول، و"أسلوب التغير ووسائله" للدكتور الزبير خلف الله. أما المحور الثاني للندوة العلمية فكان عبارة عن مائدة علمية في موضوع: "التغيير. . قضايا راهنة"، ويتناول بالنقاش: "التغيير بين النخب والشعوب"، و"ضرورة الحوار ومعيقاته"، و"تدبير المرحلة الانتقالية". ويسارك في هذا المحور كل من: الأستاذة هند زروق، والدكتور محمد مدني، والدكتور محمد زاهد كول، والأستاذ خالد العسري. ويشرف على تسيير هذه الندوة الأستاذ رشدي بويبري. وخلال اليوم الأول زيارة مقبرة الشهداء للترحم على صاحب الذكرى، وزيارة عائلته الكريمة بمقر إقامتها بالرباط، أما برنامج اليوم الثاني، الذي ستختم به التظاهرة اليوم، فيخصص للحفل التأبيني الصباحي الذي يتضمن فقرات متنوعة تستحضر بعض فضائل الإمام المجدد عليه رحمة الله. 

 هذا وقال الدكتور عبد العلي مسؤول، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، محور التغيير وموضوعه عند الإمام عبد السلام ياسين هو "الإنسان الذي يراد تغيير سلوكه وأخلاقه وإرادته وعقله، كي ينهض بأعباء الدعوة والتعبئة والبناء"، مشددا على أنه "أسبق وآكد من تغيير السياسات والهياكل" لأن التغيير الأول عنده أصلي والثاني تبعي،وأضاف في مداخلته التي حملت عنوان "التغيير عند الأستاذ عبد السلام ياسين: موضوعه ومقاصده" بأن المقصد الأساس من التغيير عند الأستاذ ياسين هو "تحقيق العبودية لله تعالى، وتحرير الإنسان، وإسعاد البشرية في العاجل والآجل معا"، ورأى بأن نظرية التغيير عند الأستاذ عبد السلام ياسين "نظريةٌ متكاملة مستقاة من كليات القرآن الكريم، ومن التطبيق العملي للسنة المشرفة، ومما أنتجه الفكر البشري، وما عرفه تاريخ الأمم والملل والنحل من أحداث ووقائع وطبائع"، وأوضح الدكتور أنه إذا كان الإنسان هو محور اشتغال نظرية التغيير المنهاجية، فإن الأمة لم تغب بل إنها حاضرة بشكل قوي ومركزي، فالنظرية المنهاجية "تروم إعادة بناء الأمة على أصولها، مستحضرة مقصدي العدل والإحسان في كل عملية تغييرية"، كما أن هذا التغيير يتسم "بالعمق والتدرج والشمول كي يكون ناجعا ومؤثرا". وألمح مسؤول إلى مقصدين هامين حكما الإمام في مرامي التغيير هما "تحرير الإنسان من عبودية غيره" إذ جلها "أم الحريات"، وإصلاح أمر الأمة الذي يتهدد مستقبلها نظام الحكم العضوض والجبري لتختار "من يحكمها ويسوسها، عملا بمبدأ الشورى". 

م. ح

من نفس القسم الوطن