الوطن
الطبقة السياسية تدين التصعيد المغربي المتكرر ضدّ الجزائر
على خلفية تصريحات وزير الخارجية المغربي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 ديسمبر 2014
نددت الطبقة السياسية بالجزائر، بمستوى الخطاب الرسمي المغربي الذي جاء على لسان وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار الذي اتهم الجزائر بالوقوف وراء عملية شبيهة بـ"ويكيليكس" تعرضت لها وزارة الخارجية المغربية، تتعلق بتسريب وثائق دبلوماسية مغربية سرية، بعضها مرتبط بالنزاع الصحراوي، حيث أعلنت الحكومة المغربية اعتزامها رفع شكوى لدى الأمم المتحدة ضد الجزائر، واعتبر هؤلاء ممن تحدثنا معهم بأن هذه التصريحات "هلوسة" ليس إلا، كما انتقد هؤلاء الصمت الرسمي الجزائري الذي أجمعوا على أنه يأتي متأخرا.
وكان الموقع الإلكتروني الشهير "كريس كولمان 24"، قد نشر عبر حسابه بـ"تويتر"، منذ مارس الماضي، العشرات من الوثائق السرية للدبلوماسية المغربية، يتعلق معظمها بقضية الصحراء الغربية وملفات الفساد في المؤسسات والإدارات الحكومية منذ سنة 2011 وحتى السنة الجارية، أهمها تلك التي أظهرت مساعي المخابرات المغربية شراء أقلام صحافيين فرنسيين وأمريكيين لكتابة مقالات تشوه سمعة الجزائر دوليا، وتصب في مجملها لصالح المغرب، حيث هاجم وزير خارجية "محمد السادس"، صلاح الدين مزوار، الجزائر مدعيا أنّها طرف في نزاع الصحراء الغربية، وهو ما نفته الجزائر دائما باعتبار أنّ مناصرتها للصحراويين نابعة من المبدأ الذي تبنته الجزائر منذ الاستقلال والمتمثل في حق الشعوب في تقرير مصيرها.
ووصف صلاح الدين مزوار بشكل مباشر، الجزائر بـ "الخصم" و"العدو" متوعدا إياها بـ ”الاصطدام والمواجهة مباشرة طيلة سنة 2015"، مضيفا أن المغرب قطع مع الديبلوماسية الدفاعية، متهما إياها بالوقوف وراء تعطل أي حل ممكن في قضية الصحراء الغربية، وهو ما تنفيه الوقائع والحقائق، وأضاف مزوار خلال جلسة للجنة الخارجية بمجلس المستشارين عقدت في الساعات الـ 48 الماضية أن المغرب سينتهج استراتيجية جديدة خلال سنة 2015 تجاه الجزائر، وهدد وزير الخارجية المغربي بـ" اصطدام ومواجهة مباشرة مع الجزائر طيلة العام المقبل"، مضيفا أن المغرب "لن يتوانى في تقديم الحجج والدلائل التي تثبت تورط الجارة الشرقية في تغذية الصراع حول الصحراء الغربية". ونشر الموقع تسريبات عديدة تضم مراسلات سرية بين النظام المغربي وعدد من المسؤولين الدوليين، حيث لم ينفي المسؤولون المغاربة صحة أو كذب هذه التسريبات لكنهم وجدوا في الحدث فرصة للهجوم على الجزائر بشكل حادّ هذه المرّة.
وتوقعت الطبقة السياسية أن تقذف هذه التصريحات بالعلاقات الجزائرية المغربية مجددا إلى مستنقع التصعيد، خاصة وأنها جاءت تحمل على غير العادة لغة" التهديد"، من مسؤول رسمي في نظام المخزن، وتساءل هؤلاء إن كان المحتوى الخطير لتصريحات وزير الشؤون الخارجية المغربي هي" تعكس حقيقة الموقف الرسمي المغربي".
خولة بوشويشي