الوطن
عبادة يتهم سعداني بتكريس انحراف سياسي ومالي وأخلاقي
وضّح موقف الحركة مما يشهده الحزب وقدم ورقة طريق لمعالجة الأزمة التي يتخبط فيها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 ديسمبر 2014
كشف أمس، منسق حركة التقويم والتأصيل بحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، عن محتوى الرسالة التي وجهها قبل شهر، للأمين العام للحزب العتيد عمار سعداني، أوضح فيها موقف الحركة التي يتزعمها مما يحدث داخل الحزب، كما قدم فيها ورقة طريق لمعالجة الأزمة السياسية التي يتخبط فيها الأفالان على المستوى الداخلي والخارجي، وبالرغم من أن توقيت الإعلان عن محتوى الرسالة يبدو "متأخرا" ويطرح أكثر من تساءل خاصة وأن الدعم الذي وجهه جناح عبادة لسعداني في آخر دورة للجنة المركزية للحزب العتيد كان له الدور الكبير في القضاء على خصوم الأمين العام الحالي للجبهة، وبالتحديد عبد العزيز بلخادم كما ساعد أيضا على تموقع أطراف أخرى داخل الحزب من المنضويين تحت جناح التقويمية والمحسوبين على علي بن فليس.
ويرى متابعون لملف الحزب العتيد بأن خرجة عبد الكريم عبادة أمس، تتزامن مع قرب عقد موعد أشغال الدورة العادية للجنة المركزية التي تسبق المؤتمر العاشر وهو ما دفع بالأطراف المشكلة للتقويمية بالبحث عن فرصة مناسبة للتموقع داخل الحزب سواء بكسب معركة دعم سعداني مرة جديدة أو الالتحاق بخصومه الذين يمثلون اليوم الجناح الأكبر داخل اللجنة المركزية، خاصة بعد الخطوة التي قام بها نواب الحزب الذين أشهروا ورقة حمراء في وجه سعداني مؤخرا، ويرى هؤلاء بأن الترويج الإعلامي الذي يقوم به جناح التقويمية في الوقت الحالي يهدف في الأساس لكسب تأييد لهم في الجناح المناوئ للقيادة الحالية للحزب العتيد، خاصة وأنه اتهم صراحة هذه القيادة التي يتزعمها عمار سعداني بتكريس انحراف سياسي ومالي وأخلاقي وعقائدي داخل أسوار الحزب العتيد وهو الانحراف الذي ساعد على بلورته وظهوره الأمين العام السابق للجبهة عبد العزيز بلخادم، لكن عبادة تحاشى في محتوى الرسالة توجيه انتقادات بعينها لسعداني بالرغم من كون كرس الانشقاق وسياسية المال الفاسد داخل الحزب أكثر من تلك التي خلفها تواجد بلخادم على رأس الأمانة العامة للحزب، وهو ما يوضح تباين في مواقف الرجل تجاه حقيقة ما يحدث في انتهاكات داخل الحزب العتيد والأطراف التي تدعمه.
هذا وحاول جناح التقويمية من خلال هذه الخرجة العلنية لهم بالتزامن مع الخطوة التي قام بها نواب الحزب داخل المجلس الشعبي الوطني الذين انشقوا عن الكتلة التي يرأسها حليف سعداني، الطاهر خاوة، أن يظهروا مواقفهم وقناعاتهم تجاه ما يحدث داخل أسوار "الجهاز" ليسجل لهم التاريخ بأنهم سعوا نحو البحث عن الاستقرار لمؤسسات الحزب والدفاع عن المناضلين وعن المظلومين من إطارات الحزب والانخراط في الجناح الذي يبحث عن فرصة لإنقاذ الأفالان مما يحدث فيه من" انحطاط ط بسبب تصرفات لا مسؤولة لقيادته الحالية. وجاء في رسالة عبد الكريم عبادة، دعوة صريحة لفتح نقاش ديمقراطي، وإقامة حوار شفاف دون اقصاء أو تهميش، يكون محوره سبل الخروج من الأزمة التي يعيشها الحزب منذ سنوات، وكذا توفر شروط النجاح للمؤتمر العاشر المقبل للأفالان، كما تضمنت الورقة موقف التقويمية مما يشهده الحزب هذه الأيام، ورفض أن يشير لوجود خلل في مؤسسات الحزب خاصة ما تعلق بمسألة "الشرعية"، لكنه دافع عن خيار تنصيب لجنة وطنية تشرف على التحضير للمؤتمر العاشر.
خولة بوشويشي