الوطن
على الحكام بالجزائر وفرنسا مسؤولية العمل لما فيه خير للمواطنين من خلال تأكيد هويتهم وتاريخهم
ذكر بإرادة بوتفليقة وهولاند في إعطاء "دفع إضافي" لهذه العلاقات ، سلال لمجلة "أفريك آزي":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 ديسمبر 2014
- الجزائر متمسكة بالشرعية الدولية من أجل تسوية النزاع القائم بين الشعب الصحراوي والمملكة المغربية
شكل موضوع، العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، وتحديات الأمن في منطقة الساحل والعالم العربي، صلب التصريحات التي أدلى بها الوزير الأول عبد المالك سلال، في حواره لمجلة" أفريك آزي"، في عددها لشهر ديسمبر الجاري، حيث رافع الوزير الأول خلال ردّه على الأسئلة التي وجهت إليه لصالح المواقف الدولية الثابتة للجزائر، سواء ما تعلق بالقضية الصحراوية وصراع الشعب الصحراوي الشقيق مع المملكة المغربية أو تلك المواقف الثابتة تجاه دول الجوار، كما خصص المتحدث حيزا كبيرا لمسألة العلاقات الثنائية التي تعرفها الحكومتين الجزائرية والفرنسية في ظل مساعي القائمين على الدوليين، عبد العزيز بوتفليقة، ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، في إعطاء دفع إضافي لهذه العلاقات مستقبلا، وذكر في الصدد ذاته بمبادئ الاستراتيجية للحكومة الجزائر مستقبلا في ظل تراجع أسعار النفط ومساعي الدولة الجزائرية للحديث عن مرحلة ما بعد البترول.
قال عبد المالك سلال، في حديث خص به مجلة "أفريك آزي"، إن المجالات التي يشملها حاليا التعاون بين الجزائر وفرنسا "عديدة"، معربا عن قناعته أن الكثير من الفرص ما تزال قائمة ويبقى استشرافها، لاسيما في مجال الشراكة الاقتصادية والتبادل العلمي والثقافي وتحويل المهارة، وذكر المتحدث بإرادة رئيسي الدولتين عبد العزيز بوتفليقة وفرنسوا هولاند في العمل على إعطاء "دفع إضافي" للشراكة القائمة بين البلدين في الوقت الراهن، وفي استعراضه لمجال العلاقات الجزائرية الفرنسية اعتبر الوزير الأول أنها تتطور بـ "شكل إيجابي" في كنف "الاحترام المتبادل".
وبعد أنّ أكد على "الإرادة الراسخة" التي تبديها السلطات العمومية لتشجيع الشراكات مع المتعاملين الأجانب دعا سلال المتعاملين الاقتصاديين الفرنسيين إلى القدوم لمرافقة الجزائر في "هذا العمل الطموح" مبرزا "المساعدات المعتبرة" التي تضعها السلطات تحت تصرف الشركات المختلطة، وأكد أنه "سواء تعلق الأمر بالبتروكيمياء أو الطاقة أو الإشغال العمومية أو الخدمات أو الفلاحة أو مجالات أخرى فإن الفرص بالنسبة للمستثمرين الفرنسيين للقيام بأعمال جيدة موجودة وهي عديدة" داعيا هؤلاء المستثمرين لاغتنام هذه الفرص من خلال "التحلي بالجرأة والإبداع".
وفي تطرقه لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، ذكر سلال، أنه طبقا لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، التزمت الجزائر ببناء اقتصاد متنوع وناشئ لبلوغ في حدود 2019، نسبة نمو تقدر بـ 7 بالمائة، مؤكدا أنها ملزمة بالحفاظ على التوجه في الانخفاض المتواصل لنسبة البطالة المسجلة منذ عشر سنوات، وأوضح الوزير الأول انه قبل انهيار أسعار المحروقات، أدرجت الحكومة في برنامج عملها "الحفاظ على التوازنات الاقتصادية والمالية الكلية للبلد كهدف أساسي"، وتابع أن الجزائر تتوفر على فروع نشاطات "ذات مزايا تفاضلية أكيدة أثارت اهتمام العديد من شركائنا"
أما بخصوص الصحراء الغربية، أكد سلال ثبات ووضوح الموقف الجزائري تجاه مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، مجددا دعمه لتنظيم استفتاء تقرير المصير تحت اشراف الأمم المتحدة، وقال إن معاناة الشعب الصحراوي طال امدها، و" موقف بلدي حول هذه المسألة واضح وثابت، نحن ندعم مسار تنظيم استفتاء تقرير المصير تحت اشراف الامم المتحدة ونأمل أن يتم تحقيقه"، وأشار المتحدث، إلى أن الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية ومنطقة الساحلأكدت "سداد" مواقف الجزائر مضيفا أن السلم والاستقرار "يشكلان أساس كل تقدم ديمقراطي أو تنمية اجتماعية اقتصادية" مؤكدا أن "الإرادة السيدة والمستقلة للشعوب هي الوحيدة الكفيلة بتحقيق التقدم والسلم في العالم"، وأكد أن الجزائر "تدعم وستبقى تدعم كل المسارات السياسية للحوار الشاملوالمصالحة التي باشرتها البلدان الصديقة والجارة في ظل احترام الشرعية الدولية ومبدأ عدم التدخل والوحدة الترابية لهذه البلدان"
وفي سياق متصل بالظروف التي جرت فيها الانتخابات الرئاسية التونسية، أوضح سلال، أن الجزائر تشيد بالظروف التي جرت فيها الانتخابات الرئاسية في تونس، وقال انه " نأمل أن يشكل هذا الموعد الديمقراطي الهام مرحلة مهمة في سير هذا البلد الشقيق نحو الاستقرار والتقدم"، وفيما يتعلق بالقارة الافريقية، أشار الوزير الأول إلى أنه "من الضروري الخروج من الكليشيهات والأفكار المسبقة"، محذرا من جعل افريقيا "مجرد مخزن" للمواد الأولية، وقال انه " قد يكون ذلك خطأ كبيرا"، وواصل انه " أنا من أولائك الذين يعتقدون أن افريقيا تتحرك اليوم وفي شتى المجالات فمهد الانسانية هذا سيصنع مستقبل العالم"، مبرزا أنه في اطار آلية النيباد الذي يعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة احد المبادرين بها، "تعمل الجزائر على ترقية شراكة جنوب- جنوب، وبروز نماذج تنمية افريقية"، وخلص إلى أن "مستقبل الجزائر سيبنى أيضا في إفريقيا".
خ. س