الوطن

نكاز في تجمع شعبي بالعاصمة غدا لحث الشباب على التغيير

في خطوة سياسية جريئة تطرح أكثر من تساؤل

 

 

يرتقب أن ينشط يوم غد الجمعة، الناشط السياسي رشيد نكاز، تجمعا شعبيا بالعاصمة، لتدوين مطلب التغيير الذي قال بأن النظام الحالي رهنه ورهن من خلاله مستقبل الجزائر والجزائريين، حيث تنتهي غدا مسيرة التغيير التي انطلقت يوم الفاتح من شهر نوفمبر الجاري من مدينة خنشلة بالعاصمة لتكون آخر محطة يقف فيها نكاز مع الباحثين عن "التغيير" وفق أجندة عمل نكاز، وبالرغم من الجرأة التي قام بها" المترشح المفترض للاستحقاق الرئاسي الفارط"، في تنظيم مسيرة على الأقدام على مسافة 600 كلم، إلا أنها طرحت العديد من التساؤلات حول خلفيات وتداعيات ودلالات هذه المسيرة التي يدعو إليها نكاز لتكون في قلب العاصمة، وبالرغم من حالة الترقب حول حقيقة هذه المسيرة والأطراف التي سوف تشارك فيها، إلا أن مصالح الأمن المختصة وضعت مخططا أمنيا محكما لاحتواء الوضع حيث سيتم الشروع اليوم في تطبيقه.

وكان نكاز قد طلب في أكتوبر الفارط من خلال صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي من الشباب أن ينضمّوا إلى مسيرة "التغيير"، لكنه لم يحصُد سوى عدد قليل من المتطوعين الذين قدروا بستة أشخاص، شاركوا معه في مسيرته عبر ولايات الوطن، جال من خلالها في كل من ولاية خنشلة وباتنة وأم البواقي وميلة وقسنطينة وسطيف وبجاية والبويرة وبومرداس والعاصمة التي سوف ينشط فيها أكبر وقفة احتجاجية في الجزائر أو هكذا يريد، ولحدّ الساعة لا تظهر أي بوادر من الشباب في المشاركة في هذه الوقفة التي تتهيأ قوات الأمن بولاية العاصمة، لاحتوائها على اعتبار أنها وقفة غير مرخص لها، إلا أن نكاز الذي نشط تجمعا شعبيا ضخما بالعاصمة بعد طهور نتائج الاستحقاق الرئاسي السابق الذي لم ينجح في الوصول إليه والمشاركة فيه، دفع بالمصالح الأمنية لتوقع التحاق المئات من الشباب بهذه الوقفة التي سوف تكون ساحة البريد المركزي مسرحا لها. بعض الاطراف السياسية قرأت حراك هذا الأخير، تسويق انتخابي ليس إلا، على اعتبار أن أطراف عديدة أجنبية أشارت في الفترة القليلة الماضية إلا أن التغيير في الجزائر قد آن أوانه، وستكون سنة 2015 مسرحا له، وربما هو الأمر الذي دفع بهذا الأخير إلى الاسراع في كسب تأييد شعبي له، بينما رأت أطراف أخرى بأن ما يقوم به نكاز مرتبط بمشروعه السياسي الذي يريد تأسيسه لممارسته ضمن إطار رسمي والمتمثل في تأسيس حزب يكون قوة وسند له في المستقبل، وبين هذه الأطروحات يتفق الجميع على أن حراك هذا الأخير "غير بريء" على اعتباره حراكا يتزامن مع ارتفاع الضغوطات الدولية على الجزائر لمطالبتها بالتغيير في المواقف والخيارات سواء ما تعلق بالسياسة الداخلية أو الخارجية لها، حيث تستغل الكثير من الأوساط الأجنبية مثل هذه المبادرات لإرغام الجزائر على تغيير مواقفها، طالما أن كل طرف من هذه الأطراف يحاول اليوم أن يؤسس لمفهوم التغيير وفق إملاءات المصالح الضيقة لهؤلاء.

خولة. ب

من نفس القسم الوطن