الوطن

تنظيم داعش استفاد من أموال تجارة الكوكايين في الساحل

تقرير لصحيفة "انترناشونال تايمز" الأمريكية يكشف:

 

 

قالت صحيفة " إنترناشونال بزنس تايمز" اﻷمريكية عبر موقعها الإلكتروني أن تجارة الكوكايين في أوروبا وعبر منطقة الساحل، أضحت رافدا جديدا من روافد تمويل تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش)، وكشف تقرير نشره هذا الموقع أمس، أن الجماعات المسلحة في شمال افريقيا نجحت في السيطرة على مناطق واسعة من شمال مالي، وهي من يمثل حاليا مصدر قوة داعش بعد مبايعته من طرف العديد من الجماعات المرتبطة بالقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وفي ذات التقرير، يكشف الموقع أن الأموال التي تحصل عليها مسلحو القاعدة من تجارة الكوكايين المحرمة ساعدت الجماعة على شراء الأسلحة التي مكنتها بالطبع من إحكام قبضتها على مساحات كبيرة من مالي، ومن الممكن استخدامها أيضا في تمويل ممارسات العنف الإجرامية ضد الدول الغربية ومصالحها في الخارج على حد قول الموقع، وكشف المصدر أيضا أن قاعدة المغرب الإسلامي في صحراء شمال أفريقيا في 2007، سيطرت أيضا على الطرق التجارة المربحة التي تُستخدم لتهريب الكوكايين إلى ساحل الشمال الأفريقي ومنه إلى أوروبا. ونسب الموقع لـ دبلوماسي غربي في غينيا بيساو قوله: " لعلك تعرف أن هذه ليست مجرد لعبة سهلة". وتابع"إن القصة تتعلق بتمويل الإرهاب على الحدود الجنوبية لـ أوروبا، حول أموال المخدرات من غينيا بيساو ومالي والتي تُستخدم لتنفيذ تفجيرات في لندن". ويشير موقع "إنترناشونال بزنس تايمز" أن عصابات الاتجار في المواد المخدرة في أمريكا الجنوبية بدأت في العام 2004 بتهريب كميات من الكوكايين عبر المحيط الأطلنطي بواسطة القوارب والطائرات.

وفي بداية الألفية الحالية، والكلام لا يزال للموقع، شكلت سوق الكوكايين زهاء ربع حجم سوق أمريكا الشمالية، مع تهريب حوالي 350 طن من هذا المخدر سنويا. واستنادا لما ذكره الموقع، ويتم نقل المخدرات من الساحل والمناطق النائية عبر الصحراء على طول مسارات القوافل السابقة، وفي ظل الحماية التي يقدمها المسلحون الجهاديون مقابل حصولهم على ملايين الدولارات.على صعيد متصل، أشارت تقديرات إلى أن 48 طن من الكوكايين بقيمة حوالي 1.8 مليار دولار تقريبا في أوروبا يتم تهريبها عبر تلك الطرق سنويا. وتحصل الجماعة المتشددة أيضا على ملايين الدولارات من الفدية التي تفرضها على الرهائن الغربيين الذين تقوم بخطفهم. وقد استخدم المسلحون تلك الأموال في شراء أجهزة ومعدات عسكرية من بينها المركبات المدرعة، صواريخ أرض –جو وبنادق كلاشينكوف أو AK-47 من الجنود الفارين من ليبيا بعد سقوط نظام الديكتاتور الراحل معمر القذافي في 2012. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن المسلحين قد استعانوا بتلك الأسلحة والمعدات في السيطرة على شمال مالي في 2013، حيث قهروا الجيش المالي، وذلك قبل أن تتمكن القوات الفرنسية من وقف زحفهم إلى العاصمة باماكو.واستطردت قائلة إن الجماعة أعلنت مؤخرا دعمها لتنظيم داعش الإرهابي الذي أعلن الخلافة الإسلامية في كل من العراق وسوريا، وهو ما اقدمت عليه أيضا جماعة جند الخليفة في الأونة الأخيرة.ورأت الصحيفة أنه مع اتساع رقعة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال أفريقيا، تزداد احتمالية استخدام ملايين الدولارات التي يتم إنفاقها في تجارة الكوكايين في المدن الأوروبية في تمويل جرائم واحدة من أخطر وأغنى المنظمات الإرهابية في العصور الحديثة.ويذهب المحللون إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يستمد الجانب الأكبر من أمواله من النفط، الفدية التي تُدفع على الرهائن، الابتزاز، فضلا عن المساعدات الأجنبية التي يتلقاها التنظيم. ويقوم "داعش" أيضا بعمليات بيع واسعة للنساء والأطفال الذين يقوم باختطافهم، لتمثل عمليات تجارة البشر واحدة من أهم مصادر التمويل للتنظيم، فضلاً عن أنه يتمكن بفضل هذه التجارة من إغراء واستقطاب مزيد من المقاتلين من مختلف أنحاء العالم ممن يتم تأمين نساء لهم كــ"سبايا وعبيد" فور وصولهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم. وكان تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ "داعش" قد أعلن مؤخرا إطلاق عملته النقدية والتخطيط لإعادة العملات الذهبية والفضية "الدينار" التي كان يتم التعامل بها في العصور الإسلامية. ويهدف داعش على ما يبدو من إطلاق عملته الإسلامية الخاصة به إلى ترسيخ مشروعه المتمثل في إقامة الخلافة الإسلامية.

 م. ح/ وكالات

من نفس القسم الوطن