الوطن

انتخابات محرجة للأنظمة ومتجاوبة مع تطلعات الشعوب

سياسيون وإعلاميون ومثقفون يشيدون بالتجربة التونسية ويؤكدون أنها:

 

أشادت الطبقة السياسية الجزائرية بالتجربة الانتخابية في تونس التي جرت في الساعات الماضية، في انتظار ما ستسفر عنه صناديق الاقتراع، التي سوف تقدم أول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية في البلدان العربية بعد أحداث الربيع العربي، الذي شهدته المنطقة منذ سنوات، وتعد هذه التجربة الانتخابية الأولى في تونس بعد الثورة وسقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وصبت مجمل الآراء التي رصدتها "الرائد"، من هؤلاء حول كيف يتابع الساسة الجزائريون الانتخابات الرئاسية في تونس، وما هي انعكاسات هذه التجربة على الجزائر خاصة في مثل وجود تحديات إقليمية ودولية هامة تنتظر الدولتين مستقبلا، في سياق "الإشادة" بالتجربة الانتخابية في تونس، معتبرين إياها "إنجازا فريدا بالنسبة للدول العربية". ورحبت جميع الأطراف المحسوبة على الموالاة والمعارضة بما وصلت إليه تونس اليوم من هذه التجربة، خاصة وأنها تعطي مثالا على إمكانية تحقيق "الديمقراطية الحقة" التي تنادي بها القوى السياسية الجزائرية اليوم.
جيلالي سفيان: هناك أطراف تحترم قواعد الديمقراطية في البلدان العربية
قال العضو القيادي في هيئة التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، المحسوبة على جناح المعارضة السياسية في الجزائر، جيلالي سفيان، بأن التجربة الانتخابية التي عاشتها تونس أمس، أكدت بشكل قاطع على أن هناك أطراف تحترم قواعد الديمقراطية في البلدان العربية، وأكد المتحدث في سياق استعراضه لكيفية متابعته للرئاسيات التونسية وكيفية التحضير لها منذ ما يقارب الثلاث سنوات بأن المرحلة الانتقالية التي دخلت فيها تونس بعد الإطاحة بالنظام السابق وبعد أحداث الربيع العربي، ساعدت هؤلاء على الذهاب بقناعة نحو انتخابات شفافة تكرس مبدأ الديمقراطية التي ينادي بها الجميع، وأشار المتحدث في سياق متصل بأهمية الدستور التونسي الذي ساعد على صناعة حقيقية للديمقراطية.
واعتبر رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان بأن النتائج التي سوف تفرزها صناديق الاقتراع في الرئاسيات التونسية، لن ترتبط بالأشخاص أو بالشخصية التي سوف تتسلم مقاليد الحكم بقدر ما سوف تكون رمزا لنجاح تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس، وإفرازات تلك النتائج على دول الجوار وخاصة الجزائر، حيث قال بأن هؤلاء "فتحوا لنا الطريق من أجل الإقبال على الخطوة التي تنتظرها الجزائر منذ عقود" في إشارة منه لـ"تحقيق الانتقال الديمقراطي التي يرافع له رفقة شركاءه السياسيين المحسوبين على المعارضة"، ودعا المتحدث بالمناسبة الرأي العام الجزائري، من أجل الاقتداء بالتونسيين الذين أقبلوا على المرحلة الانتقالية أفرزت دستورا يحترم إرادة الشعب ومؤسسات الدولة، ثم تم تعزيز هذه الخطوة بالذهاب نحو تشريعيات حقيقية ثم الرئاسيات التي قال بأنها ستكون منعرجا هاما في مسار تونس. وأكد المتحدث على أن التجربة التونسية تؤكد أن السلطة الجزائرية مخطئة فيما تروج له من نتائج سلبية لتجربة الانتقال الديمقراطي الذي تعتبره لحدّ الساعة "خط أحمر"، وقال في هذا الصدد: "السلطة مخطئة في هذا الاعتقاد وهذا الترويج والتجربة التونسية كشفت زيف خطاب الموالاة والأطراف التي تتحدث باسم الرئيس والسلطة القائمة اليوم في الجزائر". وقال القيادي في هيئة "التشاور"، وهو يخاطب الشعب الجزائري بأن "النموذج التونسي أمامكم فخذوا العبرة منه"، مشيرا إلى أن الجزائريين عليهم أن يقبلوا على مرحلة الانتقال الديمقراطي ولا داعي لتضييع المزيد من الفرص والمناسبات.
موسى تواتي: الرئاسيات التونسية كرست مبدأ السلطة للشعب
قال المرشح الرئاسي السابق في الاستحقاق الرئاسي الفارط الذي جرى في أفريل بالجزائر، موسى تواتي أنّ "تونس اليوم باتت نموذج حقيقي في بناء الديمقراطية الحقة التي تطالب بها غالبية القوى السياسية في البلدان العربية"، وأشار المتحدث وهو يتحدث عن التجربة الرئاسية في تونس وتأثيرات ذلك على مستقبل البلاد والشعب التونسي بالإضافة إلى دول الجوار والمنطقة العربية بأن ما حققته تونس اليوم من هذه الرئاسيات يعتبر" تكريس حقيقي لمبدأ السلطة للشعب".
وتوقع رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، التي رفضت مقاطعة الرئاسيات السابقة، وقدمت رئيسها كمترشح منافس للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بأن متابعته لسير العملية الانتخابية المتعلقة بالرئاسيات التونسية، لاحظ وجود مؤشرات إيجابية على مستقبل تونس وشعبها، خاصة وأن الكلمة الأخيرة عادت له من خلال صناديق الاقتراع، ووجه المتحدث نداء للشعب التونسي من أجل قبول هذه النتائج لأنها تعتبر مكسبا لهم بغض النظر عن هوية من سوف يكون في سدّة الحكم بعد ظهور النتائج. وعن هذه التجربة قال المتحدث: "الشعب التونسي هو اليوم أفضل منا بكثير لأنهم سعوا لتحقيق دستور يحمي مؤسسات الدولة وحق الشعب التونسي، ثم أقبلوا على انتخابات تشريعية ثم رئاسية تكرس إرادة الشعب ورغبته بعيدا عن الهيمنة والوصاية الأجنبية التي وإن كانت موجودة على أرض الواقع في تونس وفي الجزائر وفي الكثير من الدول العربية إلا أنها تعتبر مقارنة بين تونس وبينهم أو على الأقل بين تونس وبين الجزائر" ضعيفة "، فالتونسيون خرجوا من الوصاية الأجنبية خاصة الفرنسية منذ فترة أما نحن في الجزائر فلدينا "نوع من الوصاية الفرنسية علينا أجلت ذهابنا نحو الانتقال الديمقراطي وتكرسي خيار الشعب". وأشار تواتي في الصدد ذاته بأن الجزائر لا تزال تبحث عن الديمقراطية وما تحقق منها في الجزائر هي "ديمقراطية وهمية ترضي الحاكم ولا ترضي الشعوب"، أما في التجربة التونسية فقد تجسدت الديمقراطية الحقيقية بهذه الرئاسيات.
خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن