الوطن
بن بيتور: برنامج الوفد الأوروبي يرتكزعلى لقاء الحكومة
أمام تحفظ الموالاة على الزيارة والتشكيك في أجندتها منها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 نوفمبر 2014
- رحابي: 24 دولة تعرف حقيقة الوضع الصحي لبوتفليقة !
أثار لقاء وفد الاتحاد الأوروبي مع الأحزاب السياسية المحسوبة على طرفيّ الصراع حول السلطة، موالاة ومعارضة، لغطا كبيرا في الساحة السياسية في الساعات التي أعقبت زيارة الوفد الذي ترأسه رئيس قسم" المغرب " بالإدارة السياسة الخارجية والأمن لدى مفوضية الاتحاد الأوروبي برنار سفاج الذي كان مرفوقا بالسفير ماراك سكوليل رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بالجزائر، إلى جانب دريك بويدا مستشار الوفد، ولويس ميڤال بوينوبادييا رئيس مكتب الجزائر بالإضافة إلى المستشار إيلي كلين، حيث اعتبرت الكثير من الأطراف بأن هذا النشاط السياسي لوفد الاتحاد الأوروبي " نشاط سياسي غير بريء" في الوقت الذي رأت أخرى بأنه" نشاط روتيني للوفد" على اعتبار أن تواجد هؤلاء بالجزائر وأجندة عملهم فيها مدون لدى المصالح المختصة بوزارة الشؤون الخارجية، وبين طرف مرحب وآخر متحفظ وطرف ثالث رافض لهذه اللقاءات التي عقدها الوفد مع عدد من الأحزاب السياسية محسوبة على طرفي الصراع السياسي في الجزائر من المعارضة والموالاة، حاولت" الرائد "، أن ترصد ردود أفعال الطبقة السياسية عن دلالات هذه الزيارة وتوقيتها خاصة وأن الساحة وفي كل مرّة تحدث فيها مثل هذه الاجتماعات تثار شبهات التخوين أو الاعتماد على الخارج وغيرها من الأطروحات السياسية التي تكون فرصة ليتراشق فيها الخصوم السياسيين من جديد، خاصة وأن أطراف متعددة قرأت حركات هؤلاء في هذا التوقيت بالذات بكونه رغبة من أطراف دولية وفي مقدمتها الأطراف الفرنسية في إعادة ترتيب المشهد السياسي في الجزائر على" المقاس " خاصة وأن بالجزائر أطراف يمكنها أن تشكل "إزعاجا" للطرف الفرنسي في حال وصولهم لسدّة الحكم مستقبلا، وهذا ما يجعلها تحاول أن تستوعب أي حراك سياسي قد يحدث في الجزائر لترتيب مرحلة الرئاسيات المقبلة، التي تحدث عنها الإعلام الفرنسي مؤخرا عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للأراضي الفرنسية في رحلته العلاجية هناك.
وتؤكد أطراف عديدة بأن حضور الوفود الممثلة للاتحاد الأوروبي إلى الجزائر والتي تبحث فيها عن عمق وحقيقة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وحتى الثقافية لطالما كانت بدعوة الحكومة الجزائرية والسلطة، وربما التحفظات التي أبداها الاتحاد تجاه الاستحقاق الرئاسي السابق الذي قاطع مراقبته وأبدى تحفظا فيما بعد عن مسار الانتخابات في الجزائر عاد ليطرح نفسه بقوة حول موقف ودور هذه الهيئة الدولية في الحراك السياسي الذي تعيشه الجزائر والذي تعتبر بعض الأطراف بـ" المخاض العسير".
بن بيتور: التقيت الوفد بشكل شخصي !
أكد، رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، المحسوب على طرف المعارضة، على الأهمية التي تكتسيها زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى الجزائر وطرح النقاش السياسي حول ما يحدث في الجزائر على طرفيّ "الصراع"، على اعتبار أن المشهد السياسي في الجزائر يقبل على متغيرات عديدة في الوقت الراهن، وقد تتطور هذه المتغيرات في المستقبل، حيث أشار إلى أن برنامجهم جاء في إطار أجندة عادية التقوا بممثلين عن الحكومة وفي مواضيع معينة واستغلوا زيارتهم للجزائر للقاء أطراف من المعارضة والموالاة وأعتبره لقاء "روتينيا".
وقلل عضو هيئة التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، من دلالات الزيارة وتوقيتها لكون الزيارة التي قام بها هؤلاء جاءت في إطار تواجدهم بالجزائر للقاء أطراف من الحكومة لمناقشة ملفات أخرى تهم الطرفين، وأعطى المتحدث انطباعا وهو يردّ على سؤالنا بكون" لقاءات هؤلاء مع القوى السياسية جاء ربما بطلب منها "، دون أن يؤكد ذلك.
ومعلوم أن أحمد بن بيتور لم يكن ضمن وفد التنسيقية الذي زارّ مقر المفوضية التابعة للاتحاد الأوروبي بالعاصمة أين التقت بهم هناك، على اعتبار أن بن بيتور يعتبر من الشخصيات السياسية والوطنية التي ترفض الذهاب للسفارات بمكاتبها المعتمدة في الجزائر، وأن ترتيب أي لقاءات بينه وبينهم يتم بمكتبه بالعاصمة، وهو ما أشار له المتحدث في تعقيبه على سؤالنا حول أسباب رفضه الذهاب مع قادّة قطب التنسيقية للقاء الأوروبيين، حيث أكد" أنا التقيت به ولكن في إطار لقاء خاص"، دون أن يكشف عن فحوى ذلك اللقاء أو خلفياته ولكنه لمحّ إلى كونه التقى بهم وليست لديه مشكلة مع هؤلاء، كما حرص على التأكيد بأن" التنسيقية التي هو عضو قيادي فيها، لم تخطئ حين زارت الوفد بمقر المفوضية الأوروبية بالجزائر"، مشيرا إلى أن حلفاءه السياسيين بهذا القطب أبلغوا ممثلي الاتحاد الأوروبي برؤيته السياسية تجاه ما يحدث من حراك سياسي في الجزائر.
وفي سياق متصل بدلالات هذه الزيارة وتوقيتها وإن كانت تحمل" مخاوف" من الاتحاد الأوروبي أو حلفاء الجزائر حول مستقبل الأوضاع السياسية هنا أشار بن بيتور إلى أن الساحة السياسية تشهد حراكا يطرح العديد من التساؤلات والاستفسارات ولكن برنامج الوفد للجزائر هذه المرّة لم يكن مرتبطا بقوى المعارضة بصفة خاصة حتى نتحدث عن تداعيات أو عن دلالات الزيارة ولكنه كما قال:" برنامجهم الرئيسي كان للقاء أطراف من الحكومة أو السلطة حول مواضيع أخرى، ولقائهم بالقوى السياسية جاء بصورة روتينية".
رحابي: الاوربيون يريدون أن يكونوا طرفا فاعلا في التغيير القادم !
توقع الديبلوماسي الأسبق عبد العزيز رحابي، أنّ تشهد الساحة السياسية الوطنية، حراكا سياسيا غير مسبوق في المستقبل القريب، خاصة وأن حقيقة الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكذا طبيعة ما يحدث من حراك سياسي في الجزائر تعرفه كل الدول الممثلة ديبلوماسيا بالجزائر، وربط المتحدث هذه التنبؤات بالنشاط الديبلوماسي الأخير للقاضي الأول للبلاد عبد العزيز بوتفليقة الذي استقبل في الآونة الأخيرة ما يقارب 24 ممثل للدول الأجنبية وبالتأكيد سينقل هؤلاء لرؤساء دولهم حقيقة الوضع الصحي للرئيس وكذا حقيقة الوضع في الجزائر وتداعيات الأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر في السنوات الأخيرة خاصة تلك الأزمة التي خلفتها الرئاسيات السابقة.
قال القيادي في هيئة التشاور المنبثقة عن ندوة مازافران التي جمعت حولها أقطاب المعارضة لأول مرّة في الجزائر من اعتلاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لسدّة الحكم في سنة 1999، بأن الحراك الدولي في الجزائر الذي تتوقعه الكثير من الأطراف ليس مرتبطا بالزيارة التي قام بها وفد الاتحاد الأوروبي للجزائر ولقاءه بأطراف من الموالاة التي تمثلت في أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني وأطراف من المعارضة بداية من رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس وقطب قوى التغيير الذي يتزعمه بالإضافة إلى قيادات التنسيقية، وإنما بناء على تقارير تصل إلى هذه الدول من قبل ممثليهم في السفارات المتواجدة على أرض الوطن والتي ساعد الرئيس خلال نشاطه الأخير على مساعدتهم في كتابة تقارير توضح بشكل قاطع" حقيقة الوضع الصحي للرئيس "، وبناء على هذه التقارير سوف تحاول قوى دولية عديدة أن تكون طرفا فاعلا في أي تغيير قد تشهده سدّة الحكم في الجزائر مستقبلا.
وأكد الوزير الأسبق لقطاع الاتصال، عبد العزيز رحابي أنّ وفد الاتحاد الأوروبي الذي زار الجزائر في إطار" روتيني "، حرص على لقاء ممثل عن حلف الموالاة فقط، وذلك يحمل دلالات عديدة أهمها أن هذه الأطراف تعرف بأن هذا الجناح يمتلك رؤية واحدة تجاه التغيير في الوقت الذي تحمل فيه أقطاب المعارضة أكثر من مخرج لإقرار الانتقال الديمقراطي في الجزائر، كما أوضح في سياق متصل بأن الوفد التقى بالمنتكس في الرئاسيات السابقة علي بن فليس بصفته مترشح سابق للرئاسيات، أما التنسيقية فقد ارتبط بكون هذه الأحزاب والشخصيات التي تشكل هذه الهيئة قاطعت الموعد الرئاسي السابق، مما يؤكد على أن الزيارة" روتينية " ولا تحمل بالنسية إليهم حاليا أي دلالات تدفع بتخوين الأطراف التي اجتمعت معهم أو نبذها.
وأوضح المتحدث في السياق ذاته طبيعة التقرير الذي سوف يرفعه هؤلاء إلى الاتحاد الأوروبي، حيث قال بأنه سوف يتضمن ما قالته أطراف المعارضة والموالاة عن الوضع السياسي في الجزائر، دون أي إبداء رأي أو موقف لكون المواقف والقرارات تجاه هذا الوضع سوف تصدر عن قيادات الدول التي تهتم بالوضع السياسي والاقتصادي في الجزائر وأقصد هنا بحلفائها وشركائها وأصحاب المشاريع الاستثمارية بالجزائر وبدول الجوار والتي قد تتأثر بأي تغيير في أعلى هرم السلطة، خاصة وأن هناك تخوفات من قبل الدول الكبرى تجاه الوضع في الجزائر، في ظل وجود رئيس شبه غائب، وسلطة تحولت إلى مجموعات في الوقت الذي كان من المفترض عليها أن تعود إلى المؤسسات الغائبة عن مهامها فلا دستور واضح ولا برلمان يقوم بدوره ولا حكومة تشتغل لصالح العام.
ومن هذه المنطلقات، يؤكد رحابي على أن الزيارة التي قام بها الوفد الأوروبي وإن كانت بإيعاز من السلطة وهو مطلع على أجندة زياراته حتى قبل أن يصل إلى أرض الوطن على اعتبار أن الجزائر وقعت على اتفاقية تعاون بينها وبين الاتحاد تخول له الزيارة، التي قال بأنها تحدث على مدار العام وبمعدل يقارب الـ 10 مرات في السنة، منذ توقيع الاتفاقية لا يمكن أن تكون" حدثا غير عادي في المشهد السياسي الوطني " كما تريد بعض الأطراف أن تصنفه.
خولة بوشويشي