الوطن
الجزائر استخدمت الدبلوماسية والقوة العسكرية في مكافحة الإرهاب
حسب صحيفة "فينانشل تايمز" البريطانية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 نوفمبر 2014
تناولت صحيفة "فينانشل تايمز" البريطانية في تقرير صدر أمس، الدور الجزائري في مكافحة الارهاب ومخاطره وكيفية نجاحها في التصدي لهذه الظاهرة، وأوضحت أن الجزائر أبدت رغبة وإصرار متناميا في استخدام النهج الدبلوماسي من جهة، والقوة العسكرية من جهة أخرى، وذلك من خلال الطائرات الحربية والأسلحة والدبابات، لمواجهة التهديدات الارهابية في الداخل وعلى حدودها مع مالي وليبيا. وركزت الصحيفة البريطانية في التقرير الذي أعده مراسلها بالقاهرة، على طريقة تعامل الجزائر مع الأزمة في مالي، مشيدة بما تم انجازه في هذا الإطار، مشيرة إلى المحادثات الأخيرة التي أجريت هذا الخريف لإقناع الأطراف المتحاربة في دولة مالي الجارة للجزائر بالتوصل إلى سلام دائم، وقالت إن "هذه المحادثات هي المحاولة الأحدث من جانب الجزائر لحل الأزمة في مالي بعد أن سيطر المتشددون هناك على أكثر من نصف أراضيها العام الماضي، لكنها باءت بالفشل". وفي ذات الباب، أشارت "فينانشل تايمز"، إلى ظاهرة تصاعد "نجم" الجماعات الجهادية بجانب التدخلات العسكرية الغربية في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، حيث كانت جميعها، حسب المصدر، عوامل ساعدت على تحويل حدود الجزائر، التي كانت تتمتع يوما ما بالهدوء والاستقرار، إلى ولايات فاشلة توفر أرضا خصبة للإرهاب، مما شكل تهديدا خطيرا مباشرا لأمن حدودها عبر هذه المناطق ( ليبيا ومالي )، وأضافت الصحيفة: "أنه بعد انعزال قادة أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة طويلا عن الشئون الدولية، أصبحوا خلال العام الماضي لاعبين أكثر نشاطا فيما يخص المنطقة المحيطة ببلادهم، عسكريا ودبلوماسيا". ونقلت الصحيفة رأي المدون المعني بشئون شمال أفريقيا في واشنطن كال بن خالد: الذي قال "إن الجزائر تمتلك قوة كبيرة لكنها لم تكن تستخدم نفوذها في الماضي..."، مضيفة في نفس الاطار أن الجزائر واجهت منذ عقود أوجه التمرد الذي تشكل على أرضها عام 1992 عقب الانقلاب العسكري ضد الإسلاميين الذين كادوا يستولون على مقاليد الحكم، وأن الهجوم الذي شنه متشددون العام الماضي ضد إحدى منشآت النفط بالقرب من الحدود مع ليبيا كشف إمكانية تعرض الجزائر للفوضى العارمة التي اجتاحت دول شمال أفريقيا والساحل منذ ثروات الربيع العربي عام 2011". وكشفت الصحيفة البريطانية أن الجزائر عززت من انتشار جنودها على طول حدودها الصحراوية، وشنت غارات جوية ضد مواقع المتشددين المشتبه بهم وقامت بدوريات مشتركة مع جارتها تونس لحماية الحدود، كما أرسلت بعض جنودها إلى روسيا للتدريب على طرق مكافحة الإرهاب، فضلا عن أنها أبرمت اتفاقية مع شركة رينميتال الألمانية لبناء مصنع حربي بقيمة 28 مليون يورو.
م. ح