الوطن

"رفضنا المشاركة في الرئاسية حتى لانتهم بالتغول في الحكم"

قال إن الشعب فرض عليهم التقدم للحكم رغم عدم جاهزيتهم مورو:

 

  • قيادات حزب نداء تونس توعدوا كفاءاتنا بالتشريد والعودة إلى السجون !

 

برر نائب رئيس حركة النهضة التونسية، عبد الفتاح مورو، أسباب رفض الحركة المشاركة في الانتخابات التونسية المرتقب إجراؤها بعد أيام قليلة، بأن الحركة اختارت ألا تدخل الانتخابات الرئاسية حتى لا يقال إنها تريد التغول في الحكم، وأشار المتحدث وهو يستعرض في مداخلة نظمتها حركة مجتمع السلم أمس الأول بمقر الحزب بالعاصمة، أن هذا القرار كان محل نقاش وحوار بين قواعد الحركة لمدة 14 شهرا كاملا، كما استغل المتحدث المناسبة للتأكيد على الخيارات السياسية التي انتهجتها الحركة في الوقت السابق، وكانت بسبب خيارات شعبية فرضت عليهم ذلك، خاصة ما تعلق بالتقدم إلى الحكم، بالرغم من عدم جاهزيتهم لذلك، ووجد المتحدث في اللقاء فرصة للتأكيد على طبيعة الحياة السياسية التي ستقبل عليها تونس مستقبلا، في ظل احتلال الساحة من قبل حزب نداء تونس الذي يتوجه بحسب مراقبين إلى افتكاك تأشيرة الحكم بعد الرئاسيات المقبلة، حيث أشار مورو إلى أن حزب نداء تونس يضم في صفوفه قيادات نقابية وسياسية قديمة، ويساريين وكفاءات وطنية، اجتمعوا كلهم على ما وصفه بـ" معاداة وكره "حركة النهضة"، وهم الآن يتوعدون كفاءاتنا بالتشريد والعودة إلى السجون.

وأكد عبد الفتاح مور، نائب رئيس حركة النهضة التونسية، التي حلت في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية الفارطة التي جرت في تونس، وهو يستعرض نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، أنه "لا مستقبل للحركات الإسلامية أصلا إذا كانت حركة قطرية قائمة على الانتماء إلى موطأ القدم فقط، وهذا ما يفرض علينا كدول جوار أن نختار لأنفسنا موقعا يكون فيه تأثيرنا أكبر"، وقال: " نحن ننتمي إلى حركة تفتش منذ 80 سنة على إيجاد موقع نجاح وقد لاقت الأمرين في سبيل تفتيشها عن مراكز صناعة القرار ولم تصل إلى ذلك". وتطرق المتحدث في سياق متصل إلى نزعة التحرر التي ظهرت مع الربيع العربي وكيف أصبح الشعب التونسي يريد العيش في كرامة وحرية، حيث قال في هذا السياق "الشعب التونسي أصبح يتساءل لماذا صبر على العيش في الظلمات لمدة قرون؟".

وقال المتحدث إن حركة النهضة وجدت نفسها أمام خيار شعبي فرض عليها أن تتقدم للحكم، ولم نكن مؤهلين بالشكل الكافي وتقدمنا للحكم دون أن يكون لنا ارتقاء في أطروحاتنا وفهمنا للواقع، مشيرا إلى أن التجربة أفضت إلى الخروج من الحكم، حيث أكد على أن النهضة تكون قد اختارت ألا تدخل الانتخابات الرئاسية المقبلة حتى لا يقال إنها تريد التغول في الحكم، مؤكدا على أن هذا القرار كان محل نقاش وحوار بين قواعد الحركة لمدة طويلة.

وفي ما يخص الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدتها تونس، قال الشيخ مورو إن "التوقعات التي كانت في نفوس أبناء الحركة هي احتلال المرتبة الأولى، وحتى من توقع لنا المرتبة الثانية لم يكن يتوقع فوز نداء تونس، والمفاجأة التي حصلت هي بروز نداء تونس على حساب الأحزاب العلمانية، أما بقية الأحزاب اضمحلت وانمحت من الحياة السياسية وهي التي لها تقاليد نضالية قديمة". وأرجع تراجع حركة النهضة إلى عدة أسباب من بينها تأثير ممارسة الحكم، إضافة إلى أن النهضة لم تواجه في الانتخابات السابقة أحزابا قوية، وأشار أن حزب نداء تونس يضم في صفوفه قيادات نقابية وسياسية قديمة، ويساريين وكفاءات وطنية، اجتمعوا كلهم على ما وصفه بـ" معاداة وكره "حركة النهضة"، وهم الآن يتوعدون كفاءاتنا بالتشريد والعودة إلى السجون.

وفي ما يخص الانتخابات الرئاسية قال الشيخ مورو أوضح إن السباق اليوم محصور بين قايد السبسي والرئيس الحالي المنصف المرزوقي، وإشكالية النهضة المطروحة اليوم هي أنه كيف يمكنها إدارة النشاط السياسي من موقع المعارضة، وقال إن نداء تونس هو أيضا في مأزق لأنه لم يتحصل على أغلبية مريحة من الأصوات، وأكد أن هدف النهضة اليوم هو الإبقاء على هامش الحريات الذي اكتسبته تونس خلال الأربع سنوات الماضية، ولن تترك المجال لخصومها لإخراجها من الساحة السياسية.

من جهته اعتبر رئيس حركة "حمس" عبد الرزاق مقري، أن تونس تعيش تطورات مميزة، فثورتهم كانت سلمية والعملية السياسية لا تزال جارية إضافة إلى توفر عامل الحريات، وقال إنه رغم توقع الكثير من المتعاطفين مع التيار الإسلامي فوز حركة النهضة في الانتخابات إلا أن النتيجة التي حققتها كانت جيدة، وتمنى أن تحفظ وتصان الحرية في تونس لأنه إذا توفر شرط الحرية تكون الحركات الإسلامية أحسن أداءً وأحسن اجتهادا.

خولة. ب

من نفس القسم الوطن