الوطن

المواطن البسيط يصرخ: الغلاء إلى متى؟

البطاطا بـ100 دينار، القرعة بـ120 دينار، الفاصولياء بـ290 دينار

 

* تجار التجزئة يتبرؤون ويتهمون أسواق الجملة 

*اتحاد التجار:أسعار البطاطا ستنخفض قريبا 

 

تستمر أسعار الخضر والفواكه وحتى البقول الجافة، في الارتفاع مع نزول أولى قطرات الشتاء، في مختلف أسواق العاصمة، وسط تذمر واستياء من طرف المواطن البسيط الذي يدفع ثمن جشع التجار، والمضاربين الذين يواصلون لهب الأسعار بدون حسيب ولا رقيب. في جولة استطلاعية قادتنا إلى بعض أسواق الخضر والفواكه العاصمة، لمسنا قفزا كبيرا في أسعار مختلف ما عرض على طاولات الباعة، الذين على ما يبدو قد اتفقوا على شعار واحد "لسع جيوب المواطن البسيط"، الذي باتت قدرته الشرائية لا تتحمل المزيد، بدايتنا كانت من سوق الخضر والفواكه لرغاية، أين سجلنا السعر الأدنى هو 70 دج، وهو سعر البصل، الذي كان منذ أيام قلائل لا يفوق الـ40، و35 دينار، من جهتها الطماطم قفزت إلى سعر 90 دج للكيلو غرام الواحد، والفلفل إلى 130 دج أما الجزر واللفت والبسباس والخيار فلم ينزلوا عن سقف الـ 80 دينار، رغم أننا في فصل الشتاء، والسلاطة 130 دج، الفلق الحار هو الآخر قفز إلى أعلى مستوياته وبلغ حدود الـ150 دينار، كما سجلت الفواكه هي الاخرى ارتفاعا محسوسا في أسعارها سيما ما تعلق بالتفاح الذي بلغ الـ300 دينار، فيما وصل سعر التمر إلى 500 دينار للكيلوغرام الواحد، وأسعار البرتقال على مختلف أصنافه لم تنزل من حدود الـ250 دينار مع بدايته الموسمية.

البطاطا حدّث ولا حرج

وسجلت سيدة المائدة البطاطا ارتفاعا كبيرا بلغ حدود الـ100 دينار للكيلوغرام الواحد، وكلها "مسوسة" حسسب إحدى السيدات التي وجدناها بالسوق، عبّرت عن تذمرها الكبير من بلوغ الأمر إلى هذا الحد، أين بات المواطن البسيط محروما حتى من أدنى الأساسيات، ليقول آخر أن التهاب الخضر والفواكه، سيحتّم "علينا الصوم في ظل ارتفاع كل المواد الغذائية، زادتها الخضر التي كانت بديلا لنا عن اللحم، الذي لا نحلم به بتاتا"، وهو ما ذهبت إليه سيدة أخرى بسوق لابروفال بالقبة، أنها تقف حائرة بشكل يومي لتدبر ما تضعه في وجبة العشاء أو الغداء، أمام الغلاء الفاحش الذي مس كل ما يدخل في "قدرة" الجزائري.

المستهلك ساخط...

وما لمسناه بمختلف الأسواق التي زرناها، هو تراجع حركية الأسواق التي شهدت عزوفا من قبل المستهلكين حتى وإن وجدوا فهم قلة، اقتربنا من بعضهم لنحاول رصد بعض آرائهم وكيفية مواجهتهم لهذا الواقع، كانت بدايتنا مع إحداهن التي قالت انها كانت تستنجد بالبطاطا في مختلف أطباقها، قالت أنها استغنت عنها منذ شهر ونصف، مضيفة أنها لديها 8 أولاد وواحد كيلو غراما لا يكفي لتحضير أي طبق، أما الفواكه فقد استغنيت عليها تماما، من جهتها سيدة أخرى صادفناها بسوق ميسونيي أجابت بتنهيدة طويلة أوصلت ما يعانيه المواطن البسيط وقالت بأنها تشتري الخضار بنصف كيلو وأحيانا تضطر لأخذ حبتان أو ثلاثة من كل نوع خاصة أيام الجمعة لتحضير أطباق تقليدية مثل الكسكسي وغيرها، مرددة عبارة "حسبي الله ونعم الوكيل".

الفاصولياء تسقط من حسابات المستهلك

لم يقتصر التهاب الأسعار على الخضار والفواكه فحسب، بل انتقل إلى الحبوب الجافة، التي كانت بديلا للمستهلك مع بداية كل شتاء، حرمت عليه هذه السنة، ببلوغها السقف، أين وصل سعر الفاصولياء الجافة إلى 290 دينار، في بعض المحلات لتتربع صدارة البقوليات بعدما كان سعرها لا يتجاوز 200 دج ويأتي العدس في المرتبة الثانية، حيث حدد سعره من 160 إلى 200 دج، ولم تسلم العجائن التي عادة ما يلجأ إليها المواطن وقت الضيق فوصل سعر المعكرونة وتقريبا جميع أنواع العجائن إلى 100دج للكيلو غرام الواحد، الأرز 120دج والحمص 140 دج، ما ترك المواطن البسيط يدخل للسوق كالمتفرج ويخرج ويداه خاويتان، حسب ما أكده أحد الزبائن الذي قال أنه لم يشتري أي شيء ويفكر في بديل آخر عن الخضر والفواكه البقول الجافة، وليكن العجائن الصناعية بالحليب.

تجار التجزئة يتبرئون 

 سيناريو ارتفاع الأسعار الذي يتكرر في كل مرة، سيما مع المواسم والأعياد الدينية، بات اليوم لا يقترن بهذه القاعدة، وأصبح رفع الأسعار من سمات التجارة الحديثة، هو ما طرحناه على بعض التجار الذين تبرئوا من الفعل، وألقوا اللائمة على تجار الجملة، أين قال أحدهم أنه يقتني البطاطا من الجملة بـ70 و80 دنيار، ما يحتم عليه بيعها ب90 دينار، ومرات أخرى 100 دينار، وهو هامش الربح الذي يأخذه التاجر البسيط، فيما قال تاجر آخر انه يعزف في أحيان كثيرة على اقتناء بعض الخضار والفواكه من سوق الجملة، نظرا لسعرها المرتفع، حتى لا يقع في مصادمات مع المستهلك الذي لا يقف على اللوم على التجار البسطاء ولا يدري أن هذا التاجر يبقى زبونا لتاجر الجملة الذي يتحكم في الأسعار كيفما يشاء.

الناطق الرسمي باسم التجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار:

البطاطا ستنخفض قريبا، والمضاربة وراء ارتفاعها 

 

أرجع الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين،الحاج الطاهر بولنوار، أن سبب ارتفاع الخضر والفواكه، راجع إلى عدة عوامل منها الاحتكار والمضاربة بالأسعار، وكذا نقص الأسواق الجوارية ما يؤدي إلى تضخيم بين سعر الجملة والتجزئة، وكذا ارتفاع الأسواق الموازية والتي يصل عددها حوالي 1500 سوق على مستوى الوطني، إضافة إلى سوء تنظيم أسواق الجملة الموجودة، ونقص غرف التبريد والتخزيم، ما يفتح الباب واسعا للاحتكار والمضاربة، إضافة إلى ارتفاع أسعار البذور الذي طبع السنوات الأخيرة ما تسبب في ارتفاع أسعار الخضر والفواكه المتداولة في السوق، مثلما وقع مع البطاطا التي قال أن الإنتاج الوطني الحالي أقل من 45 مليون قنطار سنويا، من جهة، ومن جهة أخرى أضاف محدثنا أن غياب شروط الحفظ والتخزين، أدى هذه السنة إلى خسارة ما نسبته 15 بالمائة من البطاطا المخزنة، في الوقت الذي توجه نسبة كبيرة منها إلى الصناعة التحويلية على رأسها صناعة "الشيبس" ما خلق مشاكل ندرتها في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي يحتاج الطلب على هذه المادة الأساسية إلى 50 مليون قنطار سنويا، كما أضاف أن جزءا كبيرا من البطاطا المخزنة يمرر في السوق الموازية خارج أسواق الجملة الـ 43 على التراب الوطني، متوقعا أن تنزل أسعار البطاطا في الأسابيع القليلة القادمة، بدخول بطاطا مستغانم، عين دفلة، ومعسكر. واقترح الناطق الرسمي باسم الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين، تفعيل أداء غرف الفلاحة والتجارة، والتنسيق بين المصالح التجارية والفلاحية على المستوى المحلي، وذلك وقوفا في وجه بارونات المضاربة. 

منى.ب

 

من نفس القسم الوطن