الوطن

الفجر الجديد يجمع المعارضة تحت غطاء "خطاب التغيير"

مع ظهور تباين في أطروحات قادّة التنسيقية وقطب قوى التغيير

 

 

نجحت التشكيلة السياسية لحزب الفجر الجديد، الذي يرأسه الطاهر بن بعيبش، في إعادة لمّ شمل أقطاب المعارضة سواء تلك التي تشكل قطب التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، أو قطب قوى التغيير الذي يتزعمه الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني علي بن فليس، الذين يشكلون اليوم قطب ما يعرف بهيئة" التشاور" التي انبثقت عن ندوة مزافران الأخيرة، ولكن هذه الوحدة التي أظهرتها مشاركة هؤلاء في لقاء ندوة حول الانتقال الديمقراطي نشطتها تشكيلة الفجر الجديد أمس، كان فرصة لظهور بوادر الصراع الداخلي في بيت أكبر تكتل للمعارضة في الجزائر، حيث أظهرت المداخلات التي تداول على تقديمها قادّة هذه الأقطاب، بداية اتساع المسافة بين قطب التغيير والتنسيقية من أجل الانتقال الديمقراطي، ولعل الكلمة التي ألقاها الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي بخصوص الأطراف التي ساعدت على استمرار النظام بطريقة غير مباشرة من خلال مشاركتها في الانتخابات الرئاسية الفارطة، والتي يقصد بها رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، سوف تلقي بظلالها مستقبلا على نقاط التقارب والتباين بين التنسيقية وبين القطب الذي يتزعمه بن فليس، وبدوره انتهج المنتكس في الرئاسيات السابقة خطاب التغيير خلال كلمته حيث حاول أن يظهر القطب الذي يتزعمه بكونه يحوز بدوره على برامج وأفكار تختلف عن الأفكار التي ترافع لها التنسيقية، ما أعطى الانطباع بأن مرحلة التوافق بين هؤلاء قد تم تجاوزها وستشكل مرحلة التراشق وتبادل التهم أهم متطلبات المرحلة القادمة.

وشكلت مسألة التراشق والاتهامات والدفاع عن الأفكار والبرامج أهم محاور المداخلات التي ألقاها كل من منسق قطب قوى التغيير علي بن فليس، وعضو هيئة التشاور محمد ذويبي والقيادي في التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي أحمد بن بيتور، حيث حاول كل طرف من هذه الأطراف وهو يقدم أطروحته السياسية حول الوضع السياسي الراهن ومتطلبات التغيير وتحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود، أن يدافع عن الخيارات السياسية التي شكلت محور عمله قبل الرئاسيات الماضية وبعدها، حيث صبت غالبية الانتقادات حول مساعدة بعض الأطراف للنظام في الاستمرار في الحكم بصورة غير مباشرة، وهو ما يعني اتاحتهم الفرصة له من أجل تغييب التغيير الذي يبحثه عنه هؤلاء. وأظهرت المداخلات مساعي كل طرف لتبادل التهم وتحميل كل واحد الآخر مسؤولية الأزمة السياسية التي تعرفها الجزائر، في الوقت الذي حاول فيه ببن فليس أن يقدم أفكار قطب التغيير الذي يتزعمه من منطلق أن لديهم أيضا أرضية وأفكارا وتحديات وهي جاهزة، خاصة وأنه رافع للبناء الفكري، ما طرح تساؤلات عديدة حول الغرض من هذه الخرجة غير المتوقعة لهؤلاء اليوم، خاصة وأن السلطة تستغل كل الحراك الذي تقوم به أطراف المعارضة المشكلين لهيئة التشاور، من أجل إجهاض مشروع التغيير الذي تريد أن يكون الأفافاس بديلا له.

ولعل النقطة الوحيدة التي شكلت التوافق في لقاء هؤلاء، كانت حول مسألة الشرعية وغيابها وكذا الأزمة السياسية التي تتخبط فيها الجزائر، في ظل ما وصفه هؤلاء باستمرار حالة الشغور في منصب الرئيس وفي مؤسسات الدولة، كما اعتبر هؤلاء أن السلطة تتفنن في إهانة الشعب الجزائري، الذي تصله أخبار رئيسهم من الإعلام افرنسي. وقال في هذا الصدد محمد ذويبي بأنه "من العيب أن يتم اعلامنا بأن الرئيس مريض في الخارج عن طريق وسائل الاعلامية الأجنبية".

آمال.ط

من نفس القسم الوطن