الوطن

"مستعدون لتقديم الوثائق التي تدين سعداني أمام المحكمة "

بعد اتهامه بالعمالة للمخابرات الأجنبية.. سعداني يقرر رفع قضية ضدّ إطار سامٍ عسكري متقاعد ومدير الموقع يؤكد:

 

 

رفض الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني أمس، في اللقاء الذي جمعه بمحافظي الحزب العتيد عبر 48 ولاية بمقر الحزب بالعاصمة، التطرق للوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في صورة طرحت الكثير من التساؤلات، خاصة وأن هذا الأخير أطلق تصريحات بخصوص هذه القضية لوكالات أنباء عالمية، تشير إلى أن القاضي الأول للبلاد يتواجد بأرض الوطن، في صورة تنفي الأنباء المتداولة من الصحف والمواقع الإخبارية الفرنسية طوال الساعات الـ 48 الماضية، حيث نقلت وكالة "رويترز" العالمية عن الأمين العام للجبهة قوله إن "هذه الأخبار غير صحيحة"، بالرغم من أن الخبر كان مؤكدا بالنسبة للأطراف الفرنسية، وهو ما وضع سعداني المعروف بقربه من الرئيس ومحيطه في موقف محرج. واستغل سعداني لقاء أمس للردّ على المناوئين له داخل الأفالان الذي انتفضوا ضده منذ أيام للمطالبة برحيله، متهمين إياه بتلقي الأوامر من المخابرات الفرنسية، حيث قال بأن هؤلاء ينشطون خارج المؤسسات الرسمية للحزب. أما بخصوص ذات التهم التي وجهت له في الآونة الأخيرة والتي نشرها الموقع الإخباري "آلجيري باتريوتيك"، فقد أكد المتحدث سعيه للردّ على القائمين على الموقع الذي قال بأنه يديره إطار سامٍ سابق في المؤسسة العسكرية، مؤكدا على أن هذه التهم لا أساس لها من الصحة، حيث كشف عن بداية اتخاذه لإجراءات الردّ على هذا الإطار أمام المحكمة العسكرية، في الوقت الذي أكد فيه مدير الموقع م. آيت عمارة في تصريح لـ"الرائد"، بأنهم مستعدون لتقديم الوثائق التي تدين سعداني أمام هذه المحكمة، ومستغربين لجوء سعداني للمحكمة العسكرية، وهو الذي تهجم بطريقة عنيفة على المؤسسة العسكرية في وقت سابق.

 

وقال الأمين العام للأفالان، عمار سعداني بأنه عازم على رفع دعوة قضائية أمام المحكمة العسكرية ضدّ الموقع الإخباري الذي يديره إطار سامٍ في الجيش سابقا، حيث نشر الموقع أخبارا تتعلق بوثائق يحوز عليها الموقع، تتهم الأمين العام للجبهة بالعمالة للمخابرات الأجنبية، بالإضافة إلى قضايا فساد أخرى. ورفض خليفة عبد العزيز بلخادم على رأس الأمانة العامة للحزب العتيد التطرق لهوية هذه الشخصية العسكرية، التي قال بأنه سيرفع دعوة قضائية ضدها في المحكمة العسكرية المتخصصة. ومن جانب آخر أشار سعداني إلى أنه سيقوم أيضا "برفع دعوة قضائية لدى المحكمة العسكرية ضد الذي يتهمه بسرقة 300 مليون دولار"، مبديا في نفس الوقت استعداده "لتحمل المسؤولية" بشأن ذلك. ولدى استفسارنا من القائمين على الموقع الذي نقل هذه الأخبار أكد مدير الموقع في تصريحات لـ"الرائد"، بأنها "لا تعتبر المرّة الأولى التي يرفع فيها سعداني دعوة قضائية ضدنا"، مؤكدا على أنهم يحوزون على الأدلة التي تؤكد كل ما نشروه ضدّ هذا الأخير، قبل أن يشير إلى أنهم "مستعدون للذهاب إلى المحكمة العسكرية وتقديم الأدلة التي تدين سعداني". وتساءل المتحدث "كيف لسعداني الذي تهجم بطريقة عنيفة على المؤسسة العسكرية أن يلجأ إليها"، وهو ما اعتبره تناقضا في تحركات وخرجات سعداني، وقال آيت عمارة بأن ما نشروه ضدّ الأمين العام للجبهة بخصوص العمالة لأطراف أجنبية كان على لسان أحد القياديين في جبهة التحرير الوطني، الذين هم على دراية بتحركات ونشاطات أمينهم العام.

هذا وكان الرجل الأول في الجبهة، قد أكد خلال لقائه بالمحافظين بأن هؤلاء يدعمون نشاطاته وسياسته، وهو ما توجته أشغال هذا الاجتماع حيث أصدر هؤلاء بيان دعم ومساندة لسياسته، فيما اعتبر سعداني أن التقسيم الذي عرفته هياكل الحزب جاء ليخدم صورة الحزب، الذي يقبل على تنظيم مؤتمر هام مستقبلا، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الخطوة هي تقريب الحزب أكثر من القواعد النضالية.

وعرج المتحدث في سياق متصل بمطالب الحزب في الدستور المقبل للبلاد، والتي قال بأنها ترتكز على "الفصل بين السلطات وبناء دولة ديمقراطية وحق حزب الاغلبية في تشكيل الحكومة ورئاستها"، قبل أن يخاطب خصومه داخل الحزب وخارجه بأن "الذين يريدون زعزعة استقرار الحزب خائفين من المؤتمر ومن تعديل الدستور".

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن