الوطن
الغرب يفرض علينا الانخراط في القتل لتحقيق الاستقرار
القيادي عضو مجلس الإرشاد بحركة العدل والاحسان المغربي حسن قبيبش لـ" الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 نوفمبر 2014
- بلدان المغرب العربي والساحل بحاجة إلى وعي حقيقي في ظل الوضع السياسي الراهن !
يوضح، القيادي في جماعة العدل والاحسان المغربية، وعضو مجلس الإرشاد، حسن قبيبش، في هذا الحوار الذي جمعه بـ" الرائد"، بالعاصمة على هامش مشاركته في أشغال المؤتمر السنوي الثاني على نهج الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني الذي نظمته حركة البناء الوطني نهاية الأسبوع المنقضي، الأهمية التي توليها تشكيلته السياسية في الدعوة إلى ضرورة الوحدة والأمن والاستقرار في المغرب العربي وفي البلدان العربية ومنطقة الساحل والصحراء، خاصة وأن موضوع الأمن في المنطقة أصبح أكثر من مطلب بل اعتبره المتحدث " مطلبا إنسانيا".
في البداية، ماهي مواقفكم تجاه القضايا المستجدة في الواقع العربي وتلك التي تعني دول المغرب العربي بشكل خاص؟
نحن في العدل والاحسان، نعول على وحدة وتلاحم الشعوب لتحقيق أي مشروع تنموي سياسي كان أو اجتماعي أو اقتصادي أو فكري، لهذا فالحركة وطوال عقود من الزمن، تحاول أن تنأى بنفسها عن أي صراعات تحدث هنا أو هناك وخاصة تلك التي تعمل على صناعة التطرف، كما اعتبرنا بأنه من الضروري أن لا نزيد النار اشتعالا خاصة إذا ما كانت بعض الأطراف تتراشق بالكلام والكلام المضاد فيما بينها، حيث عمدنا إلى أن ننأ بأنفسنا عن هذه الأحداث التي لا تتناسب وتوجهاتنا الفكرية والأيديولوجيا والسياسية.
حتى بخصوص الصراع أو التصعيد الذي يحدث بين الحين والآخر بين المغرب والجزائر؟
نحن نعتقد بأن هذا الصراع هو صراع جزئي وهامشي، ولهذا نحن نعول على وحدة الشعوب ووحدة الأمم والانخراط التام في المحبة بين الجيران في المستقبل القادم، ولطالما حاولنا في الحركة أن نكون ناصحين وأن ننأ بأنفسنا عن هذه الصراعات الجانبية لأننا نعرف بأن ورائها وعن تجارب سابقة صفية الحسابات وحرب مصالح ونحن لا نريد أن نكون أداة بيد هذا الطرف أو الطرف الآخر.
أداة بيد من تقصد ! القوى السياسية أو النظام؟؟
أقصد كل من يشارك في هذا الأمر عن حسن نية أو عدم حسن نية وأنا لا أتهم أحدا أو طرفا وإنما أقول موقفنا المبدئ في الحركة أن لا ندخل أو ننخرط في الصراعات الجانبية لأن ما ينتظر الأمة هو أكبر بكثير مما يراد لها أن تشتغل به وأنتم تعرفون كيف حال الأمة وكيف تشتغل وكيف يصرف أنظارها عن المسائل الأساسية خاصة ما تعلق بالتنمية والاقتصاد والحرية والعدل وصولا إلى أمور جانبية أخرى تتعلق بحادث هنا وآخر هناك وصولا إلى قضايا تتعلق بخطر الإرهاب.
هل من الممكن صناعة توافق بين الجزائر والمغرب خاصة في ضل وجود تهديدات للسلم والأمن والاستقرار ومكافحة التطرف بمختلف أنواعه واشكاله؟
ملف الساحل تتجاذبه أطراف وهناك مصالح سياسية في هذا الطرف ولدى الآخر وكل واحد يريد أن يقدم نفسه بأن بيده الحل وأنه مشارك فعال والكل يتسابق لمكافحة الارهاب لكسب ودّ الغرب، هذه النقطة يجب أن نفهمها جيدا ونحن إن أردنا الأمان والأمن يجب أن تكون مقاربتنا شاملة وعامة، فالغرب يفرض علينا الانخراط في القتل لتحقيق أمننا، ونحن نعتقد بأنه يجب أن لا يكون أمرنا القتل لأن القتل لا يأتي بالأمن وهذا ما يحاول الغرب أن يفرضه علينا " أن تقتل لتحصل على الأمن والسلم بالمنطقة"، ولكن الأمر الصحيح هو أنك عندما تقتل أنت تزيد من توتر الأوضاع والتزيد التطرف تطرفا.
هناك فقر وهناك تهميش وهناك أمية وأمراض وملفات كثيرة أعتقد بأن لها نسبة كبيرة في وجود هذه الخلافات وفي صناعة صراعات سياسية علينا أن نتكاتف لمحاربتها جميعا.
الراهن الحالي هل يساعد أو يسمح للقوى السياسية والدولية للحديث عن موضوع الوحدة في المنطقة !
أعتقد بأنه وفي ظل ما آلت إليه الأوضاع في الدول العربية في الآونة الأخيرة من شتات وفتن وحروب وعداوة في بعض الأحيان، أصبح من الصعب الحديث عن الوحدة لأن تحقيق هذا الموضوع له متطلبات وشروط يجيب على هذه القوى السياسية والدولية ان تحققها على أرض الوقاع قبل الذهاب نحو مشروع الوحدة بين الأوطان، خاصة ما تعلق بمسألة الوعي، فالبلدان العربية وبالتحديد تلك التي تنضوي في منطقة المغرب العربي بحاجة إلى وعي حقيقي بالمخاطر التي تحدق بها وبالتحديات التي علقها أن تقبل نحوها لتحقيق الانسجام، وللأسف هذا الوعي غائب اليوم عن الأوطان العربية.
هناك ارتفاع لحدّة التوتر بين الجزائر والمغرب في الآونة الأخيرة من يتحمل مسؤولية ذلك؟
يجب طرح السؤال على جميع القوى السياسية التي تشغل المشهد لدى البلدين، لأنني ارى بأنه يجب أن لا ننظر للموضوع من جهة واحدة أو زاوية واحدة، كما أنه من المهم أن نفتح نقاشا حول دور الطبقة السياسية في هذين البلدين تجاه الموضوع وتداعياته وأهدافه.
نحن نرى بأنه يجب أن لا نسقط في هذه الحلقة المفرغة، وأن نعلو فكريا واستراتيجيا عن هذه التجاذبات التي تحدث بين الحين والآخر أو كما وصفتها بـ" ارتفاع حدّة التوتر"، خاصة وأن الإعلام وفي البلدين إذا ضخم الأحداث فإن ذلك سيؤثر على الشعوب وتفسد القلوب وهذا ما نخشاه فنحن لا نخشى على الحكام فالحكام أشخاص وهم زائلون ولكن الشعوب تبقى وينبغي أن نفكر في العلاقات التي تنتج بين هؤلاء مستقبلا دون شوائب.
ما هو موقفكم في العدل والاحسان تجاه ملف الصحراء الغربية ؟
ملف الصحراء يتواجد بالأمم المتحدة، وقد أخذ طريقه داخل أروقة هذه الهيئة، ونحن نقول في كل مناسبة على أن الصحراء جزء من الوطن العربي ونحن ضدّ التفرقة من أساسها ولكن الوحدة ينبغي أن تكون على أسس واضحة وأن تكون الأمور على بيّنة.
في اعتقادكم أي دور يمكن أن يلعبه الدعاة في كل من الجزائر والمغرب في إعادة اللحمة بين الشعبين والتقريب بينهم ؟
إننا في العدل والاحسان نؤمن بالدور الذي يلعبه الدعاة والمفكرين في صناعة لحمة بين الشعوب ليس فقط بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري وإنما في مختلف الأوطان العربية، ويعتبر هذا الدور الركيزة الأساسية في مشروعنا المجتمعي، لا يسعني الحديث عنه الآن ولكننا نؤمن بأن مشاركة الدعاة والمفكرين مهمة وضرورية كما للساسة دور فيها، وأريد أن أؤكد على أن صناعة الوحدة داخل المجتمعات والتقارب وصناعة الاستقرار أصبحت اليوم مطلبا إنسانيا بل وشرعي في ظل الشتات والتفرقة التي تحاك ضد الأوطان والشعوب من قبل قوى غربية همها الأول والأخير خدمة مصالحها.
حاورته: خولة بوشويشي