الوطن

الأفالان: توجهات سعداني لا تخضع لأي إملاءات

برر التحول في خطاب سعداني بوجود "خطر داهم" يعصف بالجزائر

  • الجزائر بحاجة لإجماع سياسي تصنعه السلطة والمعارضة!

 

برر حزب جبهة التحرير الوطني التحول في الخطاب لدى أمينه العام، عمار سعداني في الآونة الأخيرة وهو الخطاب الذي قرأته الكثير من الأطراف السياسية بكونه "مهادنا للمعارضة"، بكونه ناتج عن التحديات الكبيرة التي تواجهها الجزائر اليوم، سواء على الجبهة الداخلية أو الجبهة الخارجية في ظل وجود ما أسماه الأفالان في بيان نشره على موقعه الإلكتروني بـ"الخطر الداهم الذي يهدد الجزائر"، وكذا "تنامي التهديدات المتعددة الأشكال والأوجه"، في الوقت الذي تنفي فيه قيادة الأركان عن طريق الفريق أحمد قايد صالح وجود هذا الخطر وهو ما يعتبر تضارب واضح في تصريحات الأطراف المحسوبة على السلطة.

كما اعتبر الحزب العتيد أن غياب الاجماع السياسي وتنامي الهوة بين قوى المعارضة والسلطة ما خلق انسدادا في الأفق، واعترف الحزب بكونه القوة السياسية الأولى في البلاد وأنه قادر بصفته حزب الأغلبية قيادة البلاد وحكمه لكنه يرى بأن الظروف الحالية الداخلية والاقليمية تدفع به للبحث عن إجماع سياسي رفض الكشف عن آليات تحقيقه أو طبيعته أو من يقوده، خاصة وأن الأفالان سبق له وأن رفض مباركة مبادرة الاجماع الوطني التي يرافع لها الأفافاس بقيادته الحالية ما يطرح التساؤل حول نوعية الاجماع السياسي الذي يريده الأفالان الذي لا يتحدث من فراغ وإنما من إملاءات أطراف أخرى تدعمه وهو ما تأكد في الكثير من المواعيد السياسية التي عاشتها الجزائر في الفترة الماضية خاصة تلك التي حدثت منذ تزكية عمار سعداني في منصب أمين عام للأفالان.

وقال البيان الذي صدر في الساعات القليلة الماضية عبر الموقع الرسمي للحزب، دون الإشارة إلى الطرف الذي كتبه أو خلفية هذا الإعلان عن وجهة نظر الحزب تجاه تصريحات الأمين العام عمار سعداني الذي يتواجد في الوقت الحالي خارج حدود الوطن، لارتباطات خاصة لديه بالأراضي الفرنسية تتعلق بالتحقيقات التي باشرها القضاء الفرنسي معه قبل أشهر، بشبه الفساد المالي كما قالت بعض التقارير الإعلامية هناك، بأن الحزب العتيد يعرف منذ دورة اللجنة المركزية المنعقدة بفندق الأوراسي يوم 29 أوت 2013 وهذا على مستوى جميع القطاعات التي استحدثت منذ تولي سعداني قيادة الحزب، خطابا جديدا وصف بـ" المعتدل" على مستوى الساحة السياسية، وهو الخطاب الذي ينادي بـ"لم صفوف الأحزاب السياسية والجمعيات والمجتمع المدني" و"التحاور ووضع الخلافات جانبا والعمل على بناء إجماع وطني"، إلى قيل بأنه "يمثل أحد أهم المبادئ التي ينادي بها حزب جبهة التحرير الوطني". واعتبر البيان بأن "الخطاب الجديد الذي ينادي به سعداني ليس وليد الظرف الراهن ولا هو وليد الصدفة أو نتيجة إملاءات من أي كان، بل هو نتيجة وعي صادق بمستوى التحديات والرهانات، التي تواجهها الجزائر على كافة المستويات وقناعة راسخة لدى قيادة الحزب" خاصة في الوقت الراهن الذي تعرف فيه الجزائر مستوى عال من" الخطر الداهم".

واعتبر الحزب العتيد بأن وجود حالة من الانسداد في الآفاق وزيادة الهوة بين السلطة والمعارضة وتجاهل هذه الأخير للسلطة بالرغم من حاجة الطرفين لبعضهما البعض، تعتبر أيضا سببا من أسباب التحول في خطاب حزب الأغلبية الذي أكد البيان على أنه حزب قادر ويستطيع الحكم لوحده، إلا أن الوضع الراهن يجعل الجزائر بحاجة إلى تحقيق اجماع سياسي وطني، وهو يأخذ الآن أولوية أكبر وأكثر من أي وقت مضى، ومن هذا المنطلق فإن الأفالان يسعى إلى دعوة كل الأحزاب بمختلف مكوناتها ودون إقصاء أو تمييز للحوار بين بعضها البعض والمشاركة في وضع أرضية جديدة للدولة المدنية.

وأوضح الحزب العتيد، بأن الوضع الإقليمي والدولي المتميز بعدم الاستقرار وتنامي التهديدات المتعددة الأشكال، والتي أجبرت الجزائر على الدخول في حرب استنزاف للطاقات والموارد والجهود على امتداد حدودها إلى أجل غير مسمى، يجعل مسعى الحزب يتوجه اليوم" برسالة واضحة للداخل والخارج أن الحزب بمارس السياسة في أرقى صورها، فإذا كانت بالأمس الديمقراطية تداس باسم الوطنية، فاليوم نحن في الافلان نناضل لكي لا تداس الوطنية باسم الديمقراطية".

خولة. ب

من نفس القسم الوطن