الوطن

"السلطة تخيفنا بليبيا.. وعلينا تخويفها بتجربة تونس"

نداء تونس يشبه بروز الأراندي عام 97، ناصر جابي

 

أكد أمس الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع السياسي ناصر جابي ان الانتخابات التشريعية الناجحة التي جرت في تونس، تدفعنا إلى البحث عن أسبابها العميقة التي كسرت المنطق العربي السائد، في تزوير الانتخابات وارتباطها بالعنف وعدم جديتها كآلية للتداول السلمي على السلطة وإنتاج النخب والتغيير السياسي، خاصة بالنسبة لنا في الجزائر أصحاب التجربة الانتخابية الفاشلة. 
وعاد ناصر جابي إلى الأسباب التي يراها موجودة في المجتمع التونسي ونخبه أساسا، وعلى رأسها يأتي ذلك التجانس الاجتماعي عكس حالات عربية أخرى (مصر وسوريا). فماذا تعكس نتائج هذه الانتخابات بالذات؟ يتسائل الباحث الجامعي وهل فعلا نحن أمام خسارة للتيار الإسلامي، كما يريد أن يقنعنا البعض؟ وماذا يمثل "نداء تونس" هذا الذي ذهب بعض الجزائريين إلى تشبيهه بذلك "الطفل" الذي ولد بقيصرية عندنا في 97 وهو... "بشلاغمو". والأهم من ذلك ربما، ماذا تعكس هذه الانتخابات على مستوى التوازنات بين النخب وماذا تعني من الناحية السوسيولوجية... الخ. 
وتابع جابي في البداية وعكس ما هو متداول على المستوى الإعلامي وحتى السياسي.. لا أظن أن التيار الإسلامي ممثلا في النهضة قد خسر هذه الانتخابات. فقد أكدت نتائج الانتخابات استمرارية حركة النهضة كقوة رئيسية ثانية ليست بعيدة جدا من حيث النتائج عن نداء تونس الذي أعلن على فوزه كقوة سياسية أولى. 
النهضة التي حصلت على هذه النتائج في التشريعيات، بعد ثلاث سنوات من الحكم، مما يؤكد مرة أخرى تجذر هذا التيار وقوة حضوره، ليس من الأكيد أن نتائج نداء تونس ستكون بالمثل، بعد تجربة الحكم في الانتخابات التشريعية المقبلة.
نعود الآن إلى نداء تونس الذي دوخ الكثير من المتابعين للشأن التونسي. وهو ما يجعلنا نحاول القيام بنوع من سوسيولوجية الانتخابات التونسية ولو بشكل سريع وsommaire بالضرورة. نداء تونس حزب سياسي غير متجانس، عكس النهضة العقائدية، فهو خليط من الدساترة القدماء والنيو بورقيبيون والكثير من أبناء الفئات الوسطى الحضرية الخائفة من "الزحف الريفي" كما غناه المطرب عبد المجيد مسكود. 
وأضاف جابي في مشاركة له عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك ان ‘نداء تونس‘ يمثل كذلك استمرارية الحضور السياسي للمجتمع التونسي العصري وفئاته البرجوازية الصغرى وحتى الكبيرة في مدن الساحل.
وفي رأي الدكتور ناصر جابي ان الأهم من كل هذه التفاصيل بأن هذه الانتخابات الناجحة تبين أن تغيير أنظمتنا السياسية نحو الأحسن عملية ممكنة، إذا توفرت شروط محددة من بينها استقرار اجتماعي واقتصادي معقول ونخبة سياسية توافقية وخوف على مستقبل البلد. مما يحيلنا مباشرة إلى أوضاعنا نحن في الجزائر وتأثير ما حصل في تونس عليها.
متابعا بالقول "إذا كان النظام يخيفنا ويهددنا.. بل ويبتزنا بما يحصل في لبيبا، فنحن كمجتمع ونخب وأحزاب سياسية نملك ما نخيفه به الآن. انتخابات تونس وانتقالها الديمقراطي السلس وتجربتها الرائدة القريبة منا جغرافيا واجتماعيا وثقافيا".
محمد. ا 

من نفس القسم الوطن