الوطن

الدستوريون و أتباع بن علي يعودون عبر نداء تونس

بحصوله على أغلبية نسبية في نتائج الانتخابات التشريعية

 

بحصوله على نسبة 38% من الاصوات حسب النتائج الاولية تشير كل القراءات إلى أن حزب نداء التونسي سوف يكلف بتشكيل الحكومة المقبلة وهو ما يعني تحديدا عودة واضحة للدستوريين من أتباع حزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بعد ثلاث سنوات من ثورة 15 جانفي 2011 التي انهت حكمه الفردي.

وبحسب النتائج الاولية فقد حصد نداء تونس حوالي 38 بالمائة من مقاعد البرلمان مقابل نحو 31 بالمائة حققها حزب النهضة، وتعتبر نسبة 38 % أغلبية نسبية ستدفع بحزب النداء إلى التحالف مع اطراف سياسية اخرى لضمان الأغلبية البرلمانية التي تسمح له بتشكيل الحكومة الجديدة.

وحقق نداء تونس بهذه النتائج مفاجأة محدودة وأسبقية نسبية عن النهضة، أكبر الأحزاب الفائزة بانتخابات أكتوبر 2011، الخاصة بالمجلس التأسيسي، خاصة أن معظم التوقعات كانت تذهب باتجاه أن يكون نداء تونس بزعامة الباجي قايد السبسي، الحزب "الثاني" في البرلمان بعد النهضة. وفي انتظار النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية التونسية التي ستعلن عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، يسجل تقدم لحركة نداء تونس على حساب حركة النهضة بفارق أكثر من عشرة مقاعد.

وكان واضحا منذ تأسيسه في جوان 2012، أن حزب نداء تونس هو بمثابة ائتلاف غير معلن بين محسوبين على حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل، حزب الرئيس السابق زين العابدين بن علي، ونقابيين ويساريين من مختلف مشارب اليسار وبعض المستقلين. و يطرح النداء نفسه بديلا في الحكم عن حركة النهضة وحلفائها في "حكومة الترويكا" التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، والمؤتمر من أجل الجمهورية.

 

ويذهب مراقبون إلى أن سيطرة حزب النداء على جهاز إعلامي نافذ قوي وقادر كان له تأثير قوي في تخويف الرأي العام من الحالة الامنية ودفعهم إلى التصويت على حزب النداء، محملين النهضة والترويكا الحاكمة مسؤولية تنامي الظاهرة الإرهابية.

وترى قراءات أن التجمعات الانتخابية لحركة النهضة أبرزت قدرة عالية على الحشد والتنظيم خلال الحملات الدعائية مقارنة بباقي القوى بما فيها نداء تونس، وهو ما جعل منافسيها يخافون من قوتها ويتحدون ضدها من خلال تحالفات انتخابية سرية محتملة لحسن إدارة المعركة وإلحاق هزيمة "بعدو" لا ينفع معه التشتت. ولعل ما يثبت هذا التحالف غير المعلن لدى ما يطلق ممثلي النظام القديم من "الدستوريين" الذين ترشحوا على قوائم حزبية متعددة، هو ما أكدته بعض المصادر المطلعة أن أحد زعامات حزب "دستوري" (منتسبي النظام السابق)  صوت في مركز انتخابي لم يحصل فيه حزبه الذي يدعمه على أي صوت تقريبا، ما يعني ضمنا أنة قد يكون صوت وأنصاره لنداء تونس.

ويذهب البعض إلى ان بعض اليساريين في بعض الدوائر قد صوتوا تصويتا "مفيدا" لفائدة "تغيير موازين القوى" لنداء تونس ما جعل هذا الحزب يحصل على أعلى نسبة من المقاعد في "مجلس نواب الشعب" القادم.

وبحسب بعض المتابعين فإن الفشل في إدارة الملفات الاقتصادية والمطالب الاجتماعية الملحة من جانب النهضة في عهد حكومة "الترويكا" يبقى غير مؤثر بنفس درجة فشل إدارة معركة "تشويه الصورة" عبر فضائيات وإذاعات ساهم اعضاء من النهضة في توسيع دائرة تاثيرها عبر حضور غير مدروس في برامج هذه الفضائيات.

كما يذهب خبراء ومتابعون إلى أن نداء تونس قد وجد أكثر من حليف يناصره حتى من خارج طيفه السياسي، في الوقت الذي لم يكن هناك متاح حليف قوي مؤثر أمام حركة النهضة التي واجهت منفردة أكثر من قوى سياسية.

م-د

 

من نفس القسم الوطن