الوطن

الجزائريون والحكومة على أبواب "السنوات العجاف"

توقعات "سوداوية" بـما دون 80 دولار لبرميل النفط عام 2015

 

 

تنبأت توقعات الخبراء والتقارير الدولية المتخصصة أن سنة 2015 ستكون من "السنوات العجاف" على الجزائريين والحكومة على حد سواء، بسبب زعزعة تهاوي اسعار النفط إلى ما دون 80 دولار للبرميل الواحد لخزينة الدولة، فقد خفض امس بنك "غولدمان ساكس" الامريكي توقعاته لسعر النفط في عام 2015 لتصبح الأدنى بين توقعات المؤسسات المالية الكبرى، وذلك في أعقاب نزول الخام نحو 25 بالمئة على مدى الأشهر الخمسة الأخيرة.

وقال بنك الاستثمار الأمريكي إن الزيادة في الإنتاج ستفوق الطلب وهي توقعات تزيد من الضغط على أسعار خام برنت. وذكر محللون من غولدمان في تقرير نشر مساء أمس أن البنك يتوقع تراجع سعر خام غرب تكساس إلى 75 دولارا للبرميل ونزول خام برنت إلى 85 دولارا للبرميل في الربع الأول من العام المقبل. وتقل التوقعات الجديدة 15 دولارا عن التقديرات السابقة وخام برنت هي سلة اوبك.

وقال البنك إن خام غرب تكساس قد ينزل إلى 70 دولارا للبرميل وبرنت إلى 80 دولارا للبرميل خلال الربع الثاني من العام المقبل حيث ستبلغ تخمة المعروض ذروتها قبل أن يعودا إلى مستويات الربع الأول. وتتناقض توقعات غولدمان ساكس مع توقعات بول هورسنل محلل النفط في بنك "ستاندرد تشارترد" الذي يتبنى رؤية أكثر تفاؤلا. وتوقع غولدمان أن ينمو الإنتاج خارج أوبك على أن يقود هذا الاتجاه البرازيل وعمليات تنقيب في خليج المكسيك مع انتهاء أعمال صيانة مكثفة في المياه العميقة أعقبت كارثة ماكوندو في 2010. وبالنسبة لدول أوبك من المتوقع أن يرتفع إنتاج العراق بواقع 200 ألف برميل وأن يستقر إنتاج ليبيا عند 700 ألف برميل مقارنة مع مستوى الإنتاج في الفترة الأخيرة والذي بلغ نحو 900 ألف برميل. ومن المستبعد أن يسجل إنتاج إيران وصادراتها مزيدا من النمو نظرا لأن محللي جولدمان ساكس لا يتوقعون توصل طهران لاتفاق مع الغرب بشأن برنامجها النووي قبل انتهاء المهلة المحددة للمفاوضات في 24 نوفمبر بما يعني عدم رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.

 

"كوميرسانت": انخفاض تحت 80 دولارا للبرميل، سيؤثر على تغطية ميزانية الدولة

في المقابل ذكرت امس صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية في مقر الرئيس الروسي بمدينة سوتشي تركزت أساسا على مناقشة توريد الأسلحة إلى دولة الإمارات ومشكلة الضغوط الأمريكية على منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك". ولم تذكر الصحيفة في تقريرها مزيدا من التفاصيل عن الأمور التي ركزت عليها المباحثات.

وأضافت صحيفة "كوميرسانت" الروسية المعنية بشؤون الاقتصاد، أن المحادثات بين بوتين وبن زايد تناولت بشكل أساسي أسعار النفط، لكون الإمارات عضو في الأوبك كما أنها مع دول قليلة تقاوم الضغوط الأمريكية على أوبك لزيادة الإنتاج وبالتالي انخفاض سعره في السوق العالمية. وقالت الصحيفة في تحليل، إن انخفاض أسعار النفط إلى 80 دولارا للبرميل، سيؤثر على قدرة الدول الأعضاء في أوبك لكسب ما يكفي لتغطية الميزانيات الكبيرة بعد أحداث "الربيع العربي"، وقدرتها على خدمة ديونها دون التخلف عن السداد.

يذكر أن أوبك تنتج نحو ثلث الاحتياج العالمي من النفط، وتأسست في سبتمبر عام 1960 في بغداد، باتفاقية وقعها العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا، ثم انضمت بقية الدول الأعضاء تباعا.وتضم أوبك حاليا العراق، وإيران، والسعودية، والإمارات، وأنجولا، والكويت، وقطر، وفنزويلا، والإكوادور، وليبيا، والجزائر، ونيجريا.

 

"يو إس إيه توادي": خمسة أسباب تقود إلى عدم توقع ارتفاع أسعار النفط

من جانبها استعرضت صحيفة " يو إس إيه توادي" الأمريكية الأسباب التي تؤدي إلى عدم ارتفاع أسعار النفط العالمية مستقبلا وقالت الصحيفة إن أسعار النفط قد مرت في الآونة الأخيرة بسلسلة من التراجعات لم يُرى مثيلها منذ العام 2012، موضحة أن الزيادة المستمرة في أسعار النفط لا تتُرجم فقط إلى أسعار عالية في المنتجات البترولية ولكن أيضا إلى ارتفاع أسعار السلع بسبب الإنتاج المتزايد وتكاليف النقل.

وثمة خمسة أسباب تقود إلى عدم توقع ارتفاع أسعار النفط وهي الطفرة في قطاع الطاقة بالولايات المتحدة الأمريكية وثانيا الشرق الأوسط وأوبك حيث أن المملكة العربية السعودية قد أخبرت الدول الأعضاء في أوبك بأنها ستشعر بالارتياح إذا ما هبط سعر النفط إلى 80 دولار للبرميل لمدة عام أو اثنين. اما ثالث سبب فهو إخفاق السلع فالطلب العالمي على السلع ضعيف بسبب التراجع في الأسواق الناشئة وفي أوروبا أيضا إلى جانب مخاوف من الانكماش الاقتصادي في أوروبا واخيرا توجهات المخزون والرهانات التي تتم على عمليات التداول في واشنطن.

 محمد. أ


من نفس القسم الوطن