الوطن

هناك ثلاث معسكرات لتدريب الجهاديين بجنوب ليبيا

حسب تقارير استخباراتية غربية وخبراء في الشأن الليبي

 

 

قال خبراء في الشأن الليبي إن جنوب ليبيا بات مقرا لمعسكرات سرية لتدريب الجهاديين وإرسالهم إلى سوريا والعراق، وتتحدث تقارير اخبارية عن وجود ثلاث معسكرات تستقطب الجهاديين من مختلف جهات العالم، وتمكنت مصالح الاستخبارات الغربية من رصد مكان هذه المعسكرات عن طريق الطائرات بدون طيار، وأفادت التقارير أن الإرهابيين والميليشيات الليبية لها علاقات وثيقة فيما بينها وأن طريق شمال مالي مرورا بالنيجر والتشاد هو مثلث العبور الذي تستعمله الجماعات الجهادية لتنقلهم نحو مركز المعسكرات.

ونقل تقرير اخباري عن جايسون باك، وهو باحث في التاريخ الليبي في جامعة كامبريدج ورئيس موقع "تحليل ليبيا" على شبكة الإنترنت قال إن الجنوب الليبي "أكبر بكثير من مجرد منطقة عبور"، وأضاف المتحدث أن هناك روابط بين هذه الجماعات والميليشيات الإسلامية الليبية المتمركزة في الشمال الشرقي لليبيا"، ويعتقد الخبير جايسون باك أن "الجهاديين تراجعوا من شمال مالي إلى جنوب ليبيا وأنشؤوا معسكرات للتدريب وعملوا من هناك عبر شبكات التهريب"، وتتحدث التقارير عن تحول منطقة الجنوب الليبي إلى ملاذ آمن وطريق سهلة لعبور الإسلاميين الجهاديين الليبيين والأجانب في بلدان المغرب العربي وشمال إفريقيا، خصوصا أولئك المحملين بالأسلحة التي نهبت من الترسانة العسكرية للعقيد الراحل معمر القذافي، ويرى الخبراء أن هذا التحول في المنطقة دليل على تجدد أنشطة الجهاديين في الصحراء الليبية بعد العملية العسكرية الفرنسية التي استهدفت في 10 أكتوبر الجاري قافلة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال النيجر، قالت عنها الرئاسة الفرنسية إنها "كانت تحمل أسلحة من ليبيا إلى مالي"، وكان الموقع الاخباري ( الإقتصادية )، ووفقا لخبراء، فإن هؤلاء الجهاديين يمرون عبر ما يعرف باسم "مثلث السلفادور" الواقع بين مالي والجزائر والنيجر، والذي لطالما اتخذ طريقا لتهريب المهاجرين السريين والمخدرات، إضافة إلى تأمين تنقل سلس للإرهابيين بين شمال إفريقيا وبلدان منطقة الساحل والصحراء، ولا سيما عبر ليبيا التي لها حدود واسعة مع الجزائر والنيجر، واستغلت الجماعات الارهابية سقوط معمر القذافي في عام 2011 ونهبت ترسانته العسكرية، وازدهرت حركة تهريب الأسلحة في هذه المنطقة خصوصا مع الحدود الواسعة التي يسهل اختراقها، والتي تخرج عن نطاق السيطرة. 

وفي سياق متصل، قال محمد محمود الفزاني الأكاديمي الليبيإن "الجنوب الليبي أصبح ملاذا للمتشددين بعد الحملة العسكرية الفرنسية في مالي وسقوط النظام في ليبيا"، لافتا إلى أن "الحدود بين النيجر وليبيا والجزائر تصعب جدا مراقبتها". ويرى هذا الخبير أن المنطقة الشاسعة سهلة الاختراق ولا يمكن لأي قوة عسكرية أن تدعي القدرة على السيطرة عليها ما لم تملك أحدث التقنيات". وأوضح الفزاني وهو الخبير في الحركات الإسلامية أن "المتشددين يعرفون تماما المنطقة ويمكنهم التسلل كما يحلو لهم بلا مشاكل وهم على اطلاع جيد بالأوقات المناسبة للتسلل من خلال عيونهم في عدة مناطق بل وفي مؤسسات الدول الرسمية". وأكد الفزاني أن مناطق الجنوب الليبي كانت مقرات دعم لوجستي للحركات الجهادية في تلك المناطق، وكان آخرها والمعلن عنه هو الدعم الذي قدمه ليبيون متشددون للذين اقتحموا حقل الغاز في آن أمناس في الجزائر في جانفي 2013 والذي راح ضحيته 37 أجنبيا". وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "إن الجهاديين لا يتمركزون في منطقة من مناطقنا ولكنهم يتنقلون بأريحية عبر الحدود والصحراء الشاسعة من وإلى ليبيا". وتتحدث التقارير الاخبارية عن سيطرة الجماعات الجهادية فعليا على مدينة درنة شرق ليبيا، في حين تسيطر ميليشيا أنصار الشريعة التي صنفتها واشنطن في جويلية، وطرابلس في أوت "جماعة إرهابية" على جزء كبير من بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، وكانت السلطات الانتقالية الليبية قد قللت حدة التقارير بشأن وجود الجهاديين في الجنوب، لكنها تراجعت في موقفها خصوصا بعد فقدانها السيطرة على طرابلس في أواخر شهر أوت، وسقوط بنغازي بأيدي الميليشيات الإسلامية. ووفقا لمسؤول في جهاز المخابرات الليبية "هناك تقارير عن وجود ثلاثة معسكرات سرية" في جنوب ليبيا، حيث يتم تجنيد مئات الجهاديين من شمال إفريقيا، وإفريقيا الوسطى وغربها إضافة إلى جنوب الصحراء الكبرى وتدريبهم ليتم إرسالهم فيما بعد إلى شمال مالي أو سورية أو العراق. وأضاف أن "هذه المعسكرات باتت الممول الأول بالجهاديين الجاهزين للقتال مع مختلف الجماعات المتشددة في أماكن متعددة من العالم".

م. ح

من نفس القسم الوطن