الوطن

"نجاح الديمقراطية في تونس أمل ومطلب شعبي عربي"

سياسيون وخبراء يقرون بنموذجية التجربة ويؤكدون لـ"الرائد":

 

 

 تعيش عاصمة الربيع العربي، تونس التي كانت شاهدة على ميلاد الشرارة الأولى لتجربة "الربيع العربي" على وقع انتخابات تشريعية ستمهد لرئاسيات مقبلة بعد أسابيع من الآن، يجمع الكثيرون على أنها أول تجربة انتخابية في البلدان العربية التي تتم بطريقة ديمقراطية توافقية، وتجمع القوى السياسية في تونس على نزاهة الانتخابات بعدما تحققت كل وسائل النزاهة ومنها على سبيل المثال لا الحصر تحقيق مطلب يعتبر في غالبية الدول العربية مرفوضا وهو تأسيس هيئة مستقبلة توكل لها مهمة الاشراف والتحضير للانتخابات، القوى السياسية في تونس تجاوزت هذه المرحلة مبكرا في خطوة اعتبرها الكثير من الأطراف بأنها ستؤسس لعهد جديد في البلدان العربية التي ترافع للتغيير وتحقيق الانتقال الديمقراطي السلمي والصحيح يكون فيه الكلمة والرأي للشرعية ولإرادة الشعب في خطوة تسوق لتجربة سياسية ناضجة، مهدتها خطوة انتخاب هذه الهيئة التي كانت مستقلة في كل شيء، ما دفع بالكثير من الأطراف المتابعة للحدث تؤكد على أن الفائز مهما كان الحزب الذي سيمثله، فهو قد جاء عن طريق الصندوق الذي ظل لعقود عديدة غائبا عن تونس كما هي غائبة اليوم عن الكثير من الدول العربية، وهو ما أكدت عليه بعض القوى السياسية والمتابعين للمشهد السياسي في الدول العربية عموما وفي الجزائر خصوصا على أنه يبقى حجر الزاوية لتحقيق مطلب التغيير السلمي والسلس لأي سلطة.

 

 عبد جاب الله: تونس تقدم نفسها كتجربة ناجحة عن الربيع العربي

يقول الشيخ عبد الله جاب الله زعيم التيار الإسلامي في الجزائر، ورئيس جبهة العدالة والتنمية، بأن التجربة التونسية تسير بخطوات متزنة وتؤسس لمستقبل ديمقراطي تعددي سليم، كما تؤسس لإمكانية نجاح تجربة الربيع العربي على الأقل في تونس بعد أن فشلت التجربة في مصر واليمن، وهذا كله معلق على شرط أن لا يتعرض هذا الانتقال الديمقراطي الذي تشهده تونس اليوم لأي محاولات لإجهاضه من قبل ما وصفهم بـ"القوى الرافضة للتغيير"، وهي القوى التي قال بأنها عملت على تدمير الربيع العربي وإجهاضه في مصر وفي اليمن.

واعتبر المتحدث في تصريح له لـ"الرائد"، أن منح مهمة مراقبة في نجاح التجربة والبناء الديمقراطي في تونس وهو ما طالبنا به في الجزائر ورفضت السلطة أن تعمل به وتونس اليوم تقدم نموذجا حقيقيا لنجاح هذا المطلب الذي ستكون له آثار إيجابية على الشعب والسلطة والنظام الذي ستفرزه الانتخابات فيما بعد بغض النظر عن هوية من سيفوز في آخر المطاف.

 

الأفالان: الانتخابات التونسية مخرج نهائي للأزمة التي مست دول الربيع العربي

قال الناطق الرسمي باسم جبهة التحرير الوطني، السعيد بوحجة، بأن حزب جبهة التحرير الوطني، يتابع باهتمام كبير جدا الحدث التاريخي في تونس، من خلال بناء مؤسسات الدولة، وإرساء قواعد الديمقراطية، ويعتبر المتحدث بأن التونسيون على وعي كبير جدا، بأنهم اتفقوا فيما بينهم على بناء أسس وقواعد الديمقراطية، وتعتبر هذه الانتخابات مخرج نهائي، من الأزمة التي تتخبط فيها باقي الدول التي مسها الربيع العربي.

هذا وأكد القيادي في الأفالان وعضو المكتب السياسي، في تصريح لـ"الرائد"، بأن هذه الانتخابات انفراج كبير على المستوى الأمني سواء بالنسبة لتونس أو الجزائر أو دول الجوار.

 

عثمان لحياني: التجربة التونسية تؤكد أن العقل السياسي العربي قادر على إنتاج تجربة سياسية ناضجة

يقول الإعلامي والكاتب الصحفي عثمان لحياني في حديث له مع "الرائد" بأن التجربة التونسية تؤكد أن العقل السياسي العربي قادر على انتاج تجربة سياسية ناضجة، بالغة في التوافق والتنافس النزيه، فتونس اليوم من خلال الانتخابات الديمقراطية التي تجرى فيها، تثبت قدرة الإنسان العربي على بناء نموذج حضاري، ليس بالضرورة بالعنف وقوة السلاح. واعتبر المتحدث الذي سبق له وأن أصدر مؤلفا حول الأوضاع السياسية في تونس وحمل عنوان" تونس... حالة ثورة: محنة الديمقراطية والنجاح الممكن"، قدم فيه رؤيته الشخصية للتطورات السياسية والاجتماعية في تونس بعد الثورة اعتمادا على تغطياته الحية للأحداث هناك، بأن تونس من خلال هذه الانتخابات تخطو في أفق التحول الديمقراطي، وتنتقل في مسار الثورة السلمية على منظومات الديكتاتورية، وتتقدم باتجاه ازالة ركام الحكم الفردي، وتتوجه إلى امتلاك أسباب الممارسة الحرة للرأي واستبعاد التطرف والفردانية وادعاء الحقيقة، وتستدرج نحوها المستقبل، وجمود مجتمع مدني قوي في تونس ومستوى تعليمي متميز وقيادات سياسية حزبية لديها الحكمة والرجاحة السياسية لتقدير مصلحة تونس رغم الاخفاقات الاولى والعثرات التي عرفها مسار التحول الديمقراطي، كالشيخ الغنوشي والرئيس المرزوقي وحمة الهمامي ونجيب الشابي وغيرهم، عوامل ساهمت في توفير ضمانات للتجربة الديمقراطية والانتقال السلمي الذي يساعد على اعادة بناء منظومة الحكم وفق وقاعد الديمقراطية واحترام الحريات وحقو الانسان والرأي والرأي الاخر وتوفير مساحة تقف عليها كل الاطراف.

 

عادل الحامدي: تونس اليوم أمام محطة حقيقية للانتقال من مرحلة الانتقال الديمقراطي نحو مرحلة الاستقرار

يرى الخبير في الشؤون التونسية ومدير مكتب وكالة قدس برس بلندن عادل الحامدي في تصريح لـ"الرائد"، أن تجربة الانتخابات التشريعية في تونس، تضع تونس أمام محطة حقيقية للانتقال من مرحلة الانتقال الديمقراطي التي أفرزتها المرحلة السابقة التي تلت الثورة إلى مرحلة الاستقرار، التي تعتبر تجربة وانجاز غير مسبوق في البلدان العربية ومن الصعب أن تتكرر إلا عن طريق السير وفق المنهج الذي سارت عليه تونس اليوم بداية من الشعب وصولا إلى القوى السياسية التي تخلت عن الخلافات وبحثت عن قواسم مشتركة تهدف للبحث عن الاستقرار الحقيقي، وأشار المتحدث في سياق متصل أن القواسم المشتركة ساعدت على الذهاب نحو طي المرحلة المؤقتة التي كانت ولا تزال محط أنظار الكثير من القوى السياسية العربية والدولية التي تنظر بقلق وبتفاءل تجاه ما ستنتجه تجربة الربيع العربي اليوم في تونس على اعتبار أن هذه الانتخابات والانتخابات الرئاسية القادمة ستكون اختبارا حقيقيا لهذه الثورة.

ويرى المتحدث بأن عوامل سياسية واجتماعية وتحديات إقليمية عديدة ساعدت على تحقيق ما وصلت إليه اليوم التجربة التونسية وبغض النظر عن ما ستفرزه صناديق الاقتراع فيما بعد، فإن الأهم عند الكثير من الأطراف هو إحدى دول الربيع العربي نجحت في فرض منطق كان ولا يزال من الممنوعات في مختلف المواعيد الانتخابية التي تحدث في الكثير من الدول وهي منح مهمة تنظيم والإشراف على الانتخابات لهيئة مستقلة هيئة منتخبة وهو يعتبر" انجازا غير مسبوق" في البلدان العربية.

ويؤكد الحامدي من خلال رؤيته لمسار التجربة الانتخابية في تونس اليوم، بأنها نجحت إلى حدّ كبير في التأثير على باقي التجارب في الأوطان العربية مستقبلا، خاصة وأن الاختلاف المسجل اليوم بين التونسيين سيبقى مرهونا فقط بجوانب سياسية وهي تدخل ضمن المسار السياسي العادي، وتوقع المتحدث أن تفرز تونس مستقبلا تجربة ديمقراطية حقيقية عن طريق صناديق الاقتراع.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن