الوطن

"الكيدورسي" يقلل.. والإعلام الفرنسي يهاجم القرار الجزائري

بعد اعتراض السلطات نقل جماجم رهبان تيبحرين إلى باريس

هاجمت صحف فرنسية ومسؤولين مقربين من التحقيق في قضية رهبان تيبحرين الحكومة الجزائرية بعد ان رفضت نقل رفات من جماجمهم إلى باريس هذا في الوقت الذي قلل مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، من تعثّر مسار التحقيق في القضية. 
 وعلقت "لوموند" الفرنسية أن انزعاج السلطات الجزائرية، بخصوص ملف رهبان تبحرين، والذي اتضح من خلال رفضها نقل عينات من بقايا رفات الضحايا من اجل تحليلها بفرنسا " ليس في مصلحتها". ونقلت الصحيفة في عددها امس السبت عن محامي عائلات الضحايا، باتريك بودوان، قوله إنه يتبين من خلال الملاحظات الأولية للبعثة الفرنسية على جماجم وفقرات الضحايا أنه من المرجح أن رؤوسهم قطعت بعد الوفاة.
ويظهر بودوان تشكيكا في الرواية الجزائرية عندما تساؤل زاعما لماذا ستعمد الجماعة المسلحة إلى قطع رؤوس الرهبان اذا كانت هي من أعدمتهم، مشيرا إلى أن مخلفات ذباب وجدت على جماجم الضحايا، ومن شأن تحليلها توفير عناصر أساسية لتحديد تاريخ وفاتهم. 
وقالت "لوموند" إن هذه العراقيل التي توضع في طريق البعثة الفرنسية التي زارت الجزائر، برئاسة القاضي مارك تريفيديك، تنضاف إلى الصعوبات العديدة التي تواجهها أسر الضحايا، مشيرة إلى أن الحكومة الجزائرية تعترض على قيام القاضي تريفيديك بالاستماع إلى شهود في عين المكان رغم موافقة الجزائر على زيارة البعثة. وحذرت الصحيفة من أن العينات قد لا يكون بالمقدور استغلالها مع مرور الوقت، مضيفة أنه على الرغم من أن الجزائريين أكدوا انهم سيقدمون تقريرا حول تحليلاتهم، فان هذا التقرير لن يحظى بأية مصداقية لدى القاضي تريفيديك بالنظر إلى الطابع السياسي للملف. اما صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، فقالت إن قرار السلطات الجزائرية، برفض تحليل هذه العينات بفرنسا، أثار استنكار عائلات الضحايا، وتابعت أن أقارب الضحايا يستنكرون العراقيل التي وضعت أمام التحقيق من أجل إجلاء الحقيقة، وتسليط الضوء على الظروف التي قتل فيها رهبان تبحرين، مشيرة إلى أن أقارب الضحايا الذين ينتظرون منذ عشر سنوات الوصول إلى الحقيقة حول مقتل هؤلاء الرهبان، يرون أن عرقلة الجزائر تقديم الدلائل يتعارض مع قواعد القانون.
اما وزارة الخارجية الفرنسية مسؤول الخارجية أمس، حسبما اورده موقع الوزارة الالكتروني، فان "تنقل الوفد القضائي الفرنسي إلى الجزائر (مارك تردفيتش وناتالي بو)، جرى في ظروف حسنة وجدير بنا توجيه الشكر للسلطات المستضيفة على الوسائل التي وفرتها له”، وقال إنه “على يقين بأن سلطات بلدينا القضائية، ستعرف كيف تحافظ على ظروف تعاون مثمر" حسب قوله. 
كما أكد مساعد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية أليكسندر جورجيني يوم الجمعة الماضي أن تنقل الوفد القضائي الفرنسي إلى الجزائر في إطار قضية اغتيال رهبان تبحرين جرى في ظروف "جيدة".
و أعرب جورجيني عن ارتياحه قائلا أن "تنقل الوفد القضائي الفرنسي إلى الجزائر جرى في ظروف جيدة ونشكر السلطات على الاستقبال الذي حظي به والوسائل التي وضعت تحت تصرفه". وأضاف قائلا "أنا على يقين بأن السلطات القضائية لبلدينا قادرة على توفير شروط تعاون مثمر". 

 محمد. أ/

من نفس القسم الوطن