الوطن

الأفافاس في مهمة مستحيلة

في انتظار ما ستسفر عنه باقي المشاورات

 

  • السلطة والمعارضة: ما يسوق حزب الدا الحسين.. "وهم" !

 

تبدو مهمة جبهة القوى الاشتراكية، الرامية لجمع الفرقاء السياسيين " سلطة ومعارضة على طاولة نقاش واحدة ضمن ندوة "الوفاق الوطني"، مستحيلة، فبعيدا عن الجلسات المغلقة التي عقدتها تشكيلة محمد نبو، السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية مؤخرا، لم تنجح هذه القيادة بزعامة القيادي في الحزب محند أمقران شريفي، في اقناع أكبر تجمع للمعارضة المنضوية في"التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي "أو" هيئة التنسيق والتشاور"، بمبادرة الاجماع الوطني بعد لقاء جمعها ولساعات طويلة بزعيم قطب التغيير علي بن فليس ورئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، فالأول كان واضحا وصريحا وقطع بصيص أي أمل لضيوفه في تبني التوافق مع نظام يقول إنه غير شرعي ولا يمثل الشعب. أما الثاني فقد سارع لرفض المبادرة قبل ساعات من عقد اللقاء الذي جمع الطرفين في الأيام القليلة الفارطة، وحتى أطراف السلطة التي اجتمعت مع تشكيلة الأفافاس سواء الأفالان أو الأرندي لازالت مواقفهم غير واضحة تجاه المشروع، وإن أبدى هؤلاء رغبتهم وموافقتهم المبدئية تجاه الورقة البيضاء التي حملها إليها نبو وتشكيلة الهيئة الرئاسية للحزب، ولكن الأنباء القادمة من داخل هذه الأقطاب تشير إلى أن أحزاب السلطة تتجه نحو رفض مبادرة الأفافاس وأن التعاطي معها يكمن في الاستماع إليها ليس إلا، ولا يختلف موقف أحزاب السلطة عن موقف رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، كثيرا لأن الرجل الذي كان متحمسا في البداية لمبادرة الوفاق الوطني سرعان ما أعلن ترحيبه ليس بالمبادرة فقط بل بكل المبادرات المطروحة للنقاش في الوقت الحالي في ظل ما وصفها بـ"عمق الأزمة".

لن تنتظر تشكيلة جبهة القوى الاشتراكية، حتى تحدد تاريخ ومكان عقد ندوة "الوفاق الوطني"، لتلتمس الرفض الذي تشهره أطراف عديدة في وجه مبادرتها، خاصة وأنها لحدّ كتابة هذه الأسطر ومرور أسبوع عن فتح باب الحوار والنقاش حول مبادرتها السياسية لم تجد أي داعم لها بالمفهوم الحقيقي للكلمة، لا من طرف قوى السلطة ولا من قوى المعارضة، فحزبا الموالاة الأفالان والأرندي الذين استقبلا تشكيلة الأفافاس، تشير مصادر مقربة منهم بأن التوجيه الذي وصلهم من قبل أطراف من السلطة سقفه يتمحور في الاستماع لمبادرة الأفافاس ليس إلا، وأن لا يتجاوب هؤلاء لا بالسلب ولا بالإيجاب مع مبادرة الوفاق الوطني وهو الأمر الذي يكون الأفافاس قد فهمه جيدا، كما يكون قد فهم هذا الرفض لمشروعه السياسي الجديد، الذي يريد أن يلعب من خلاله دور الوسيط بين السلطة والمعارضة، من قبل أهم حليف لهم ممثلا في رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، الذي تم عقد لقاء معه في الساعات الـ 48 الماضية ببيت هذا الأخير بالعاصمة، ورفض إبداء موافقته أو رفضه عن المحاور التي يريد من خلالها الأفافاس تحقيق مطلب التوافق.

ويرى عبد الرزاق مقري القيادي في التنسيقية بأن مبادرة الأفافاس بالنسبة للكثيرين "مضيعة للوقت"، ولم يكتف بهذا الوصف فقط بل أوضح بأن الأحزاب السياسية ليس في حاجة لوساطة من الأفافاس، خاصة بعد تشكيل هيئة بعد ندوة مزافران التي جرت في 10 جوان الماضي، والتي ضمت مختلف الأحزاب السياسية الجزائرية وعلى اختلاف مشاربها السياسية، وانبثق عنها هيئة التنسيق والتشاور التي تعتبر إطارا جامع لقوى المعارضة، ولديها مبادرتها السياسية التي عرضتها على السلطة وعلى المعارضة وأيضا على الشعب فكيف سنتعامل مع هذا المجهود؟ ووجه المتحدث انتقادات للأطراف التي تعمل على تشويه مسعى المعارضة رافضا التطرق لهذه الأطراف وتحديد من هي بالضبط.

ولم يكن رأي عبد الرزاق مقري، مغايرا عن رأي حلفائه في التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، التي سارعت إلى إظهار موقفها من المبادرة، وجولات الحوار التي يقوم بها الأفافاس اليوم، حيث اعتبرت في بيان صدر عنها عقب اجتماع عاجل نظم في الساعات الماضية بأن ما يسوقه أعرق حزب سياسي معارض في الجزائر "وهم"، داعيا جميع الأطراف السياسية والشعب الجزائر إلى عدم الانخراط فيه. وقال البيان بأن "الشعب الجزائري مدعو إلى الالتفاف حول مشروع الانتقال الديمقراطي والمعارضة الجادة وعدم الانجرار وراء الأوهام". وأضاف المصدر ذاته "لقد اتضح للتنسيقية بأن النظام السياسي، وبعد فشله في جولة المشاورات المزعومة حول الدستور التي لم تعرف نتائجها إلى اليوم، ما يزال يسعى بطرق ملتوية لجر الطبقة السياسية الواعية إلى مشاورات جديدة غير مجدية والتي بدأت في الآونة الأخيرة"، وعلى هذا الأساس طالب قادّة القطب قوى المعارضة إلى العمل على "المحافظة على رصيدها النضالي الذي حققته من خلال ندوة مازافران والتنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي وقطب التغيير والخبراء والشخصيات الوطنية التي تجمعت على أرضية مشتركة للحريات والانتقال الديمقراطي ضمن هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة".

ولم تمهل هذه القوى مبادرة الأفافاس حتى تنضج أو تتوضح معالمها في قادم الأيام وسارعت إلى إشهار ورقة "الفشل" تجاه هذا المشروع، في انتظار ما ستسفر عنه باقي المشاورات التي قال محمد نبو خليفة أحمد بيطاطاش على تشكيلة جبهة القوى الاشتراكية في تصريح لـ"الرائد"، بأنها ستضم أطرافا من الجبهة الإسلامية للإنقاذ" الفيس"، وشخصيات وطنية وأخرى حزبية من تيار الموالاة والمعارضة إلا أن أطرافا عديدة ترى بأن مهمة حزب الداء حسين تبدو "صعبة" و"مستحيلة"، خاصة وأن اللقاءات المبرمجة هذا الأسبوع وقادم الأيام ستكون مع أحزاب وشخصيات تتهم الأفافاس بتوافق مشبوه مع السلطة.

آمال طيهار

من نفس القسم الوطن