الوطن

الدعم الأوروبي لاستخراج الفحم الحجري يهدد الغاز الجزائري

مسؤول جزائري يستغرب من الدعم الكبير الذي يتجاوز 10 مليارات أورو

 

 

 نقلت امس وكالة "إيفي" الإسبانية تصريحات مسؤول جزائري وهو أحمد حشاد خلال المؤتمر الذي تحتضنه باريس حول مصادر الطاقة بضرورة "سياسة منصفة" في التعاطي مع مختلف مصادر الطاقة. وشدد على أن سياسة الاتحاد الأوروبي هي بمثابة "عقاب" للغاز. وأبرز موقف الجزائر الرسمي الذي يطالب من الاتحاد الأوروبي التقليل من دعم الفحم الحجري لإعطاء فرص منصفة للغاز الجزائري في السوق الأوروبية، مستغربا من الدعم الكبير الذي يتجاوز عشرة مليارات اورو.

ورغم الأزمة الأوكرانية التي ترتب عنها تحكم روسيا في الغاز المصدر نحو أوروبا، لم تنجح الجزائر في الرفع من صادراتها من الغاز بشكل ملحوظ. وتراهن على الغاز الذي لم ينزل سعره في السوق العالمية لتعويض تراجع سعر البترول في الأسواق الدولية. وخصص الاتحاد الأوروبي أكثر من عشرة مليارات اورو لدعم استخراج الفحم الحجري في الدول الأعضاء عام 2013، وتشكل ميزانية اسبانيا أكثر من 15٪ من مجموع هذه الميزانية. وتتناقض السياسة الأوروبية وشعارات البيئة التي تحملها بحكم أن الفحم الحجري يعتبر مصدرا للتلوث أكثر ولا يمتلك خاصيات الغاز، كما أن واردات الغاز قد تكون الحل للتخلي عن هذه السياسة.

ويبرر الاتحاد الأوروبي هذه السياسة بالمحافظة على مناصب الشغل في قطاع الفحم الحجري لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعية التي تعاني منها أوروبا في الوقت الراهن، حيث ارتفعت نسب البطالة بشكل مقلق للغاية في الكثير من الدول ومنها اسبانيا التي تتجاوز 24٪.

وإذا كان العامل الاجتماعي يجد مبررا حقيقيا في الأزمة التي تعيشها أوروبا، ففي الوقت ذاته، قرار الاتحاد الأوروبي بدعم الفحم الحجري يحمل طابعا سياسيا حقيقيا لأنها ستجعل الاتحاد الأوروبي يقلل من الاعتماد على واردات الغاز من روسيا وكذلك الجزائر، ويعتبر البلدان من أهم مزوديه الرئيسيين بالغاز. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعرب منذ سنوات عن قلقه من التنسيق الذي كان حاصلا بين دول مثل روسيا وقطر والجزائر بشأن تأسيس أوبيب خاصة بمادة الغاز على شاكلة البترول للتحكم في أسعار السوق العالمية.

 محمد. أ

من نفس القسم الوطن