الوطن
القبائل الليبية تدعو إلى توضيح المبادرة الجزائرية
رفضوا المشاركة حتى ولو تم توجيه دعوة لهم من الحكومة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 أكتوبر 2014
وصف أمس عادل القايدى رئيس ما يسمى لجنة الحوار المجتمعي الليبي، "الحوار المرتقب في الجزائر بالمريب، متهما اطرافا عدة وعلى رأسها قطر وتركيا بالعبث بالأمن في بلاده بدعم الميليشيات المسلحة، هذا في الوقت الذي قدم البرلمان الليبي صفة رسمية للواء خليفة حفتر تمهيدا لمشاركته في المحادثات القادمة.
وأكد القايدى أن أطرافا خارجية كثيرة تعبث بالأمن القومي الليبي، وتسعى للفوضى وللنزاع المسلح بالبلاد، مشيرا إلى أن قطر والسودان وتركيا يدعمون ميلشيات مسلحة بالبلاد بالمال والسلاح من أجل تأجيج الصراع في البلاد، بهدف دعم طرف بعينه وهو الإخوان، نافيا قيام مصر بأي عملية عسكرية داخل ليبيا.
وأوضح أن مستقبل العملية السياسية في ليبيا يتوقف على ما ستقوم به هذه اللجنة من إجراءات تمكن قبائل ليبيا من عقد حوار شامل مع كل القبائل لتوحيد الصف الوطني بالبلاد لمواجهة عنف التنظيمات الإرهابية المسلحة، والتي تسعى لدفع البلاد إلى حافة الهاوية. ووصف الحوار الذى دعت له الجزائر حول الأزمة الليبية بـ"المريب"، مشيرا إلى أن القبائل الليبية لم يتم دعوتها حتى الآن للمشاركة بالحوار، مؤكدا رفض القبائل المشاركة في حوار الجزائر حتى لو تم توجيه دعوة للمشاركة فيه لأن هناك قوى تدعو لحوار الجزائر وغير صادقة في نواياها فهي تقدم دعما لأحد أطراف الصراع في ليبيا وتدعو للحوار بين الليبيين وفق زعمه.
وأكد أن ليبيا لا توجد بها أي مؤسسات وأن الحكومة والبرلمان الحالي لا يملكون سوى أوراق وأختام فقط، مشيرا إلى أن القبائل الليبية كافة هي نواة للجيش الليبي الوطني الذى دعا إليه عبد السلام الناظوري رئيس الأركان، موضحا إيمانه بفكرة العمل تحت راية وقيادة واحدة وهى الجيش الليبي ورفضه لفكرة جيش القبائل.
في المقابل أعرب ناصر القدوة، مبعوث الجامعة العربية لدى ليبيا، عن قلقه من عدم الاهتمام الدولي بتوتر الأوضاع الحالية في ليبيا قائلا: "لا يبدو أن الملف الليبي موجود ضمن الأولويات الدولية وهو أمر مقلق في ضوء التدهور الذي يمكن أن يؤدي إلى واقع يصعب علاجه مما يدعو إلى ضرورة تحرك عربي أكثر فاعلية"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الحل السياسي مازال ممكنًا في ليبيا وأنه في حال الانتظار سيكون من الصعب الوصول إلى حل ولابد من الاستعجال والشعور بخطورة الوضع.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين عقب لقائه وزير الخارجية سامح شكري، قائلًا: إن الأوضاع في ليبيا واضحة المعالم بما في ذلك المعارك المشتعلة في بنغازي وطرابلس وكلها أمور تلقى بظلالها على التحرك السياسي والزيارات التي كنت أنوي القيام بها إلى ليبيا والوضع يتدهور مما يتطلب مزيدًا من الجهد العربي ودول الجوار والجهد الدولي لوقف هذا التدهور. وحول مساندة بعض الدول العربية للجماعات المسلحة في ليبيا قال القدوة: "لقد قمت بزيارة بعض الدول العربية بتكليف من الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي ولا أستطيع أن أنفي انغماس بعض الدول العربية بأشكال مختلفة في الشأن الليبي قد يكون بحسن نية لمساعدة الليبيين، ولكن تحول الأمر لمساعدة أطراف معينة ضد أطراف أخرى يصبح مشكلة ويحتاج إلى حل مما يتطلب ضرورة التعامل عربيًا، مؤكدًا أن المسئولية تقع أولًا على عاتق الليبيين.
وبالنسبة لدعوة الجزائر لعقد اجتماع لكل الفرقاء الليبيين قال القدوة إن أي تحرك يستهدف دعم فكرة الحل السياسي مرحب به من حيث المبدأ بما فى ذلك التحرك الجزائري، ولكنني لم ار تحول الافكار الجزائرية إلى حقائق، حيث لم أر انعقادا للاجتماع الذي كان من المفترض ان يعقد، ولا اعرف ما هي التطورات الاخيرة في هذا المجال، ولكن كما ذكرت فإن أي تحرك سياسي يستهدف الحوار الوطني وتعزيز فكرة الحل السياسيي مرحب به.
• البرلمان يقدم صفة رسمية لحفتر
ومن جهة اخرى اعلن البرلمان الليبي المنتخب الذي تحوطه المشاكل التحالف رسميا مع اللواء الليبي السابق خليفة حفتر في خضم صراع لفرض سلطته على أجزاء من البلاد التي يخشى الكثيرون انزلاقها إلى حرب أهلية كاملة، وهو مؤشر واضح على اقحامه ممثلا في الحوار الليبي الليبي في الجزائر. ولا تزال الفوضى تعم البلاد الصحراوية المصدرة للنفط بعد ثلاث سنوات على إسقاط معمر القذافي، مع نشوب معارك بين الاسلاميين وغيرهم من الجماعات المقاتلة للسيطرة على الاراضي وبسط النفوذ. وتراجعت قوة القوات النظامية إلى ما يقارب العجز.
• أحمد قذاف الدم: أنصار القذافي يريدون حضور حوار الجزائر
أعرب قريب معمر القذافي أحمد قذاف والمنسق السابق للعلاقات الليبية - المصرية عن استعداد عائلة الزعيم الليبي السابق أمعمر القذافي للمشاركة في محادثات الحوار الوطني الليبي المزمع اجراؤه في الجزائر قريبا، مضيفا أن هناك عناصر وشخصيات من النظام الليبي السابق جدا ان يستمع اليها للوصول إلى نتائج ايجابية.
وقالت قذاف الدم احد أبرز المسؤولين الليبيين في عهد نظام معمر القذافي في مقابلة أجرتها معه رويترز في القاهرة، إنه يرحب بفكرة إجراء محادثات تحت رعاية الأمم المتحدة خارج ليبيا والمزمع اجراؤها بالجزائر قريبا، ووجه التحية للجزائر لعرض استضافة مثل هذا الحوار، الذي كشف أنه يرغب في حضور المحادثات التي اقترحتها الجزائر ولم يتم تحديد موعد للمحادثات أو الكشف عن أي تفاصيل بشأنها، ولن تكون مشاركة قذاف الدم في المحادثات محل ترحيب من طرف الأطياف السياسية الليبية، كما عبرت عنه مختلف الأطياف السياسية في مقدمتها الأحزاب المحسوبة على تنظيم جماعة الاخوان المسلمين.
وأوضح نفس المتحدث أنه لا يتوقع أن تعود ليبيا إلى الماضي لكن هناك عناصر من النظام السابق تستحق أن يتم الاستماع إليها، وأضاف أن هذه العناصر لا تريد العودة إلى النظام القديم. وبحسب قذاف الدم يعتبر انصار القذافي اغلبية بإجمالي 2 مليون مواطن اغلبهم متواجدون خارج التراب الليبي باستثناء البعض منهم الذي يقبع بالسجون.
• المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا يؤكد أن الحل هو دعم مسعى الجزائر
أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا بيرناردينو ليون أن الصراع المسلح الحالي في ليبيا سيؤدي لوضع أمني متدهور في أوروبا، مضيفا في اجتماع بوزراء خارجية الاتحاد الاوربي انه لا حل للأزمة سوى بتشجيع الحوار الوطني الليبي التي تسعى اليه الجزائر.
وقال ليون خلال لقاء وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بشأن الإرهاب في لوكسمبورج أمس إذا لم ننجح في تحقيق الاستقرار في ليبيا، فمن الممكن أن تصبح مصدر تهديد ارهابي خطيراً خلال بضعة أشهر مضيفا ان بلدان أوروبا بحاجة إلى ليبيا مستقرة وتنعم بالسلام وكشف المسؤول الأممي انه لا حل لأزمة ليبيا الحالية وتفادي الخطر الارهابي سوى بتشجيع الحوار الوطني الليبي، التي تسعى اليه الجزائر بين جميع الاطراف السياسية بليبيا، وهو الحوار الذي سينم قريبا بالجزائر العاصمة كما تسعى الجزائر من خلال هذا الحوار إلى تجنيب ليبيا التدخل الاجنبي العسكري. وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا بيرناردينو ليون قد حل في زيارة رسمية إلى الجزائر الأسبوع الماضي، معلنا ان منظمة الامم المتحدة تدعم هذا مسعى الجزائر وهو الدعم الذي يؤيده أيضا الاتحاد الاوربي وعدد من منظمات المجتمع الدولي وكانت الجزائر ضمن الدول السباقة التي رافعت لحل الازمة الليبية ضمن اطر الحوار في فضاء دول جوار ليبيا التي تأسس في الجزائر خلال اخر قمة لدول عدم الانحياز.
محمد- أ / أنس- ح