الوطن
الافلان ينخرط في مسار مرحلة التوافق مع المعارضة
الافافاس عند عمار سعداني بعد عقود من التنافر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 أكتوبر 2014
لم يكن أحد يتوقع أن تغير أحزاب السلطة، خاصة تشكيلة سياسية بحجم الأفالان، من خطابها المتعلق بالوضعية السياسية والأمنية للبلاد، بالقول بأن الوضع اليوم يكون قد وصل لمرحلة" الخطر"، بالرغم من أن الجزائر عرفت طوال العقود الماضية حراكا أمنيا خطيرا ، لكن خطاب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني أمس، كان يهدف في الاساس لدق ناقوس الخطر الذي يتربص بالجزائر عبر الحدود حين قال بأن" حدودنا في خطر.. والجزائر ليس في منأى عن هذا الخطر" مؤكدا على أن" البلاد مقبلة على تدخلات خارجية"، وهو ما دفع به لتوجيه دعوة صريحة للقوى السياسية والمجتمع المدني بضرورة التكاتف والوحدة لحماية وصون البلاد، ولدى تطرقه للوضع السياسي في الجزائر قال المتحدث بأن الشرعية التي يحوز عليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ستكون صمام أمن وأمان للجزائر، داعيا السلطة إلى اتاحة الفرصة أمام جميع القوى السياسية للمشاركة في الحكومة مستقبلا، وهو ما يعتبر تراجعا واضحا في خطاب الرجل الذي كان يدافع عن حق الأغلبية في هذه القضية، لكن يبدو أن التداعيات الأمنية الخارجية هي التي دفعته لتغيير لغة الخطاب السياسي له، بدورها اعتبرت تشكيلة الدا الحسين التي شاركت في حوار سياسي مع الأفالان بمقر هذا الأخير بالعاصمة بأن الوقت ملائم اليوم للبحث عن توافق وطني وهو ما وافق عليه الأفالان مبدئا إلى حين توضح معالم هذا التوافق.
استغلت التشكيلة السياسية لجبهة التحرير الوطني، عقد لقاء يعتبر" تاريخي" مع تشكيلة جبهة القوى الاشتراكية أمس بمقر الأفالان بالعاصمة، للتباحث حول الأرضية السياسية التي ستبنى عليها ندوة الوفاق الوطني التي تطرحا الأفافاس على القوى السياسية بالتأكيد على أهمية" الوحدة" بين الجزائريين في الوقت الراهن، نظرا للتحديات الأمنية الخطيرة التي تتربص بالجزائر خاصة ما تعلق بالحدود، وهو ما دفع بالأمين العام للجبهة عمار سعداني إلى التأكيد على أنّ"ما يحدث على الحدود أمر خطير وأن الجزائر مقبلة على تدخلات خارجية"، قبل أن يستدرك بأن خطابه هذا لا يهدف من وراءه المغالاة أو التخويف لكنه أمر واقعي ويجب التنويه إليه، كما استغل اللقاء ليرد على دعاة تفعيل المادة 88 من الدستور الحالي للبلاد بالقول بأن" الشرعية التي يحوز عليها الرئيس لا غبار عليها والفضل كل الفضل يعود للشعب الجزائري"، حيث اعتبر أن هذه الشرعية ستكون صمام أمن وأمان للجزائر.
بدوره اعتبر الأفافاس من خلال الوفد الذي نزل ضيفا على الأفالان بقيادة محند أمقران شريفي عضو الهيئة الرئاسية للأفافاس والذي كلف بإدارة الحوار حول ندوة" الوفاق الوطني"، بأن الوقت الراهن وتحدياته تفرض على جميع الفاعلين السياسيين البحث عن التوافق الذي قال بأن الندوة التي رافع لها الأفافاس اليوم، ستصب في إطار حماية البلاد، خاصة وأن الأفافاس يقدم اليوم للقوى السياسية ورقة بيضاء لإثرائها دون أي ضغوطات أو فرض لأجندة عمل هؤلاء أو المحاور الكبرى للأرضية التي سيتحاور فيها هؤلاء، وقال المتحدث بأن" الأفافاس سيعمل على ايجاد الحلول من خلال المقترحات التي سيقدمها المشاركون في التشاور من مختلف الأطياف السياسية المتواجدة اليوم في الساحة السياسية"، ووجه المتحدث رسالة إلى هؤلاء بأن يشارك الجميع في صياغة مقترحات سياسية، اجتماعية واقتصادية للخروج بأرضية الندوة.
وعن هذه المبادرة، قال الأفالان على لسان سعداني بأنه كان السباق لتوجيه دعوة لحسين آيت أحمد الزعيم الروحي للأفافاس قبل سنة، وأوضح في هذا الصدد يقول" نحن من بادرنا بتكريس سنة التشاور حين أرسلنا قبل سنة رسالة لآيت أحمد من أجل الدفع به لإثراء الساحة السياسية والاستفادة من مساره النضالي الطويل"، وبدوره أشادت تشكيلة الأفافاس بخطوة رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق التي قال شريفي بأنها كانت" ثمرة التفكير في هذه المبادرة التي يطرحها الأفافاس اليوم"، بينما جدد سعداني تأكيداته على أن هذا اللقاء هو تشاوري فقط، ولكن الرؤية السياسية التي يحوز عليها الأفالان والأفافاس والتي وصفها بـ" المتقاربة" ستكون لها نتائج إيجابية مستقبلا.
خولة بوشويشي