الوطن

مسلحون ليبيون يفرون إلى الجزائر هربا من "داعش" ليبيا

من بينهم أمير كتيبة شهداء أبو سليم في درنة الليبية

 

 

 نقلت مصادر مطلعة عن مصدر أمني جزائري قوله إن مسلحين ليبيين لجؤوا إلى الجزائر فارين من مدينة درنة عقب صدور حكم بالإعدام في حقهم من طرف جماعات جهادية تنتمي لما يسمى بتنظيم داعش في ليبيا، وحسب المصدر فإن قائد كتيبة شهداء أبو سليم المسلحة وعنصرين اثنين من أفراد مجموعته، فرا معه إلى داخل التراب الجزائري مرورا بالحدود الليبية الجزائرية، وعقب دخولهم سلموا انفسهم وأسلحتهم إلى الجيش الجزائري.

 وقال المصدر أيضا إن العناصر الثلاثة المنتمون لكتيبة ابي سليم صرحوا انهم رفضوا مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) في درنة، بينما صدرت في حقهم أحكام بالإعدام من طرف جماعات جهادية بايعت البغدادي منذ ايام. وقال المصدر ذاته، إن عناصر كتيبة شهداء أبو سليم المسلحة التي تتخذ من مدينة درنة الليبية مقرا لها، سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجيش الجزائري في معبر بري بين الجزائر وليبيا ليلة السبت- الأحد”، وأنهم هربوا من ليبيا بعد رفضهم تقديم البيعة لأمير داعش (لأبو بكر البغدادي)، ثم تنقلوا عبر الصحراء حتى وصلوا إلى الحدود بين الجزائر وليبيا، وسلموا أنفسهم وأسلحتهم للجيش الجزائري”. ويوجد من بينهم المدعو أبو البراء، وهو بحسب المصدر، أمير كتيبة شهداء ابو سليم، هذا الاخير صدر في حقه حكما بالإعدام من قبل كتيبة درنة بسبب رفضه مبايعة البغدادي على السمع والطاعة”، واختار العناصر الثلاثة اللجوء إلى الجزائر بدل تونس او مصر لاستحالة تنقلهم إلى هناك، كما أنهم باتوا غير آمنين على حياتهم في ليبيا. ويشار إلى أن كتيبة شهداء أبو سليم، كتيبة مسلحة تكونت بعد ثورة 17 فيفري 2011، من الثوار أصحاب التوجهات الإسلامية الذي عادوا من جبهة القتال ضد قوات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ولم تدخل تحت سيطرة رئاسة الأركان الليبية حتى الآن. وكان القائد السابق للكتيبة سالم دربي، قد أعلن عن حل الكتيبة بعد فترة من إعلان تحرير ليبيا من نظام القذافي ثم رجعت للتكون من جديد. وفي مدينة درنة، يتواجد تنظيم جهادي يسمي نفسه "مجلس شورى شباب الإسلام" وهو التنظيم الذي يسيطر على مدينة (درنة)، قام باستعراض للقوة وسط شوارعها في سيارات تحمل اسم (الشرطة الاسلامية) وتحمل مسلحين ملثمين وبأعلام القاعدة وليعلنوا لأهالي درنة عن خبر انضمام مدينتهم لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق ومبايعة (أبوبكر البغدادي) أميراً للمؤمنين وخليفة للمسلمين كافةً بما فيهم المسلمون في درنة، وهذا الاستعراض للقوة من قبل العناصر المتشددة في درنة هو الثالث من نوعه في واحدة من أكبر مدن الشرق في ليبيا. التي تخضع بالكامل لسيطرة تنظيم يعرف بمجلس شورى شباب الإسلام في الوقت الذي تغيب فيه غياباً قسريا جميع مؤسسات الدولة الشرطية والعسكرية والأمنية، وقد منعت هذه العناصر المتشددة سكان مدينة درنة من المشاركة في جميع العمليات الانتخابية التي تمت خلال ثلاث سنوات إلى جانب اغتيال عدد كبير من رجال الأمن والشرطة والجيش والقضاة والإعلاميين. وكانت تقارير استخباراتية غربية ذكرت أن جماعات ارهابية في ليبيا تحاول اعلان امارة اسلامية في شرق ليبيا، وهو ما تنوي انصار الشريعة في ليبيا وتونس والجماعات الجهادية المرتبطة بهما القيام به، ما جعل الجزائر ودول الجوار الليبي تعمل جاهدة للحيلولة دون قيام هذا التنظيم المرتبط بداعش، خاصة وأنه سبق وأن هدد تونس والجزائر بهجمات تستهدف مقرات حكومية، وتجري في تونس هذه الأيام تحركات أمنية مكثفة لتأمين الموعد الانتخابي، في حين حركت الجزائر قوات اضافية من وحدات الجيش صوب الحدود مع تونس تحسبا لأي هجمة قد تأتيها من جبال الشعانبي الذي تتمركز في جماعات جهادية تنتمي لأنصار الشريعة في تونس، أخطرها كتيبة عقبة بن نافع التي ارتبط اسمها ببعض المخططات الارهابية التي احبطتها قوات الأمن التونسية بالتنسيق مع نظيرتها الجزائرية.

م. ح

من نفس القسم الوطن