الوطن
المغرب يستفز الجزائر لجرها للنزاع مجددا
الجزائر ترفض الاتهامات المغربية لحرس الحدود الجزائري:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 أكتوبر 2014
• حزب الاستقلال المقرب من "المخزن" ينفخ في الرماد
اتهمت الجزائر المغرب ضمنيا بفبركة سيناريو قرب الحدود الجزائرية المغربية أول أمس بغرض خلق النزاع مجددا، وردت الخارجية الجزائرية أمس بالقول إن "مواطنين مغاربة قاموا برمي الحجارة على حرس الحدود الجزائريين الذين ردوا بطلقتين تحذيريتين في السماء"، ونفت الجزائر تسجيل أية اصابات مكذبة ما نقلته وسائل اعلام مغربية. بالمقابل، استدعت المغرب سفير الجزائر في الرباط بهدف تقديم احتجاجها الرسمي على الحادث وطلبت السلطات الجزائرية الرسمية بتوضيحات، في حين عبر وزيرها للخارجية عن استياء بلاده واصفا الحادث بالخطير.
وجاء في تصريح للناطق باسم الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي الشريف لموقع "كل شيء عن الجزائر" أمس الأحد، قوله "لقد قام مواطنون مغربيون برمي الحجارة على حرس الحدود الجزائريين الذين ردوا بطلقتين تحذيريتين في السماء فقط، ولم يسجل أي إصابة"، مضيفا في السياق أن هذا النوع من الحوادث هو شائع، مؤكدا أن هذا الأمر هو "قضية مفبركة من طرف المغرب"، وجاء رد الخارجية الجزائرية بعد ساعات من استدعاء وزارة الخارجية المغربية، السفير الجزائري في الرباط للاحتجاج على "إطلاق جندي جزائري النار عند الحدود المشتركة بين البلدين على مواطنين مغاربة وإصابة أحدهم بجروح" حسب ما ذكره الاعلام المغربي أمس، كما طالبت المغرب من الجزائرَ عبر سفيرها بالرباط "توضيحات" بشأن الحادث الذي وصفته بالخطير، وجاء في موقع هيسبريس المغربي أمس عن بيان وزارة الخارجية المغربية أن "مغربيا يبلغ من العمر 28 عاما أصيب في وجهه إثر إطلاق عنصر من الجيش الجزائري عيارات على عشرة مدنيين مغاربة على الحدود المغربية الجزائرية عند بلدة بني خالد، وهو في حالة حرجة". وفي ذات الباب، طلب وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، عن استدعاء السفير الجزائري لإبلاغه احتجاج المغرب رسميا على الحادث، لكن الدبلوماسي الجزائري حسب الجريدة الإلكترونية المغربية "هيسبريس" نفى علمه بواقعة إطلاق النار، وقد نقل مزوار احتجاج المملكة على الحادث، مسجلا "استياء حكومة المملكة المغربية وقلقها الكبيرين تجاه الحادث الخطير".
وقال البيان إن الحكومة "تحتج بشدة" على هذا العمل "غير المسؤول" و"غير المبرر" الذي يضاف إلى "ممارسات استفزازية أخرى على مستوى الحدود". ودعت الجزائرَ إلى "تحمل مسؤوليتها وتقديم التوضيحات الضرورية للسلطات المغربية" بشأن الحادث.
ومن جانبه، خرج حزب الاستقلال المغربي المقرب من محيط النزام المغربي "المخزن" مجددا لتضخيم الحادث الذي وقع بالحدود الشرقية مع الجزائر، حيث ورد عبر وسائل اعلام مغربية أمس أن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال قالت إنّها "تابعت باهتمام شديد الإعتداء الشنيع الذي تعرض له عدد من المواطنين المغاربة، على الحدود المغربية الجزائرية، من قبل أفراد الجيش الجزائري"، وجاء في بلاغ الحزب أن اللجنة قلقة وتتضامن مع ضحايا هذا "الاعتداء" الذي وصفته بـ "الشينع" وأنه اعتداء سافر ويتكرر كل سنوات، وحمل هذا الحزب المعروف بتحامله المستمر على الجزائر، في بلاغه، المسؤولية للسلطات الجزائرية التي حسبه تحاول "تصريف أزماتها الداخلية وخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في المناطق الحدودية، ما يعتبر تحالفا موضوعيا مع شبكات الارهاب والجريمة المنظمة، وتهديد مباشر للسلم والحد الأدنى من التعايش المشترك" على حد قول بلاغ حزب الاستقلال المغربي.
هذا ويأتي هذا الحادث الذي ضخمه الإعلام المغربي المقرب من "المخزن" في وقت دعت فيه المنظمة الحقوقية غير الحكومية "هيومن رايتس ووتش" إلى توسيع مهام بعثة المينورسو في الصحراء الغربية لتشمل مراقبة حقوق الانسان في الأراضي المحتلة، وكذا احساس المغرب بوجود ضغوطات دولية وأممية ضده تقف في وجه مخططه في الأراضي الصحراوية. ومعروف على المغرب محاولاته خلق نزاع وهمي مع الجزائر في كل مرة تقترب زيارة المبعوث الخاص الأممي للصحراء الغربية، حيث يتحجج المخزن بالجزائر كدولة تعرقل مسار المملكة المغربية لتحقيق "وحدتها الترابية"، بينما تقف الجزائر كطرف محايد يعلن دعمه لجهود الأمم المتحدة لحل النزاع في الأراضي الصحراوية وفقا مبدأ تقرير المصير وتصفية الاستعمار.
م. ح