الوطن

جولة أخرى من المفاوضات المالية اليوم بالجزائر

مواجهات مسلحة بغاو.. وأطراف تحاول التشويش على الحوار

 

 مجلس الأمن الدولي يدعو الفرقاء الماليين لحوار صادق 

 

تنطلق اليوم الأحد بالجزائر العاصمة جلسة أخرى من المفاوضات الشاملة بين الحكومة المالية والمجموعات الأزوادية المسلحة، في اطار مواصلة الحوار السياسي بين اطراف الأزمة في مالي وإيجاد حل نهائي سلمي للصراع الدائر في شمال البلاد، بالمقابل دعا مجلس الأمن الدولي أول أمس الجمعة، الطرفين ( الحكومة وحركات ازواد ) إلى التفاوض "بنية صادقة" خلال لقائهم بالجزائر، وتزامنت دعوة الأمم المتحدة، مع اندلاع مواجهات مسلحة بين قبائل من الطوراق في مدينة غاو مما يزيد الوضع تعقيدا. 

تنعقد جلسة المفاوضات اليوم بالجزائر بحضور وفد عن الحكومة المالية ووفود عن الحركات الأزوادية المعنية بالحوار، في جو مشحون بالتوتر بين جماعات أزوادية تختلف رؤيتها حول الحوار السياسي في الجزائر، وتتحرك بعضها بإيعاز من جهات أجنبية ترغب في تعكير الجو لتعطيل الحل السلمي في الإقليم، حيث نشبت مواجهات مسلحة الخميس الماضي في نتيلت بمنطقة غاو، بين الطوارق في قبيلة أمغاد، أعضاء في الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والأمغاد المنضوين في مجموعة الدفاع الذاتي لأمغاد الطوارق وحلفائهم (غاتيا)». ومعروف على "غاتيا" أنها تعارض مطلب الحكم الذاتي الذي كانت قد طالبت به الحركة الوطنية لتحرير أزاود في وقت سابق، ولم تذكر وكالة فرنس بريس التي نقلت الخبر، معلومات بشأن حصيلة المعارك بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ونقلت فرنس بريس عن مصدر أمني إقليمي قوله إن "مجموعات مسلحة تبادلت إطلاق النار الخميس على بعد 125 كلم جنوب غاو للسيطرة على القطاع".

 وذكرت مصادر الوكالة أن مجموعة "غاتيا" هي آخر التنظيمات المسلحة التي ظهرت في شمال مالي، وهي تسعى، حسب مراقبين ومحللين سياسيين، إلى السيطرة على مناطق ترابية لتتمكن من التأثير على المفاوضات الجارية في العاصمة الجزائرية. ومن جهتها تسعى الحركة الوطنية لتحرير أزواد إلى منع ذلك «مع حلفاء»، بحسب المصدر الأمني، ويقال إن "غاتيا"، المعروفة بقربها من الجنرال ألادجي غامو، وهو ضابط من الطوارق موال للجيش الحكومي، دعما ميدانيا من الجيش، ومن فرع في الحركة العربية لتحرير أزواد، ويتهم الجنرال غامو بوضع إمكانيات الجيش النظامي تحت تصرف "غاتيا". وقبل انطلاق المفاوضات التي تحتضنها الجزائر اليوم كما هو مبرمج، طالب مجلس الأمن الدولي بالإجماع في بيان له، الأطراف المالية التي تشارك في الحوار، إلى "احترام تام لالتزاماتهم بموجب خارطة طريق 24 جويلية والفائت والتحاور بنية صادقة وفي جو توافقي"، للتوصل إلى اتفاق سلام دائم. ودعا أعضاء المجلس في بيانهم، إلى احترام اتفاقات وقف إطلاق النار التي وقعت في ماي وجويلية الماضيين، داعين المجموعات المسلحة إلى الوفاء بوعدها لجهة التعاون مع قوة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما)، بهدف "الوقف الفوري للهجمات التي تطال الجنود الدوليين". وفي ذات الشأن، طالب المجلس من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "تكثيف الجهود للسماح لمينوسما بأن تبلغ قدرتها الكاملة في أسرع وقت". وكانت الجلسات التي انعقدت في الجزائر شهر جويلية انتهت بتوقيع الحكومة المالية وست مجموعات مسلحة في الشمال على خارطة طريق من أجل خوض مفاوضات سلام، وكانت جولة المفاوضات الشاملة التي انطلقت سبتمبر جولة تفاوض ثانية لكنها لم تفض إلى شيء ملموس خلاف في بعض المسائل المتعلقة بالمستقبل السياسي لشمال مالي وتغليب الحكومة المالية للحل الأمني على الحل السياسي.

م- ح 

 

من نفس القسم الوطن