الوطن
الإمارات تريد فهم المبادرة الجزائرية لحل الأزمة في ليبيا
ولي عهد أبو ظبي التقى بوتفليقة الخميس لذات الغرض
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أكتوبر 2014
تسعى الامارات العربية المتحدة لإيجاد منفذ لها للعب دور في حل الأزمة الليبية من خلال دعم مساعي الجزائر لرعاية حوار ليبي- ليبي تحتضنه بالجزائر العاصمة في غضون الشهر الجاري (أكتوبر)، وتؤكد زيارة ولي عهد إمارة أبو ظبي الشيخ محمد بن زياد آل نهيان إلى الجزائر أول أمس الخميس ولقائه بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، صحة ما اشارت إليه بعض التقارير الإعلامية التي أوردت حسب مصادر مطلعة أن دولة الامارات تسعى لتقاسم الدور مع الجزائر لإنهاء الصراع المسلح في ليبيا، لكن مواقع الكترونية محسوبة على الامارات قالت إن أبو ظبي ترغب في الاطلاع على تفاصيل المبادرة الجزائرية المتعلقة بتنظيم حوار بين الفرقاء الليبيين.
تكشف الزيارة التي قادت ولي عهد أبو ظبي إلى الجزائر ولقائه ببوتفليقة، عن اهتمام دولة الامارات بما يحدث في ليبيا، وأوردت وكالة الانباء الجزائرية أمس، أن "رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة استقبل الخميس بالجزائر العاصمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة". والتقى أيضا برئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح والوزير الأول عبد المالك سلال والفريق أحمد قايد صالح, نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وكذا وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل والوفد المرافق لضيف الجزائر. وكان اللقاء على أعلى مستوى "تدعيما للعلاقات والروابط الأخوية" التي تجمع بين البلدين، لكن أهداف الزيارة كانت تكريس سنة التنسيق والتشاور السياسي بينهما حول مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمة الملفات التي تكون الامارات قد تناولتها خلال هذا اللقاء، وذكرت مصادر اماراتية أن الامارات تتقاسم مع الجزائر القلق بشأن الخطر الناجم عن الأوضاع المتفجرة في ليبيا، رغم تباين المواقف بشأن كيفية مقاربة هذه الأزمة التي باتت تشكل تهديدا لأمن المنطقة برمتها. وتحدث هذه المصادر لموقع "إرم" الاخباري عبر الإنترنت بأن دولة الامارات ترغب في فهم بعض تفاصيل المبادرة التي تريد الجزائر طرحها على الفرقاء الليبين لتنظيم حوار سياسي لحل الازمة الليبية سليما ووقف الاقتتال بين الميليشيات المتناحرة، ونقلت الموقع عن مصادر دبلوماسية خليجية تشكيكها في امكانية نجاح المبادرة الجزائرية بالنظر إلى بقاء الأوضاع في ليبيا متدهورة مما يعيق المساعي السياسية وال مسعى سياسي، وإن أي مبادرات سياسية أو دبلوماسية لن يكتب لها النجاح ما لم تكن مدعومة بإرادة دولية وإقليمية ضاغطة تجبر الجماعات المسلحة على التخلي عن السلاح والالتزام بالعملية السياسية، ويرجح أن تكون زيارة آل النهيان لبوتفليقة تصب في مسعى رغبة اماراتية معرفة كيف تريد الجزائر أن يكون الحل في ليبيا، مع العلم حسب تقارير اخبارية سابقة عن استخباراتية أمريكية، ضلوع الامارات في دعم جناح اللواء حفتر في حربه ضد الميليشيات الاسلامية المسلحة في بن غازي، وهو ما نفته الإمارات، برغم تأكيدات مسؤولين ليبيين، ولعل ابو ظبي تتخوف من مشاركة الإسلاميين المسلحين في الحوار الذي تحتضنه الجزائر في الايام المقبلة، وهو ما جعل بعض الخبراء العسكريين والمحليين الخليجيين يشككون في نجاح المبادرة الجزائرية مادامت تشرك "اسلاميين متطرفين" في الحوار، وتحدث مصادر اماراتية بالقول أن الأزمة الليبية تجاوزت طابعها الوطني وأصبح لها عمق يمتد من افريقيا جنوبا إلى أوروبا شمالا مرورا بمصر والجزائر وتونس، وأنه لا يمكن القياس على تجربة الوئام الوطني الجزائري التي أنهى بها الرئيس عبد العزيز بو تفليقة عشرية "الإرهاب" السوداء في بلاده، والتي حصدت أكثر من 200 ألف قتيل. وذكرت المصادر أن الأوضاع الإقليمية في ذلك الوقت لم تكن قد وصلت إلى هذه الدرجة من التدهور والانفلات الذي لم تعد معه المساعي الدبلوماسية وحدها قادرة على معالجة تداعياته.
م. ح