الوطن

نجاح الحوار في الجزائر سيحدد مستقبل ليبيا

خبراء في الشأن الليبي يؤكدون:

 

 

أكد بعض الخبراء في الشأن السياسي الليبي أن حوار الجزائر الذي سيجمع الأطراف الليبية المتنازعة برعاية أممية وجزائرية بالجزائر، مرهون بالتطورات الميدانية على الأرض، وأن الحوار المنتظر في الجزائر سيحدد مستقبل ليبيا. وان المبادرة الجزائرية أهم من المبادرة الأممية لكن نجاحها لن يحصل بإبعاد أي طرف في الصراع. وقال محمد حسين عمر، باحث في الشؤون السياسية الليبية إن "نجاح" الوساطة الجزائرية المرتقبة لإدارة الحوار بين الفرقاء الليبيين مشروط بمدى نهاية الصراع المسلح في البلاد بين الميليشيات المسلحة، وإن استثناء قادة "فجر ليبيا" من أي حوار لبحث مستقبل ليبيا، لن يكتب له النجاح، معتبرا أن الوساطة الجزائرية أهم من المبادرة الأممية، على اعتبار أن الأمم المتحدة تبحث عن إنهاء الاختلاف السياسي حول البرلمان والحكومة التي تسر برأسين، وتتجاهل ما يحدث على الأرض، بيد أن الجزائر تبحث عن إنهاء الصراع المسلح، "لذا فالحوار المرتقب في الجزائر سيحدد مستقبل ليبيا". إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من اللواء حفتر قائد عملية الكرامة في ليبيا، إن الأمور المتعلقة بحوار الجزائر غامضة، وأن حفتر لن يقبل المشاركة في حوار تشارك فيه شخصيات ممثلة عن عملية "فجر ليبيا"، وذكرت أيضا ان حفتر لم يتلق دعوة لحضور حوار الجزائر. وحسب مصدر مقرب من قائد حملة "الكرامة" فإن إمكانية جلوس اللواء حفتر على طاولة الحوار مع عبد الحكيم بلحاج مستبعدة. وقال إن حفتر غير مستعد لحضور جلسات مع عبد الحكيم بلحاج. وترى أطراف أخرى منها قوى ديمقراطية لا تميل لأي من طرفي النزاع، غير أن لها دورا وتمثيلا شعبيا وسياسيا واسعا، يقودها رئيس الوزراء السابق محمود جبريل، الذي أبدى استعدادا للمشاركة في حوار الجزائر بشروط، حصرها القيادي البارز في تحالف القوى الوطنية، خالد بوزنين، في تصريح لـ"الأخبار"، في جدة الحوار، وتقديم الضمانات حول الوقف الفوري لإطلاق النار، وعدم إقصاء أي طرف، وإعلان مصالحة وطنية، وهذا ليس حبرا على ورق وإنما يجب أن يكون حقيقيا، يضيف المتحدث. وكانت وسائل إعلام اشارت إلى أطراف أخرى الساحة الليبية، منها المغرب ممثلة بمؤسسة بن جلون" التي تحضر لمؤتمر ليبي، بجنيف، من اجل حل الأزمة التي تعصف بالبلاد وتغليب الحوار على العنف، أين شاركت في الاجتماعات التي دامت 3 أيام، أطياف سياسية وممثلي القبائل الليبية من مدن عدة منها بنغازي، طرابلس، مصراتة، صبراتة والجنوب الليبي، بالإضافة إلى عديد الشخصيات الليبية المعروفة، كفوزي عبد العالي سفير ليبيا في البحرين، والدكتور إدريس عيساوي سفير ليبيا في الهند، وهو ما فهمته الجزائر بأنه إشارة واضحة لإبعادها عن قيادة أي مبادرة لمصالحة ليبية، كشفت ذات المصادر لـ"الأخبار" عن لقاء جمع منذ يومين، عبد الحكيم بلحاج، وخالد الشريف وكيل وزارة الدفاع الليبي، واحد الأعضاء البارزين في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وآخرين من قيادات "فجر ليبيا" بسفيرة الولايات المتحدة الأمريكية التي فرت من لبيبا، بأحد الفنادق جزيرة مالطا، دون أن تتسرب معلومات عن فحوى اللقاء، وتابعت المصادر أن هذه اللقاءات السرية تضع الحوار الليبي الليبي الذي تقوده الجزائر في مواجهة عراقيل بسبب تصلب مواقف الأطراف المعنية وتمسكها بشروط تعجيزية قد تكون من نتائج تلك الاجتماعات التي تتم بعيدا عن الأنظار.

م. ح

من نفس القسم الوطن