الوطن

"الجزائر لن تتوقف عن دعم المواد الأساسية"

بن يونس يرد على الخبراء الذين ربطوا الدعم بالانضمام لمنظمة التجارة العالمية

 

محادثات مع 19 دولة منها 12 دولة تعرف المحادثات معها "تقدما ملحوظا"

 

طمأن وزير التجارة عمارة بن يونس أمس الأول بأن انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة لن يمنعها من مواصلة دعم الأسعار للمواد الأساسية في البلاد، مشددا أن هذه المسألة (دعم الأسعار) تعتبر "قرارا سياديا" للدولة الجزائرية.

وفند بن يونس --خلال ندوة صحفية عقدها رفقة وزير الخارجية رمطان لعمامرة والوزير الأرجنتيني للعلاقات الخارجية والديانة هيكتور ماركوس تيمرمان-- تحاليل بعض الخبراء مفادها أن الانضمام إلى هذه المنظمة يجبر الجزائر على التخلي عن دعم الأسعار في البلاد، وأكد الوزير قائلا أنه "لايوجد أي علاقة بين قضية الانضمام وقضية دعم الاسعار في الجزائر، مضيفا أن مسألة دعم الأسعار قرار سيادي للدولة ومن حق الجزائر دعم سعر أي مادة (ترغب في دعمها) والمنظمة ليس لها اي دخل في سياسة الأسعار التي تمارسها الجزائر".

واعتبر بن يونس خلال هذه الندوة التي عقدت على هامش عقب التوقيع على اتفاقية ثنائية بين الجزائر والأرجنتين في اطار انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة أن ما صدر من "ألفاظ من بعض الأشخاص بخصوص انضمام الجزائر إلى المنظمة تعد "انزلاقات" على المستوى السياسي. وذكر في السياق ذاته أن الجزائر أطلقت -عند صدور قرار الانضمام- نقاش عام حول هذه القضية والذي أبرز أن الأغلبية الساحقة من الخبراء مع هذا الانضمام. وجدد من جهة أخرى التأكيد على أن الجزائر ستنضم إلى المنظمة العالمية للتجارة ولكن بمراعاة كل المصالح الاقتصادية للبلاد. هذا وقد وقعت الجزائر والأرجنتين يوم الثلاثاء بالجزائر اتفاقية حول المفاوضات الثنائية الخاصة بانضمام البلاد إلى منظمة التجارة العالمية. وترتكز هذه الاتفاقية على عرض التعريفات المراجعة من طرف الجزائر بتاريخ 18 نوفمبر والتنازلات والالتزامات التكميلية المقدمة من طرف الجزائر لصالح الأرجنتين في 2013، كما يتعلق الأمر بمنح حق التفاوض الأولي فيما يخص عددا من المنتجات الفلاحية وغير الفلاحية بتخفيضات في التعريفات وفترات تقارب بعد انضمام البلاد إلى هذه المنظمة، وتخص أيضا انسجام الحقوق الجمركية المطبقة على عدد من المنتجات على غرار زيت الصوجا وزيت عباد الشمس وإضافة تعريفات جمركية خاصة لعدة منتجات غذائية في قائمة التنازلات الجمركية.

وصرح الوزير الأرجنتيني خلال ندوة صحفية نشطها مع وزيري الشؤون الخارجية والتجارة قائلا "هذه الاتفاقية تجبرنا على العمل سويا في المجال التجاري" معتبرا أن "انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية سيكون خطوة ايجابية" لأن الأرجنتين ترى أن "الجزائر تلعب دورا مهما وفاعلا في الدفاع عن مصالح الدول في طور التنمية". وكانت الجزائر قد وقعت أيضا اتفاقيات ثنائية مماثلة مع كل من كوبا والأوروغواي والبرازيل وفنزويلا وسويسرا. وفي هذا الصدد أوضح بن يونس أن 25 دولة أخرى أعضاء في المنظمة عبرت حتى الآن عن رغبتها في توقيع اتفاقيات ثنائية مع الجزائر. وأضاف الوزير أن الجزائر تقوم حاليا بمحادثات مع 19 دولة أخرى من أعضاء المنظمة منها 12 دولة تعرف المحادثات معها "تقدما ملحوظا". وفيما يتعلق بالاتفاقيات متعددة الأطراف ستقوم الجزائر بتعميق محادثاتها في هذا الخصوص مع الزيارة المرتقبة للجزائر لرئيس فوج العمل المكلف بملف انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية الأرجنتيني ألبيرتو ديالوتو في 18 أكتوبر الحالي. ومن جهة أخرى استلمت الجزائر الأسبوع الفارط حوالي أربعين سؤالا من كندا تضاف إلى أكثر من 100 سؤالا من الإتحاد الأوروبي قدمت منذ قرابة شهر.

س. ز

من نفس القسم الوطن