الوطن

العنف يتجدد بغرداية والشرطة تواصل انتفاضتها ضدّ "الحقرة"

أحياء المدينة تخضع الآن لسيطرة وحدات الدرك الوطني

 

 

واصل، أمس أعوان مصالح الأمن، التجمهر والاحتجاج السلمي أمام مقر الأمن الولائي بغرداية، لليوم الثاني على التوالي، حيث تجمهر المئات من أفراد الشرطة احتجاجا على الطريقة التي تعاملت بها الهيئات الوصية مع حراك اليوم الأول الذي نظموه أمس أول، حاملين شعارات مناوئة للرجل الاول في الأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، مطالبين بضرورة حضور وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز لنقل انشغالاتهم إليه شخصيا، كما استغل هؤلاء هذه الانتفاضة التي تأتي بعد أقل من 24 ساعة عن الانتفاضة الأولى لهم، تعبيرا منهم على تضامنهم المطلق مع زميل لهم في العمل الذي قتل جراء تعرضه للحرق من قبل المشاغبين من ابناء المنطقة أثناء تأديته لمهام عمله.

ورفع المحتجون في انتفاضة أمس، بحسب شهود عيان من المنطقة، شعارات الانتفاضة الأولى، التي طالبوا فيها برحيل المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل من جهة، ومن جهة ثانية المطالبة بحقهم في الدفاع عن أنفسهم من جراء ما حدث لهم من عنف جسدي ولفظي طوال الـ 10 أشهر الماضية التي كان فيها هؤلاء يخضعون للعمل بمدينة غرداية التي تشهد اضطرابات بين سكانها، ولم تشفع الزيارة التي قام بها اللواء عبد الغني هامل إلى المنطقة وحديثه مع المحتجين في ثنيهم عن العودة عن قرار الاحتجاج والمسيرة الشعبية التي قاموا بها أمس من مقرات عملهم وحتى مقر أمن الولاية.

هذا ولم تشهد المدينة وأحيائها عودة الهدوء فيها بالرغم من مساعي المسؤولين المحليين، لذلك حيث سيطر أفراد الدرك الوطني على مختلف أحياء المدينة خاصة حي "شعبة نيشان"، حي "بن سوارة" وحي "بلاعديس"، التي شهدت مناوشات في فترة بعد صلاة العشاء من ليلية أمس أول وحتى ساعات مبكرة من نهار أمس، ونقلت مصادرنا أن عدد كبير من العائلات القاطنة بالأحياء التي تعرف حراكا أمنيا غير مسبوق قد غادرت في الساعات الماضية المدينة، خوفا على حياتها، خاصة بعد أن تعرض بعض أبناء المنطقة لجروح خطيرة، أدت إلى مقتل شابين اثنين فيما يتواجد العشرات من المخربين في مراكز الحجز بعد أن فرضت عليهم وحدات الدرك الوطني بالتنسيق مع الأمن حصارا لمنع تكرار المواجهات الدامية في المنطقة. يحدث هذا في الوقت الذي نزل فيه وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز، مساء أمس بولاية غرداية للوقوف على الوضعية التي خلفتها المظاهرة السلمية التي نظمها هؤلاء في الساعات الـ 48 الماضية، وذلك من أجل الوقوف على آخر تطورات الملف المتعلق بحركة احتاج أفراد الأمن الوطني الذين يتواجدون قيد الخدمة في مدينة غرداية منذ أشهر. وهي الزيارة التي قام بها بعد تلقيه لأوامر من الوزير الأول عبد المالك سلال الذي ترأس اجتماعا عاجلا لبحث التطورات المتعلقة بهذا الملف، صباح أمس، رفقة كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز واللواء عبد الغني هامل.

آمال. ط


من نفس القسم الوطن