الوطن

أعوان الشرطة يتظاهرون في العاصمة رغم منع المسيرات بها

أداروا ظهرهم لوالي العاصمة وطالبوا بلقاء الوزير الأول

 

خرج، ظهر أمس، المئات من أفراد الشرطة، في حركة احتجاجية انطلقت من مدرسة الحميز بالعاصمة  نحو قصر الحكومة، في مسيرة سلمية، تنديدا بالوضعية الصعبة التي يعيشها هؤلاء، وتتزامن هذه الخرجة مع المطالب التي رفعها زملاء لهم بمدينة غرداية في الساعات الماضية، في أول حراك في صفوف هيئة نظامية يحدث بالجزائر، وبرر أفراد من الشرطة ممن شاركوا في الوقفة بأن أسباب الانتفاضية هذه تعود إلى محاولة الدفع بهم للعمل في غرداية وذلك تعويضا للمحتجين هناك وهو الأمر الذي رفضه هؤلاء وطالبوا بلقاء الوزير الأول عبد المالك سلال، وبالرغم من مساعي والي العاصمة عبد القادر زوخ للحديث معهم وثنيهم عن حراكم هذا الذي يعتبر انتفاضة حقيقة في صفوف الشرطة بالعاصمة التي لازال قانون منع التظاهر والمسيرات ساري المفعول بها، إلا أن هؤلاء قابلوا مبادرته بـ" الرفض" وأداروا له ظهورهم، مرددين شعارات تطالب برحيل الرجل الأول بالمديرية العامة للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل.

انتفض أمس المئات من أفراد الأمن الوطني، قدروا بحوالي 900 عون أمن، بالعاصمة، تضامنا مع زملائهم في المهنة، الذين تعرضوا لضغوطات كبيرة في الساعات الماضية من قبل بعض المحتجين بولاية غرداية أين كان هؤلاء يؤدون مهامهم هناك منذ 10 أشهر، حيث أسفرت الأحداث التي عاشتها المدينة في قتل أحد أعوان الشرطة حرقا، بينما يقبع آخرون تحت العناية الطبية، في خطوة يهدف من خلالها المحتجون بالعاصمة إلى تأكيد تضامنهم المطلق واللا مشروط مع ما يطالب به المحتجون بولاية غرداية، وقد خرج أفراد من الشرطة من مدرسة الحميز بالعاصمة نحو قصر الحكومة حيث تجمهر هؤلاء الذين توافدوا في شكل أفواج قدر عددهم بـ 3 أفواج طوال الفترة المسائية من نهار أمس، أمام محيط قصر الحكومة، أين سعى هؤلاء للقاء الوزير الأول عبد المالك سلال بصفة شخصية، رافضين أي حوار أو نقاش أو تصريح مع أي مسؤول كان حتى ولو كان يحمل صفة وزير الداخلية والجماعات المحلية، كما رفض هؤلاء الحديث مع والي العاصمة الذي سارع للعمل على احتواء الوضع، دون أن يغير من الوضع شيء، ورفع هؤلاء المحتجين أصواتهم عاليا مرددين النشيد الوطني من جهة ومن جبهة ثانية نداءات تطالب برحيل عاجل للواء عبد الغني هامل، الذي تتوقع أطراف عديدة أن يتم الإطاحة به من منصبه عقب هذه الأحداث.

 هذا وأوضح مدير الاتصال بالمديرية العامة للأمن الوطني العميدأول جيلالي بودالية، أن الأمر يتعلق بوحدتين من عناصر التدخل المقرر نشرها بولايةغرداية لتخلف الوحدات الموجودة حاليا بعين المكان، مشيرا إلى أن عناصر الشرطة تعتزم من خلال تنظيم هذه المسيرة "تقديم تضامنها ودعمها لزملائها بغرداية حتى يتم وقف الاعتداءات ضد عناصر الأمن بهذه الولاية التي تشهد اشتباكات متكررة".

آمال طيهار


من نفس القسم الوطن