الوطن

قوات فرنسية تحبط وصول ترسانة أسلحة إلى إياد أغ غالي

قوافل يحرسها أتباع دروكدال كانت محملة إلى زعيم أنصار الدين في مالي

 

 

أكدت امس مصادر اعلامية فرنسية ان الغارة العسكرية الفرنسية التي استهدفت قوافل الجماعات الارهابية مسلحة تابعة لتنظيم دروكدال الجمعة الماضية في شمال شرق النيجر كانت تحمل اسلحة وقذائف هاون إلى زعيم أنصار الدين، إياد أغ غالي بمالي زعيم احدى الحركات المسلحة غير المدعوة إلى مفاوضات الجزائر اواخر هذا الاسبوع.

ونبهت المراجع حسبما نقلته جريدة "لوجورنال دوديمونش" الفرنسي امس الاول إلى تدمير قوات فرنسية قافلة في النيجر تابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" كانت تنقل أسلحة من ليبيا إلى مالي وألقت القبض على مقاتلين على صلة بالتنظيم اعترفوا بنقل الاسلحة إلى اياد اغ غالي. وقال مكتب الرئيس الفرنسي في البيان في اشارة إلى المحادثات بين حكومة مالي والانفصاليين الطوارق التي من المقرر أن تعقد يوم 17 أكتوبر الجاري "بينما توشك المفاوضات أن تبدأ بالجزائر للتوصل إلى اتفاق سلام ومصالحة دائمة في مالي يهدد إرهابيون مسلحون السلام والامن في المنطقة بالكامل". وأضاف البيان "لهذا السبب طلب الرئيس من القوات الفرنسية ملاحقة جماعات الإرهابيين المسلحين التي تقف وراء هذه الهجمات".

 ويبدو من خلال تحركات تنظيمي دروكدال واياد اغالي السعي إلى عمليات ارهابية اخرى تستهدف المصالحة الوطنية المنعقد في الجزائر خصوصا بعد اتفاق ست حركات مسلحة مالية على اتفاق موحد ينبذ العنف وهي المشاركة في المفاوضات الحكومة المركزية، الحركة العربية للأزواد والتنسيقية لشعب الأزواد والتنسيقية للحركات والجبهات القومية للمقاومة والحركة الوطنية لتحرير الأزواد والمجلس الأعلى لوحدة الأزواد والحركة العربية للأزواد (منشقة).

ويعتبر شمال النيجر منطقة عبور أساسية للجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي التي تستغل المساحات الشاسعة من الصحراء لتزويد الجماعات القتالية بالعتاد والذخيرة بين جنوب ليبيا ومنطقة تيغارغار في شمال مالي. وتحتوي المنطقة أيضا على مسالك إجرامية لتهريب المخدرات والبضاعة الممنوعة حسب رئيس القوات العسكرية الفرنسية في إفريقيا الجنرال جون بيار بالاسي حيث تعتمد الخطة الإستراتيجية على "قطع منابع التزويد وربما الوصول إلى منابعها في ليبيا".

كما دخلت "عملية برخان" للجيش الفرنسي المرابط في إفريقيا مرحلة متقدمة بإرساء قاعدة حربية جديدة في النيجر على بعد 50 كم من الحدود الليبية في منطقة ماداما وهو موقع استراتيجي غير بعيد عن حدود الجزائر. واعتبر الجنرال جون بيار بالاسي أن القاعدة "سوف تؤمن التحكم في الخط الرابط بين تيساليت في مالي وفيا لارجو في تشاد مرورا بمرتفعات شمال النيجر على مقربة من ليبيا"، وسوف ينتهي تجهيز القاعدة أواخر هذا الشهر.

وقاعدة ماداما هي الثانية التي تجهزها فرنسا في النيجر بعد القاعدة الجوية التي افتتحتها بالعاصمة نيامي في بداية 2013 بعد تدخل الجيش الفرنسي في شمال مالي. القاعدة الجوية تم تركيزها في مطار العاصمة النيجيرية. تحتوي على أربعة طائرات بدون طيار يستخدمها الجيش الفرنسي لمراقبة منطقة الساحل الإفريقي، وكذلك عدد من طائرات ميراج 2000 جاهزة للتدخل العسكري. وتم إلحاق 270 جندي من جملة 3000 جندي يرابطون في مختلف الدول الإفريقية الفرنكوفونية مثل تشاد والنيجر ومالي وساحل العاج والسنغال والغابون وبوركينا فاسو. قاعدة ماداما أصبحت أهم قاعدة جوية فرنسية في إفريقيا.

وبالنسبة للناطق الرسمي باسم هيئة الأركان الفرنسية جيل جارون " التمشي لا بد أن يكون شموليا. نحن في الصف الأول في خط الساحل الصحراوي ولكننا في وضع المساند فقط في العراق". هذا ما يضفي على التدخل العسكري الفرنسي في المنطقة مسؤولية قصوى في استقرارها أو زعزعتها إن فشلت "عملية برخان" في القضاء على تنظيم القاعدة.

محمد. ا 

من نفس القسم الوطن