الوطن

الشرطة تنتفض وتحتج على الوصاية وتعتصم !!

في سابقة تعد الأولى من نوعها في جهاز نظامي

 

انتفض صبيحة أمس، المئات من أعوان الأمن الوطني الذين يتواجدون قيد الخدمة منذ أشهر بمدينة غرداية التي تعيش صراعات بين أبناء المنطقة منذ نهاية السنة الفارطة، حيث شن ما يقارب الـ 1000 شرطي اعتصاما أمام مقر أمن ولاية غرداية في الساعات الأولى من صباح أمس، في مشهد لم يسبق أن شهدته الجزائر من قبل، وخطوة تعد الأولى من نوعها في جهاز نظامي، دفعت بالسلطات الأمنية وعلى رأسها اللواء عبد الغني الهامل إلى ترأس اجتماع أمني هام بالعاصمة، بعدها مباشرة تنقل إلى ولاية غرداية التي حط بها وفق مصادر موثوقة لـ" الرائد"، على الساعة العاشرة من صباح أمس، حيث كان ينتظره المحتجون من أعوان الشرطة بالزي الرسمي وسط هتافات تطالب بتدخل وزير الداخلية والجماعات المحلية وترفض الحديث مع المسؤول الأول للجهاز بل جوبها بانتقادات الشرطة الغاضبين ، في صورة تؤكد "احتجاج هؤلاء على سياسة الرجل الأول في الشرطة الذي أشارت مصادرنا إلى أنه أصدر أمس ليلا تعليمة بمنع استعمال القوة العمومية ضدّ المشاغبين في المنطقة".

وبحسب ما رواه شهود عيان في اتصال هاتفي معنا، فإن خلفيات الوقفة الاحتجاجية تعود إلى الخسائر التي تعرض لها أفراد الأمن الوطني في الأرواح وفي الممتلكات، حيث تتحدث أنباء عن وقوع قتيل على الأقل وتحدثت مصادر على امكانية أن ينضاف شهداء جدد للقائمة نتيجة الجروح البليغة التي تعرض لها هؤلاء-أصيبوا بحروق-، يرقد لحدّ الساعة ما يقارب 5 أعوان شرطة داخل مستشفى المدينة الذي يقبع تحت حراسة مشددة.

وتعود وقائع الحادثة التي شهدتها أحياء مدينة غرداية في ساعات مبكرة من صباح أمس، كنتيجة للمناوشات التي اندلعت أمسية الأحد الفارط ببلدية بريان، وتسببت فيها مجموعة تشير التقارير أنها من الاباضيين، وأسفرت عن توقيف 7 شبان مزابيين، من قبل أفراد الشرطة، بسبب أحداث الشغب التي تسبب فيها هؤلاء، وأدت إلى عودة المواجهات بين الميزابيين والمالكيين، إثر اندلاع أعمال عنف وشغب وحرق للممتلكات الخاصة ثم العمومية منها سيارات مدرعة تابعة للشرطة وهي القطرة التي أفاضت الكأس حيث أبرق القائمين على وحدات الأمن بالولاية لأعوان الشرطة عدم استعمال القوة العمومية ضدّ المحتجين الذين اقتحموا مقرات للشرطة من أجل إخراج الموقوفين، وأدى تصدي أعوان الأمن لهؤلاء المتظاهرين من الميزابيين قام البعض منهم بحرق عدد من السيارات التابعة للشرطة كانت بعضها تحوي على أعوان الأمن الذين تضرروا من جراء هذه الحرائق.

ويأتي اعتصام أفراد الشرطة أمام مقر أمن ولاية غرداية يوما فقط بعد إندلاع أمس الأحد مواجهات ببلدية العطف إثر تهجّم شباب من الشعانبة على ثانوية "محمد الفرسطائي " مثلما أفاد " خضير باباز" عضو لجنة التنسيق و متابعة الأحداث في غرداية ، الذي تحدث ايضا عن مواجهات وكشفت مصادر على صلة بملف الوضع "الخطير" في غرداية، بأن أفراد الشرطة نظموا فور علمهم بوفاة أحد زملائهم، اعتصاما أمام مقر أمن ولاية غرداية، مرتدين الزي الرسمي، بينما لم يكن هؤلاء يحملون أي نوع من الأسلحة، بعد أن تحكم أعوان الدرك الوطني في الأحداث التي هتف فيها المعتصمين بالنشيد الوطني طوال ساعات الاحتجاج التي دامت حتى منتصف نهار أمس.

بدورها سارعت المديرية العامة للأمن الوطني إلى توضيح حقيقية ما جرى أمس بالمنطقة، حيث أشار بيان تلقت "الرائد"، نسخة منه، إلى حيثيات تنقل المدير العام للأمن الوطني عبد الغني الهامل إلى المنطقة حيث إلتقى بعضا من عناصر الشرطة العاملين بولاية غرداية، للوقوف على خلفيات الوقفة الاحتجاجية التي قام بها بعض أفراد الأمن هناك، الذين طالبوا بوقف الاعتداءات التي أصبحت تطالهم خلال تأديتهم لمهامهم اليومية المحمية بالقانون، خاص في الساعات الـ 24 الماضية، حيث استمع هامل إلى انشغالاتهم وتساؤلاتهم مطمئنا إياهم أن مثل هذه الأفعال" تعتبر من الأخطار المهنية المعرض لها الشرطي أثناء تأديته لمهامه،كما حثهم على ضرورة التحلي بروح المسؤولية والعمل على التصدي لمثل هذه الحملات، باعتبارهم الدرع الحامي للدولة وكذا في سبيل تحقيق أمن وسلامة المواطن" كما نفى البيان وجود قتلى في الاحداث.

آمال.ط

من نفس القسم الوطن