الوطن

فرنسا تسعى لإنشاء قاعدة تجسس قرب الحدود الجزائرية

تجري مباحثات سرية مع السلطات التونسية من أجل السماح لها بإقامة المشروع

 

 

نقلت مصادر إعلامية عن مصادر مطلعة قولها إن فرنسا تسعى لإقامة محطة تنصت بالجنوب التونسي بهدف جمع المعلومات حول تحركات الجماعات الإرهابية، والمكان الذي تريد المخابرات الفرنسية انشاء محطتها للتجسس على الإرهابيين يقع في المثلث الحدودي بين الجزائر، تونس، وليبيا، ويعني ذلك للجزائر تهديدا أمنيا على حدودها الشرقية والجنوبية مع تونس وليبيا، وأوضح المصدر أن السلطات التونسية مترددة في منح فرنسا رخصة إقامة هذا المشروع الذي يعد تدخلا في الشأن الداخلي لتونس. 

وذكرت المصادر وجود مساع فعلية من طرف الفرنسيين وتحديدا جهاز المخابرات الفرنسي، لإنشاء محطة تنصت بالجنوب التونسي بهدف جمع المعلومات حول التحركات الإرهابية المحتملة مستقبلا، لكن ما يلفت الانتباه هو كون هذا المشروع الذي تحاول فرنسا من خلال جهاز استخاباراتها اقناع السلطات في تونس بجدواه لمحاربة الإرهاب، اختير له موقع قريب من المثلث الحدودي بين تونس وليبيا والجزائر، وهي المنطقة التي تكثر فيها تحركات الجماعات الإرهابية أبرزها المتمركزة في جبال الشعانبي، والمثلث يقع وسط حدود تونس الجنوبية مع الجزائر غربا، ومع حدودها مع ليبيا من جهة الشرق، 

 أين ينشط بقوة أكبر المهربون والجماعات الإرهابية وعصابات المخدرات. ونقلت الصحيفة عن يومية "لوفيغارو" الفرنسية في مقال نشر منذ يومين، أن هناك مباحثات بين الجانب التونسي وجهاز المخابرات الفرنسي في هذا الشأن، إلا أن النقاش تعثر ولم تصل المباحثات إلى نتيجة تذكر، وذلك بسبب رفض الجانب الفرنسي تقاسم المعلومات وقاعدة معطيات المكالمات بصفة آلية ومباشرة مع الطرف التونسي وتشبثه، وذكرت "لوفيغارو "، بإرسال المعلومات التي يختارها من العاصمة الفرنسية باريس لصالح تونس. 

كما كان موقع اخباري الكتروني وهو "حقائق أون لاين" قد أشار إلى ان السلطات التونسية ترفض هذا المقترح وتصرّ على الحصول على المعلومات بشكل مباشر. لكن لغاية الساعة تتكتم السلطات التونسية الرسمية عن هذا الملف، رغم تطور الأداء الاتصالي للمؤسستين الأمنية والعسكرية بعد الثورة، لكن ما يشار إليه حسب مصادر إعلامية هو أن فكرة انشاء قواعد عسكرية أجنبية طرحت لعدة مرات في تونس، ولكن حكومتي الترويكا رفضت بشدة انشاء تلك القواعد بغض النظر عن هويتها وطبيعتها وموقعها الجغرافي في الجنوب التونسي. وتسعى دول كثيرة إلى التباحث مع الحكومة التونسية من اجل اقامة قواعد استخبارياتية وأخرى عسكرية كالولايات المتحدة وفرنسا، ولم تمارس حكومة مهدي جمعة تعتيما كبيرا بشأن ملفي طلب دول غربية انشاء قواعد عسكرية في الجنوب التونسي وقريبا من حدود ليبيا، لكن موقف الجزائر التي باشرت خطة امنية لمكافحة الارهاب على حدودها مع تونس وليبيا وعبر جبال وغابات شمال البلاد وجنوبها، كان دوما رفض أية محاولات لدول اجنبية بإقامة أية مشاريع عسكرية أي كان نوعها، والأمر مع تونس يكون ذا أهمية كبرى من حيث يعتبر اقامة قاعدة تجسس فرنسية على الجماعات الارهابية هو تهديد لأمن الجزائر وحدودها بشكل غير مباشر، خاصة وأن أمن تونس من أمن الجزائر، ومعروف على دوافع فرنسا أنها استراتيجية من أجل السيطرة على مواقع الطاقة في الجنوب التونسي وفي ليبيا ومنطقة الساحل. وتحاول فرنسا اقناع الجزائر بجدوى تدخل عسكري في ليبيا. بينما ترى الجزائر بأن المسألة الأمنية في ليبيا يجب أن تحل عن طريق الحوار السياسي بين جميع الأطراف، ولعل اقامة قاعدة تجسس في مثلث قريب من حدود الجزائر وليبيا بالجنوب التونسي فيه أكثر من دلالة، وهو محاولة التجسس على الجيش الجزائري ومعرفة نقاط قوته وخططه العسكرية على الحدود الجنوبية مع ليبيا. 

م. ح

من نفس القسم الوطن