الوطن
العلاقة بين واشنطن والجزائر لم تكن يوما حميمية بشأن ليبيا
سياسي أمريكي يكشف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 أكتوبر 2014
- مسؤولون ليبيون يناشدون تحركا جزائريا عربيا
قال عبد الحفيظ غوقة، النائب السابق لرئيس المجلس الانتقالي الليبي، إن الأزمة أكبر من صراع في بنغازي وطرابلس وهناك مدن كاملة في الشرق والغرب خارج سيطرة الدولة، لافتًا إلى أن المسألة معقدة في ليبيا فهناك مدن بالكامل ليست تحت سيطرة الدولة.
وأضاف "غوقة"، خلال لقائه على فضائية "العربية الحدث"، أنه يجب أن يكون هناك تحرك عربي لمواجهة التهديدات لدول شمال أفريقيا وعقد اتفاقية مشتركة للدفاع المشترك. وتابع غوقة: "نرفض التدخل الأجنبي لكن أطالب بتنسيق مع دول الجوار لحل الأزمة الليبية"، مناشدا الجامعة العربية بالتحرك مع مصر وتونس والجزائر والسودان للتدارك الموقف في ليبيا. من جانبه أعرب الدكتور طارق متري المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة في ليبيا عن قلقه العميق تجاه مستقبل هذا البلد وجدد دعوته الفرقاء المتنازعين فيه إلى الحوار والاتفاق على أولوية إعادة بناء الدولة ومؤسساتها.
وقال متري ان هناك صنفين من دول الجوار التي تتأثر بشكل أو بآخر بما يجري مثل الجزائر وتونس ومصر لا سيما أن حدودها مع ليبيا مخترقة. وهي تحاول أن تدرأ خطر انتقال العنف إليها. وقد انتقل العنف من ليبيا إلى تونس وعانت تونس الكثير من العنف الليبي. الجزائر ومصر تحاولان أن تبعدا هذا الخطر عنهما. ولم تتدخلا في شكل مباشر وهذا في ظاهر الأمر لا يناقشه أحد لكن هناك مخاوف عند الفريقين في البلد من تدخل البلدين الكبيرين. وأحياناً الخوف من التدخل هو عامل يزيد من حدة التناقضات. هناك تدخل آخر هو بمثابة دعم مالي وسياسي من دولتي الإمارات العربية المتحدة وقطر واحدة تدعم هذا الفريق وأخرى تدعم ذاك لأسباب تتعلق بسياستهما العربية عموماً.
في المقابل قال جون ترومان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إن واشنطن في مقابلة مع "الجزيرة" القطرية مترددة في بناء الدولة بليبيا في ظل غياب حكومة يمكن التعامل معها. وأعرب ترومان عن اعتقاده بأن واشنطن مع حل تفاوضي يشارك فيه أكبر عدد من الأطراف في ليبيا، وأنها تدعم أي تسوية سياسية تفرز حكومة يمكن التعامل معها. من ناحية أخرى يرى ترومان أن عدم وجود مقاتلين أجانب في ليبيا لم يدفع واشنطن للتدخل في الملف الليبي، عكس ما هو حاصل الآن في سوريا والعراق اللتين تخوضان قتالا ضد تنظيم الدولة الإسلامية. من جانب آخر لفت إلى أن العلاقة بين واشنطن والجزائر لم تكن يوما حميمية، وهي تقتصر على التعاون الاستخباراتي ولا تشمل التعاون العسكري، عكس ما هو عليه الحال مع القاهرة. ويعتقد ترومان أن الدور المصري في ليبيا مختلف عن الجزائر بسبب الجالية المصرية الكبيرة في ليبيا، وبالتالي تشكل موضوعا داخليا بالنسبة لمصر التي تخشى أي تغلغل للإخوان المسلمين في ليبيا.
محمد. ا