الوطن

زيارة الجنوب الجزائري "محظور" على اللاجئين السوريين

القبض على 328 مهاجر سوري منذ بداية العام حاولوا "الحرقة" إلى ليبيا ثم إيطاليا

 

 

منعت السلطات الجزائرية اللاجئين السوريين من التنقل إلى ولايات الجنوب الجزائري خصوصا ولايتي الوادي واليزي، حيث يتخذون المنطقة مركزا للعبور إلى ليبيا ثم للوصول إلى السواحل الليبية، ومنها يركبون البحر متسللين أيضا نحو ايطاليا. 

وقرار منع الرعايا السوريين من التنقل إلى الجنوب بدء بالتشديد من إجراءات تحديد الإقامة بالنسبة للاجئين السوريين في المدن الساحلية الكبرى ومراكز الإيواء، بعد أن تكررت حوادث ضبط لاجئين سوريين يحاولون التسلل عبر الحدود البرية بين الجزائر وليبيا من أجل الوصول إلى إيطاليا. ووقع آخر حوادث ضبط سوريين أثناء محاولتهم التسلل إلى ليبيا في 27 سبتمبر الماضي، حينما أوقفت فرقة من قوات الجيش الجزائري، تابعة للقطاع العملياتي إليزي (الحدودية مع ليبيا)، عشرة مهاجرين غير شرعيين من جنسية سورية، كانوا متوجهين إلى الحدود الليبية، حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني. 

و في هذا الصدد يقول عثمان زحنو، عضو المجلس المحلي السابق لمحافظة إليزي ومنسق الأنشطة الخيرية بالمنطقة، في حديث لوكالة "الأناضول التركية" تعمل الجمعيات الخيرية هنا على مساعدة اللاجئين العرب، لكننا فوجئنا في الأشهر الأخيرة بظاهرة جديدة وهي محاولة مواطنين من سوريا التسلل إلى ليبيا". ويتابع: "قال لي عدد من السوريين الذين أوقفهم الدرك إنهم قرروا الانتقال إلى ليبيا عبر الجزائر لأن الجزائر هي البلد العربي الوحيد الذي لا يفرض تأشيرة دخول على السوريين". 

يضيف عثمان: "يدفع السوريون أكثر من 300 اورو لعناصر تنتمي لعصابات ليبية مسلحة تؤمن نقلهم من الحدود مع الجزائر إلى مناطق في الساحل الليبي على البحر المتوسط ومن هناك يتنقل هؤلاء بحرا إلى الشواطئ الإيطالية، في رحلة شاقة ومحفوفة بالمخاطر". فيما يقول مصدر أمني مطلع، طالبا عدم الكشف عن هويته "في البداية اعتقدنا أن الأمر له علاقة بالجماعات الإرهابية خاصة مع حالة الفوضى التي تعيشها سوريا وليبيا، لكن التحقيقات كشفت أن أكثر من 95 بالمائة من المتسللين السوريين عبر الحدود البرية بين الجزائر وليبيا هم في واقع الأمر حراقة ". 

ويضيف المصدر "هذا لا يمنع وجود متسللين يحاولون الالتحاق بالجماعات المسلحة في ليبيا". 

وحول عدم اختيار المهاجرين لمصر أو تونس كنقطة انطلاق لرحلتهم، قال: "في حالة مصر، يكمن السبب في التشدد الذي تتعامل به السلطات المصرية مع اللاجئين السوريين منذ إسقاط حكم جماعة الإخوان أما في حالة تونس، فإن السبب يكمن أن تونس تفرض تأشيرة دخول على السوريين على عكس الجزائر". 

أما كومري رضا، الموظف في الهيئة الإغاثية التي شكلتها ولاية اليزي الحدودية للتكفل باللاجئين، فيقول "في منطقة أوهانت القريبة من الحدود الجزائرية الليبية تنطلق في كل مرة يوقف فيها مهاجرون، حافلة لنقل الركاب تعج بمسافرين أغلبهم سوريين، وتقرر نقلهم إلى العاصمة الجزائرية من حيث جاءوا قبل عدة أسابيع" ويتابع "إن قوات الجيش الجزائري تنقذ السوريين من الموت في حال عبورهم الحدود الجزائرية نحو ليبيا". 

وحسب مصدر أمني فإن الجيش الوطني وقوات الدرك الوطني وحرس الحدود أوقفوا منذ شهر يناير 2014 إلى نهاية أوت من العام نفسه، 466 مهاجرا سريا من مختلف الجنسيات، بينهم 328 مهاجر سوري. وتمتد الحدود بين ليبيا والجزائر على مسافة 1000 كلم كلها منطقة صحراوية، وقد قررت السلطات الجزائرية غلق الحدود مع ليبيا في شهر جوان الماضي بعد تدهور الأوضاع في هذا البلد. 

 محمد. ا

من نفس القسم الوطن