الوطن

"الجزائر بعيدة عن التعرض لأزمة عجز مالية"

خبراء في الطاقة يطمئنون

 

 

أكد امس خبراء في الطاقة ان الجزائر لا زالت بعيدة بنحو 60 دولار للبرميل الواحد للوقوع في ازمة مالية. وقال الخبير النفطي ووزير النفط العراقي الأسبق عصام الجلبي أن دول مثل الجزائر والسعودية سوف لن تتأثر من الهبوط الراهن في أسعار النفط، حيث تقوم موازنة الجزائر على أساس أن سعر البرميل الواحد من النفط سيكون 30 دولاراً فقط، وبالتالي فإنها لا تفترض ايرادات كبيرة من انتاج النفط، بما يمكن الدولة من الابقاء على فوائض مالية بدلاً من العجز. فيما توقع ان يصل العراق إلى أزمة مالية وأن تدخل موازنته العامة في أزمة عجز بسبب التراجع الكبير الذي طرأ في الفترة الأخيرة في أسعار النفط، بينما تقوم الموازنة العراقية على أساس سعر مرتفع.

وأوضح الجلبي أن الميزانية في العراق تقوم على أساس أن متوسط سعر برميل النفط في العام 2014 سوف لن يقل عن 95 دولاراً، وهو ما يعني أن موازنة العام الحالي معرضة لأزمة ولعجز كبير في حال واصلت أسعار البترول مشوار هبوطها من الان وحتى نهاية العام الحالي.

من جهته قال الخبير النفطي كامل الحرمي انه على الرغم من الأزمات العالمية العديدة الممتدة من الشرق الأوسط (ليبيا وسورية وشمال العراق) إلى أوكرانيا (النزاع الغربي - الروسي الاوكراني, والعقوبات الاقتصادية المتبادلة والتهديدات بمزيد منها الا ان أسواق النفط العالمية مشبعة والأسعار تعتبر عند أدنى مستويات منذ سنة على الأقل.

وأضاف الحرمي ان السبب فى انخفاض متوسط الأسعار عن 100 دولار للبرميل يرجع إلى التخمة الحالية الموجودة في أسواق النفط, موضحا انه لولا هذه التخمة لتجاوز متوسط الأسعار 115 دولاراً بكل سهولة.

ولفت إلى ان تلك المؤشرات تدل على ضعف معدل نمو الطلب العالمي والى وفرة إمدادات النفط وتشبع الاسواق رغم شبه توقف الإمدادات من ليبيا, وتوقف الولايات المتحدة عن استيراد النفط الخام من القارة الأفريقية, سواء من نيجيريا أو الجزائر أو أنغولا, مؤكدا ان ذلك التوقف الاميركي حدا بتلك الدول التوجه إلى مناطق أخرى كالصين وأوروبا حيث ستنافس الدول الخليجية في أسواقها النفطية التقليدية. وقال الحرمي إن توقف الولايات المتحدة عن استيراد النفط من أفريقيا شكل ضربة صاعقة للمؤتمر الذي استضافته واشنطن وتمحور حول تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والقارة السمراء, مبينا ان الصادرات الأميركية من النفط الخام قفزت إلى أعلى مستوى منذ 1957 لتصل إلى أكثر من 400 ألف برميل يومياً, كلها موجهة إلى كندا, وهى الدولة الوحيدة التي تستطيع الولايات المتحدة تصدير النفط الخام إليها. وحول أسعار النفط مستقبلاً, تحديداً مع نهاية الفصل الثالث من العام الحالي, حين يبدأ الاستهلاك المحلي في البلدان المنتجة بالانحسار مع انتهاء فصل الصيف رجح الحرمي ان تظل أسعار النفط عند المتوسط الحالي إلا إذا ساءت الأمور السياسية والأمنية في العراق أكثر, خصوصاً في الجنوب, ما قد يؤثر في الصادرات. وختم ان الإيرادات المالية للدول المنتجة للبترول "أوبك" لن تتأثر في المستقبلين القريب والمتوسط, وستحقق فوائض مالية مناسبة لهذا العالم وفي السنوات القليلة المقبلة, لكن شريطة ان يبقى سعر برميل النفط قريباً من الرقم السعري المطلوب أي 100 دولار.              محمد. ا


من نفس القسم الوطن