الوطن
" تعدد المبادرات أظهراضطراب المعارضة في الجزائر "
قال إن "الفيس" له رؤية حول ما يطرحه الأفافاس وسيعلن عنها لاحقا، علي بن حاج لـ"الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 أكتوبر 2014
أكد الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ "الفيس المحل" علي بن حاج، أن تعدد المبادرات السياسية الرامية إلى التغيير، والباحثة عن سبل وآليات لإخراج الجزائر من الأزمة السياسية التي تتخبط فيها اليوم في ظل النظام السياسي القائم، تكون قد أظهرت اضطرابا لدى تيار المعارضة التي تبنت هذه الأطر السياسية للدفاع عن مشروع التغيير التي ترافع له. وأشار المتحدث في تصريح لـ " الرائد"، أمس أنّه ليس ضدّ تعدد المبادرات لكنه يرى بأن الأهم اليوم أن تجتمع القوى السياسية والسلطة على طاولة واحدة للحوار ثم الاتفاق حول إطار "توافقي" وأسس ومحاور مشتركة تساعد على طرح مبادرة جامعة بين هذه القوى ثم البحث عن آليات تحقيق التغيير أو الانتقال الديمقراطي، وليس العكس. وفي تعقيب له على المبادرة التي تطرحها جبهة القوى الاشتراكية قال بن حاج بأن "الفيس" لم يطلع على هذه المبادرة ولم يدع للمشاركة فيها وإبداء رأيه وموقفه منها، ولكن لديه رؤية حول هذا المشروع وسيعلن عنه في وقته.
وقال القيادي البارز في "الفيس المحل"، بأن تعدد المبادرات السياسية التي أطلقتها وأعلنت عنها بعض الشخصيات والقوى السياسية مؤخرا، والتي تعتزم في وقت لاحق إطلاقها، تدل على أن لكل طرف من أطراف المعادلة السياسية في الجزائر بما فيها السلطة، لديه نظرة خاصة ورؤية حول كيفيات معالجة الأزمة السياسية القائمة اليوم في الجزائر، وبالتأكيد هي تختلف في نظر هؤلاء عن مبادرات الغير، واعتبر بن حاج بأن هذه القراءة توضحت بصورة كبيرة منذ ندوة مزافران التي عقدت شهر جوان المنقضي من قبل المقاطعين للاستحقاق الرئاسي السابق، والمنضوون في جناح ما يعرف بـ "التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي". وأوضح المتحدث بأن كثرة المبادرات وتعددها بهذا الشكل توضح بأن "الإجماع حول آليات التغيير لا زالت لم تتحقق بعد". وقال بهذا الخصوص بأنه من اللازم اليوم أن يكون هناك نقاش جامع يؤسس لمرحلة البحث أو إطلاق مبادرة وليس العكس "طرح مبادرات ثم البحث عن النقاش"، لأن هذه المسألة لن تحقق التوافق في ظل تمسك كل طرف بأجندة عمله والإطار الذي حضّر له.
وأضاف بن حاج في سياق متصل، بأنه من المهم في هذه المرحلة التي تسعى فيها الكثير من الأطراف للحوار والنقاش حول إطار التغيير، أن يتفق الجميع على كيفيات عقد لقاء جامع يدوم لأيام، دون إبداء أراء أو مواقف من الداعين إليه أو خلفيات هذه الدعوة، يعمل فيه المشاركون والذي سيقبلون العمل في إطار هذه اللقاءات على تشخيص حالة الجزائر داخليا وخارجيا ثم الخروج بقواسم مشتركة، تؤسس لندوة أو لمبادرة جامعة، وفق ما اتفق عليه الراغبون في المشاركة وليس من لبنى الدعوة أو رفضها، حيث يرى المتحدث بأن هذه الوضعية هي التي ستؤسس لنقاش سليم وصحيح في ظل تمسك غالبية الأطراف التي تنادي بالتغيير بأجندة عملها هي. كما طالب المتحدث بأن لا يملي أي طرف على طرف آخر آراءه لأن القيام بهذه الخطوة سيعمل على قتل المشروع في مهده، ولم يستثن المتحدث رؤية وخيار الشعب تجاه هذه المبادرات أيضا، حيث اعتبر بأن سلطة الشعب هي التي عليها أن تفصل في مصير أي مشروع يرمي إلى التغيير، وطالب في هذا الصدد إلى ضرورة إشراكه سواء من قبل السلطة أو من قبل المعارضة فيما تخطط له.
وفي رده على سؤالنا حول نظرة قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ "المحلة"، في الطرح الذي يستعرضه "الأفافاس" الآن، بأن القيادة الحالية لحزب الدا الحسين، حرّة في طرح أي مبادرة ما دامت تمتلك رؤية حول التغيير، وترى بأنه من المهم والطبيعي اليوم أن تسعى القوى السياسية للبحث عن بدائل أخرى غير التي تطرحها السلطة اليوم. وقال علي بن حاج بأن قيادات التنظيم لم تطلع بعد على محاور مبادرة الأفافاس، كما لم يتم دعوته للمشاركة في المشروع الذي يرافع له هؤلاء، غير أنه لمح لفكرة المشاركة وقبول الطرح الذي يقدمه حزب محمد نبو السكرتير الأول للحزب في الوقت الراهن، غير أنه قال بأن "الفيس" له رؤية حول ما يطرحه الأفافاس وسيعلن عنها لاحقا في حالة ما تمت دعوته للمشاركة في ندوة الإجماع الوطني التي ترافع لها جبهة القوى الاشتراكية اليوم".
آمال طيهار