الوطن

" المعارضة حائرة في الصلاحيات المنوطة بالوزير الأول ! "

قال إن غياب الرئيس عن أداء مهامه الدستورية أثّر على صورة الجزائر، مقري لـ" الرائد":

  • النظام سرق مكاسب انتفاضة أكتوبر 1988

 

أكد رئيس حركة مجتمع السلم، الدكتور عبد الرزاق مقري، أن غياب الرئيس بوتفليقة عن مهامه الدستورية مشكلة مفروضة أثرت كثيرا على التنمية في البلاد وعلى عمل المعارضة، التي لم تجد اليوم من تسائل على المشاكل التي استشرت في البلاد، والوزير الأول لا يملك صلاحيات أو أنه يمتلكها ونحن لا نعلم بها، كما أن البرلمان الحالي أصبح لا يؤدي وظيفته التشريعية المنوطة به.

 وشدد مقري في رده على سؤال حول، كيف ستتعامل المعارضة مع مسألة غياب الرئيس، وهل استسلمت للأمر الواقع، على أن الغياب اصبح مشكلة مفروضة والمعارضة صراحة محتارة في البحث عن سبل التغيير، ولا تدري كيف توفق بين المصالح العليا للبلاد والحفاظ على استقرار الجزائر، لأن الاحتكام إلى الشارع في نظر الكثيرين هو بوابة العنف واللا استقرار. ويرى المتحدث أنّ غياب الرئيس عن مهامه الاستراتيجية خاصة ما تعلق بالمحافل الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة كما حدث مؤخرا اثر كثيرا على الدور البروتوكولي للجزائر الذي تراجع كثيرا، والأخطر في الجزائر اليوم ان من نحاسبه "مريض" في نظر عبد الرزاق مقري، الذي أضاف "الجميع يعلم بأن الرئيس مريض ونحن لا ندري لمن نتوجه ولا من نسأل أو نحاور".

وذكر خليفة أبو جرة سلطاني على رأس حركة الشيخ محفوظ نحناح، أنّ المعارضة رغم العراقيل ورغم التخوف من الشارع حققت الشيء الكثير اليوم، بعد ان تكتلت مختلف الحساسيات، والمعارضة ستعمل ما في وسعها لتجاوز الوضع السياسي الراهن عن طريق العمل الجماعي والعمل على الضغط السياسي على النظام ودعوة السلطة للمفاوضات. وشدد مقرى على أن الأحزاب والشخصيات السياسية المحسوبة اليوم على تيار المعارضة تراهن كثيرا على وعي الجزائريين لتحقيق الحريات والانتقال الدمقراطي المنشود، لأن الشعب الجزائري وضغط الشارع وحده من يستطيع صنع الفارق بيننا وبينهم.

من جهة أخرى أفاد عبد الرزاق مقري، أن الجزائر كانت سباقة في العالم العربي للحريات وانتفضت في أكتوبر من سنة 1988، وحققت الشيء الكثير لكن للأسف النظام سرق هذه المكاسب، لافتا إلى ان المعارضة ستسعى من خلال هامش الحرية الموجود في الصحف إلى التغيير وتحقيق الانتقال الديمقراطي الذي يعتبر اليوم الأجندة الرئيسية لعمل حركة "حمس" التي انخرطت في التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي وكذا هيئة التنسيق والتشاور المنبثقة عن ندوة مزافران، التي جمعت شهر جوان الفارط قوى المعارضة وتباحثت في اللقاء عن آليات مواجهة أجندة عمل السلطة والأحزاب الداعمة لها.

ولدى تطرقه لهذه المسألة، أوضح عبد الرزاق مقري في بيان له نشر عبر "الفايسبوك"، بأن "انتفاضة 5 أكتوبر كانت نتيجة طبيعية لأزمة عميقة تسبب فيها النظام السياسي الذي فرض نفسه بعد الاستقلال، وهو تاريخ مفصلي بين مرحلتين من مراحل التاريخ السياسي الجزائري"، حيث اعتبر أن "الجزائريين ثاروا ضد الفساد ومن أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ومن أجل التغيير السياسي ورفض الحزب الواحد، فأدت تلك الأحداث إلى تغيير كبير غير مسبوق في العالم العربي". وأضاف المتحدث يقول بأن "الهامش المتبقي من الحريات بعد 5 أكتوبر شيء يُحتفى به ولكنه غير كاف للتغيير"، وأشار يقول "إن الجهد السياسي الذي يجب أن نبذله جميعا وقد أصبح الجميع أكثر خبرة وتجربة ويجب عليه أن يتوجه إلى هذه السلطة الجامدة التي لا تبدع إلا في ابتكار أسباب البقاء، ولا يهمها ما يضيع من الأوقات والموارد المادية وما يضيع من موارد بشرية، إنها وحدها من يمنع التغيير".

سلمى. ج

من نفس القسم الوطن