الوطن
الجزائريون يحيون سنة الخليل في جو من الفرحة والطمأنينة
رغم حرمان الكثير من العائلات من أضحية العيد بسبب ارتفاع الأسعار
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 أكتوبر 2014
أحيا الجزائريون أمس وأول أمس عيد الأضحى المبارك في جو من الفرح والبهجة والطمأنينة، حيث كانت السمة البارزة عبر مختلف ولايات الوطن، وتجلى جانبا من مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة بتوجه المصلين باكرا إلى المساجد لأداء الصلاة والاستماع إلى خطبتي العيد حيث كانت هذه المناسبة الدينية الجليلة فرصة للائمة للتذكير من أعلى المنابر جموع المؤمنين الذين غصت بهم بيوت الله العامرة بالعبرة من إحياء عيد الأضحى المبارك ومعاني الامتثال لأوامر الله عز وجل والتي تجلت في صبر وطاعة النبي سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام لها عندما أمره سبحانه وتعالى بنحر ابنه إسماعيل عليه السلام، كما كان الجزائريون على موعد في عيد الأضحى مع العادات والتقاليد التي ألفوها والتي ورثوها أبا عن جد، فالبعض كان على موعد من "الشواء" والأخر استسلم لعادات تحرمه من أكل اللحم يوم العيد، وآخرون أجلوا أكل اللحوم إلى ما بعد زيارة الأهل والأقارب.
الجزائريون يحيون عيد الأضحى المبارك وسط جو من الطمأنينة
عمت أجواء احتفالية بعيد الأضحى المبارك سائر البلاد، حيث احتفل الجزائريون بهذه المناسبة الدينية الجليلة بنحر الأضاحي اقتداء بسنة النبي إبراهيم الخليل عليه السلام بعد أن فداه ربه بذبح عظيم، وتميزت مشاهد إحياء هذا الحدث الديني بتوجه المؤمنين منذ الصباح الباكر إلى المساجد لأداء صلاة العيد والاستماع إلى خطبتيها حيث كانت المناسبة فرصة تطرق فيها الأئمة إلى المغزى من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك والمعاني السامية التي ينبغي استلهامها من إحياء هذه الشعيرة الدينية، وتواصلت مظاهر إحياء هذه المناسبة بتقديم أجزاء من لحوم الأضاحي على شكل صدقات على الفقراء والمعوزين لمشاركتهم فرحة عيد الأضحى المبارك وهذا فضلا عن توزيع أجزاء أخرى منها على الأهل والأقارب اقتداء بما كان يفعله ويدعو إليه الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم
زيارات عديدة للمستشفيات للتضامن مع المرضى
كما شكل عيد الاضحى لهذه السنة فرصة مجددة لذوي البر والإحسان الذين دأبوا على زيارة المرضى ولاسيما فئة الأطفال المزاولين للعلاج في مختلف مستشفيات الوطن في جو من التضامن والتراحم أدخل الكثير من البهجة والسرور في نفوسهم، ففي الجزائر العاصمة آثر العديد من المواطنين والمواطنات وذوي البر والاحسان التوجه إلى المستشفيات كالمستشفى الجامعي مصطفى باشا لمؤانسة المرضى في هذا اليوم المبارك خاصة فئة الاطفال حاملين معهم الحلويات والهديا للأطفال الذين استحسنوا هذه المبادرة التي أنستهم معاناتهم مع المرض ولو لفترة قصيرة، فمنذ الصباح كانت مصلحة طب الاطفال بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا على موعد مع منشطين ومهرجين قدموا العديد من العروض الفكاهية للأطفال أدخلت البهجة والفرح في نفوسهم في هذا اليوم السعيد، كما عرفت نفس المصلحة قدوم شباب متطوعين يحملون قائمة باسماء المرضى وهم كلهم تأهب لتوزيع الهدايا واللعب على الأطفال المرضى خاصة الذين جاؤوا من مناطق بعيدة من الوطن، واعتبر هؤلاء الشباب أن ما يقومون به هو "رسالة من شأنها ترسيخ معنى التضامن والتآزر بين أبناء الشعب الجزائري"، كما أكد بعض المرضى بعين المكان بأن أصحاب البر والإحسان وبعض الجمعيات "هم في اتصال دائم مع المرضى طول السنة ناهيك عن المناسبات الدينية"، نفس الأجواء شهدها الأطفال المرضى بالسرطان بمركز العلاج "بيار ماري كوري" لاسيما مع قيام إطارات تابعة لأمن ولاية الجزائر بزيارة لهم وتقديم هدايا رمزية أدخلت البهجة في قلوبهم بهذه المناسبة السعيدة، وتدخل هذه المبادرة في إطار "مبدأ الشرطة الجوارية الهادفة إلى تقريب مصالح الشرطة من المواطن".
تباين في احترام التجار لبرنامج المداومة
وعن النشاط التجاري فقد تباين احترام التجار الذين يمارسون مختلف أنواع النشاط بخصوص احترام برنامج المداومة وفتح محلاتهم التجارية أول أيام عيد الأضحى المبارك لتلبية حاجيات المواطنين بولايات الوطن، وفي هذا الصدد، فقد قام عدد من الخبازين والصيادلة وأصحاب محلات التغذية العامة وأكشاك الهاتف وفي بعض الحالات حتى الجزارين بعرض خدماتهم حيث ومباشرة بعد الانتهاء من نحر أضحية العيد فتحوا محلاتهم التجارية في اليوم الأول من العيد، وهناك من المواطنين من توجه إلى المذابح لتقطيع أضحية العيد تحت رقابة البياطرة، وهو أسلوب يضمن تجنب استهلاك أعضاء تكون مصابة لدى الأضحية، كما هو الشأن بمذبح الرويسو، كما استحسن المواطنون أيضا توفير خدمات النقل أول أيام عيد الأضحى، خاصة ما تعلق بوسيلة الترامواي، وسواء تعلق الأمر بولايات ورقلة أو ايليزي والأغواط والنعامة والبيض وأدرار فإنه إضافة إلى محطات نفطال التي ضمنت توزيع الوقود قدم عدد من أصحاب المحلات التجارية خدماتهم للمواطنين مما مكنهم من قضاء حاجياتهم سيما خلال الفترة الصباحية من اليوم الأول من العديد حيث ينهكم الجميع في نحر الأضاحي، وحسب العادات التجارية المتبعة بالمنطقة فإن عدد المحلات التجارية المفتوحة يتوقع أن يرتفع في في اليوم الثاني من العيد، أما بولاتي تندوف وغرداية فإن النشاط التجاري كان أقل درجة بإستثناء بعض الأكشاك المختصة ببيع بطاقات التعبئة للهاتف بتندوف والتي تعرف إقبالا كبيرا في مثل هذه المناسبات ونفس الشيء بخصوص بعض المخابز بغرداية، وتجدر الإشارة إلى أن مديريات التجارة على مستوى الولايات كانت قد عمدت إلى تشكيل فرق مكونة من الأعوان التابعين لها وذلك من اجل المراقبة والسهر على حسن تطبيق برنامج المداومة في هذه المناسبة الدينية سيما ما تعلق بمحطات بيع الوقود والمخابز ومحلات التغذية العامة.
مراد. ب