الوطن

بوتفليقة يغيب للعام الثاني على التوالي !!

ناب عنه سلال بدل بن صالح في صلاة عيد الأضحى

 

 

غاب الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، عن أداء صلاة عيد الأضحى والتي تعتبر مناسبة برتوكوليه اعتاد رؤساء الجزائر وحتى شخصه فرصة للاحتفال الرسمي بالمناسبة الدينية التي تعرف مشاركة كبار مسؤولي الدولة والوفود الدبلوماسية الأجنبية المسلمة المعتمدة بالجزائر، ويعد هذا الغياب من قبل الرئيس للسنة الثانية على التوالي، حيث ناب عنه الرجل الثاني في السلطة التنفيذية، ممثلا في شخص الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي أصبح في الفترة الماضية المكلف بالظهور في مكان رئيس الجمهورية بروتوكوليا رغم أن الدستور يعتبر الرجل الثاني في الدولة هو رئيس مجلس الأمة، وترفض تيارات المعارضة تواجد الوزير الأول عبد المالك سلال في هذا الدور الجديد الذي يلعبه في ظل غياب الرئيس وترى في الموضوع استخفافا بـ"الشعب" الذي انتخب الرئيس لعهدة رئاسية جديدة وهو غير قادر "نظريا" على أداء المهام المنوطة به كرئيس للجمهورية.

وعوض عبد المالك سلال، رفقة رئيسا مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، عبد القادر بن صالح ومحمد العربي ولد خليفة، الرئيس في أداء صلاة عيد الأضحى التي أقيمت صبيحة أمس أول بالمسجد الكبير بالعاصمة الذي يعتبر المسجد الذي تقام فيه احتفالات المناسبات الدينية في الجزائر في كل سنة، حيث كان الرئيس ومنذ اعتلاءه سدّة الحكم في سنة 1999 يشرف شخصيا على هذه المراسيم التي تعفر مشاركة طاقم الحكومة وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر من الدول الإسلامية، غير أن الوعكة الصحية التي تعرض لها رئيس الجمهورية قبل نهاية عهدته الرئاسية الثالثة جعلته يكلف وزيره الأول لتمثيله في مثل هذه المناسبة وكذا المناسبات التاريخية والسياسية التي تجرى بالجزائر على غرار مناسبتي 5 جويلية والفاتح من شهر نوفمبر التاريخيتين.

ويثير غياب الرئيس من جديد عن أداء النشاط البروتوكولي المرتبط بهذه المناسبة الدينية أو غيرها من المناسبات، طرح مسألة قدرته "البدنية" على أداء مهامه كرئيس للجمهورية، وهي المسألة التي شكلت محور تشكيك لدى تيارات المعارضة في الآونة الأخيرة خاصة لدى الأقطاب المشكلة للتنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي وهيئة التنسيق والتشاور بالإضافة إلى قطب قوى التغيير بالإضافة إلى قيادات وزعماء هذه الأقطاب، التي طالبت بتفعيل نص المادة 88 من الدستور على الرئيس في أكثر من مناسبة وهي تستعرض آليات التغيير والانتقال الديمقراطي في الجزائر.

يحدث هذا في الوقت الذي غابت فيه صورة الرئيس وخطاباته المكتوبة التي اعتاد منذ اعتلاءه لسدّة الحكم لولاية رابعة أن يبعث بها للشعب الجزائري في مختلف المناسبات وهي المسألة التي استغلتها الكثير من الأطراف لتشكيك في قدرة الرئيس على أداء مهامه كرئيس للجمهورية من جهة ومن جهة ثانية قدرته على اتمام العهدة التي قال أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني في احدى ندواته الاعلامية الأخيرة بأنه" باق في منصبه كرئيس للجمهورية طوال عهدته الرئاسية الحالية والتي تمتد إلى 5 سنوات"، قبل أن يجدد أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح، التأكيد على نفس المسألة منذ أيام قليلة من الآن.

واقتصر حضور المناسبة الدينية التي غاب عنها بوتفليقة كما غاب قبل قرابة الشهرين والعشرة أيام عن حضور صلاة عيد الفطر حيث نابت عنه نفس الوجوه من الجهاز التنفيذي ومؤسسات الدولة في الاحتفال بهذه المناسبة، حيث تكلف هؤلاء يتقدمهم الوزير الأول عن استقبال التهاني من أعضاء الحكومة والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، التي حضرت صلاة العيد بالجامع الكبير بالعاصمة، وهو ما اعتبره بعض الأطراف السياسية والمحللين بكون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد فصل بصورة واضحة في شخصية من يعوضه للقيام بالمهام والأنشطة البروتوكولية وغيرها، وعكس المناسبات السياسية والتاريخية وحتى الدينية السابقة فقد "أغفل" الرئيس في هذه المناسبة تهنئة الشعب الجزائري كما جرت عليه العادة، غير أنه احتفظ بعادة تهنئة الرؤساء والملوك الذين احتفلوا بدورهم بهذه المناسبة الدينية.

وفي خطبتي الصلاة أوضح الإمام أن هذا اليوم تعظم فيه شعائر الله وتؤدى مناسك الحج في بيت الله الحرام حيث يجد فيه المسلم الأمن والأمان، مشيرا إلى أن المسجد يظل أيضا المكان الذي يلجأ الناس إليه في شتى الظروف بحثا عن السكينة والأمان وتعلم الصفات الحميدة التي يمجدها الدين الإسلامي كالوقار والنظافة والطهارة.

وبعد أن أبرز الخطيب أن نظافة المحيط تعد من الخصال الحميد لكونها تعد صدقة على غرار البسمة في وجه المسلم والكلمة الطيبة أوضح أنه ينبغي على المسلم أن يفتخر بهذه القيم التي ينتمي إليها وأن يعمل على نشرها بين أفراد المجتمع والمدرسة والأسرة، كما حث الامام على ضرورة إيقاف القيم الدخيلة عن المجتمع المسلم كالكلمة غير الطيبة التي تشيع الفتن والخوف وسط افراد المجتمع لتعم قيم التعاون والتسامح وإصلاح ذات البين. 

ودعا إلى ضرورة الرفق بأضحية العيد التي يتقرب بها المؤمن إلى ربه ويرحمها ويحسن ذبحها والإكثار من الذكر والتهليل والتكبير في مثل هذه المناسبات إلى جانب التصالح مع الناس وصلة الأرحام وعيادة المرضى، ومن ناحية أخرى اشاد الامام بالمصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وما حققته من استقرار وأمن وتنمية في مختلف جهات الوطن.

ودعا في هذا السياق باقي الدول العربية التي تسود فيها الفوضى جراء التناحر بين أبنائها إلى انتهاج طريق المصالحة التي انتهجتها الجزائر والاستفادة من تجربتها لكونها كما قال هي الحل الوحيد للاقتتال بين افراد الوطن الواحد.

آمال طيهار

من نفس القسم الوطن